كابول ـ (أ ف ب) – أعلنت حركة طالبان أنها ستوقف مشاركتها في محادثات “عقيمة” مع الحكومة الأفغانية بشأن تبادل السجناء الذي شكل بنداً أساسياً في اتفاقها مع الولايات المتحدة.
وفي تغريدة كتبت بلغة البشتون منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت أفغانستان، ألقى المتحدث السياسي باسم طالبان سهيل شاهين باللوم على إدارة الرئيس أشرف غني في تأخير عملية إطلاق سراح السجناء “تحت ذريعة أو أخرى”.
وقال شاهين في تغريدة ثانية باللغة الإنكليزية “لذلك، لن يشارك فريقنا الفني في لقاءات عقيمة مع الأطراف ذات الصلة اعتباراً من الغد”.
ويجري الطرفان محادثات في كابول منذ الأسبوع الماضي سعياً لوضع اللمسات النهائية على تبادل السجناء الذي كان يفترض أن يتم في 10 آذار/مارس.
ووقّعت واشنطن اتفاقاً مع طالبان أواخر شباط/فبراير نصّ على أن تفرج الحكومة الأفغانية، غير الموقّعة على الاتفاق، عن 5 آلاف سجين من طالبان، وأن يفرج المتمردون بدورهم عن ألف سجين من العناصر التابعة للحكومة. واعتبر مراقبون أنّ عدم التوازن بعدد السجناء المفترض الإفراج عنهم من الطرفين يصبّ في صالح طالبان.
وتعهّدت واشنطن في الاتفاق بسحب قواتها والقوات الدولية من أفغانستان بحلول تموز/يوليو العام المقبل، شرط أن تبدأ طالبان محادثات مع كابول وأن تعطي ضمانات أخرى.
وأصدرت طالبان الأحد بياناً اتهمت فيه الحكومة الأفغانية بخرق “اتفاق السلام” الموقع بينها وبين الولايات المتحدة، على الرغم من أن الحركة المتمردة قتلت منذ توقيعه العديد من عناصر قوات الأمن الحكومية.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إنّ “ما لا شك فيه هو أن خطوات إلى الأمام ستتحقّق، وأيضاً إلى الوراء”.
وأضاف “أحرزنا بعض التقدم لكنني أعلم أنه سيكون لدينا أوقات تشبه خطوات إلى الوراء”.
وتابع “آمل في أن تكون كافة الأطراف صادقة في عزمها القيام بما يخدم الشعب الأفغاني”، داعيا كافة الأطراف إلى دفع عملية السلام.
ولم يشر بومبيو إلى أن هذه المماطلات تعيد النظر في عملية سحب القوات الأميركية من البلاد التي بدأت رغم عدم إطلاق بعد المفاوضات الأفغانية.
– “قتلة شعبنا”
وأشار متين بيك أحد أعضاء فريق التفاوض الحكومي إلى أن الإفراج عن السجناء تأخر لأن طالبان تطالب بإطلاق سراح 15 “قيادياً كبيراً”، مضيفاً لصحافيين الإثنين “لا يمكننا أن نفرج عن قتلة شعبنا”.
وتابع “لا نريدهم أن يعودوا إلى أرض المعركة وأن يسيطروا على ولاية ما بأكملها”.
وأكد بيك أن الحكومة مستعدة للإفراج عن ما يصل إلى 400 سجين، غير قيادي، من طالبان، كبادرة حسن نية مقابل خفض “كبير” للعنف، لكنّ طالبان رفضت العرض.
وكتب جافيد فيصل المتحدث باسم مكتب مجلس الأمن القومي الأفغاني على تويتر أنّ محادثات تبادل الأسرى “دخلت مرحلة مهمة قبل الإعلان عنها”.
وأضاف “الانسحاب من المحادثات في وقت كهذا يشير إلى عدم الجدية بشأن السلام”، مشيراً الى أن الحكومة لا تزال “ملتزمة السعي لتحقيق السلام”.
ويرى العديد من المراقبين أن طالبان حصلت على اتفاق بمزايا أفضل مما تلقاه حكومة أفغانستان المعترف بها دوليا، خاصة وأنّ واشنطن ستحرم الحكومة الأفغانية الولايات من نحو مليار دولار من المساعدات بسبب الخلاف المستمر بين غني وخصمه عبد الله عبد الله.
وأصدر المتمردون بياناً جديداً الثلاثاء اتّهموا فيه الولايات المتحدة بقتل مدنيين في عمليات قصف متواصلة وغارات ليلية.
وكتبت الحركة المتمردة على موقعها على الانترنت “اذا استمرت هذه الأفعال فهي ستضرّ بعملية السلام، وستدفع (طالبان) الى الرد بقوة”.
Source: Raialyoum.com


