‘);
}

الصيام

الصيام في اللغة هو مصدرٌ من الفعل صام، والصيام أو الصوم؛ هو الامتناع والإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ تقرّباً وعبادةً لله تعالى،[١] وشُرع في الإسلام عدّة أنواعٍ للصيام، منها: صيامٌ مفروضٌ فرضاً على المسلمين؛ ويتمثّل بصيام شهر رمضان عملاً واعتقاداً، سواء أكان أداءً أم قضاءً، ويلحق بصيام رمضان من حيث العمل؛ صيام الكفّارات، وخاصّةً كفارة الظِّهار والقتل واليمين والصيد والأذى في الحَرم، وصيامٌ واجبٌ؛ وهو صيام النذر، سواءً أكان باعتكافٍ أم من دون اعتكافٍ، وصيام التطوع بعد البدء فيه، وصيامٌ مسنونٌ؛ يتمثّل بصيام اليوم العاشر من شهر مُحرّمٍ مع يومٍ قبله، وصيامٌ مندوبٌ؛ وهو كلّ صيامٍ ثبت بالسنّة النبويّة وترتّب عليه الثواب، مثل: صيام داوود عليه السّلام، وصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ، وصيام النفل؛ وهو كلّ صيامٍ لم تثبت كراهيته، والصيام المكروه كراهةً تحريميّةً؛ وهو صيام أيام التشريق ويوم عيد الفطر وعيد الأضحى، والصيام المكروه كراهةً تنزيهيّةً؛ وهو إفراد اليوم العاشر من مُحرَّم بالصيام، وصيام أيام أعياد غير المسلمين.[٢]

صيام يوم عاشوراء

إنّ ليوم عاشوراء فضلاً كبيراً ومكانةً رفيعةً في الإسلام، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصومه قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة وبعدها، وكان اليهود في المدينة يصومونه، وكذلك قريش في مكّة المكرّمة، فقد أنجى الله تعالى موسى -عليه السّلام- من فرعون يوم عاشوراء، ولشدة حرص الرسول على صيام يوم عاشوراء؛ فرضه على المسلمين فرضاً ثمّ نُسخ بفرض صيام شهر رمضان،[٣] ومن هدي الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يصوم المسلم اليوم التاسع أو الحادي عشر من شهر مُحرَّم إن أراد صيام العاشر منه؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (صُومُوا يومَ عاشوراءَ، وخالفُوا فيهَ اليهودَ، صومُوا قبلَه يوماً، و بعدَهُ يوماً)،[٤] ولكنّ الأفضل صيام يومي التاسع والعاشر من مُحرَّم، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لئن بقِيتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ)،[٥] كما يجوز صيام التاسع والعاشر والحادي عشر جميعاً، وكلّ أحوال صيام يوم عاشوراء فيها مخالفةٌ لليهود كما أمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّ المسلم مأمورٌ بمخالفة أعداء الله، سواء كانوا من أهل الكتاب أم من غيرهم،[٦] ومن الجدير بالذكر أنّ صيام يوم عاشوراء لوحده جائزٌ، ولكن فيه تركٌ للأولى والأفضل.[٧]