تعرف عملية التلقيح على أنها عملية يتم فيها نقل حبوب اللقاح من العضو الذكري في الزهرة الذي يسمى المتك إلى العضو الأنثوي في الزهرة التي تسمى بالميسم ، حيث ان كل الكائنات الحية تحرص على أن يكون لها نسل او جيل جديد ، ومنها النباتات التي ستكون موضوعنا اليوم، وتقوم النباتات في هذه العملية بصنع البذور ، لأن هذه البذور تشتمل على الجينات الوراثية التي تعمل على إنتاج نبات جديد [1] .
حيث أن النباتات تقوم باستخدام الزهور لكي تصنع بذورها ، ولا يتم ذلك إلا عن طريق عملية نقل حبوب اللقاح بين الأزهار بشرط ان تكون من نفس نوعها ، والمقصود بهذه الأنواع هي عدد من الأفراد يقومون بعملية التزاوج في أي وقت فيما بينهم ، بحيث لا يمكن أن يحدث ذلك مع أنواع آخرى لم تكن من نفس المجموعة نظرا لوجود الحواجز الجغرافية أو التناسلية .
طرق نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى
تحدث هذه العملية عن طريق اعتماد الزهور على عدة أشياء تعمل على نقل حبوب اللقاح تسمى بالنواقل ، ومن هذه النواقل الرياح والماء والطيور والحشرات والفراشات والخفافيش وكثير من الحيوانات التي تقوم بزيارة الأزهار ، وهذه الحيوانات أو الحشرات الناقلة التي تقوم بهذه العملية أو نقل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر يطلق عليها اسم الملقحات [2] .
ومن خلال الأدلة والبراهين قد كانت بداية ظهور لتلك النباتات المزهرة في أثناء حقبة الحياة الوسطى إلى ما يقرب من 65 مليون إلى 225 مليون سنة ، حيث كان يوجد في هذه الاثناء نوع واحد منتشر من الحشرات وهي الخنافس البدائية ، لم يكن يوجد غيرها ولقد قامت هذه الخنافس بالتأقلم مع أنظمة غذائية معينة مثل الجراثيم التي تكن موجودة على النباتات البدائية ، ولقد كان هذا سببا في أكل حبوب اللقاح بواسطتها، هذا الشئ أتاح لها أن تقوم بعملية التلقيح والعمل على نشر حبوب اللقاح .
ومن هنا قامت عملية تطور النباتات المزهرة مع كثير من حلفائها من الملقحات في خلال العديد من السنوات السابقة ، مما ساهم هذا الشئ في ظهور كثير من التنوعات في طرق الأزهار والتكيف مع الملقحات . وتمكننا أيضا من رؤية كثير من الأنواع والأشكال المتنوعة ذات الألوان والرائحة الجذابة لتلك الأزهار ، وهذا ما ينتج عن المشاركة بين تلك الزهور والملقحات .
وتقوم النباتات الملقحة بالانتشار في الهواء إلى كثير من الأماكن وكميات كبيرة ، لكي تتمكن الزهور الإناث من وجود محاولات تكون أحسن لكي تستقبل حبوب اللقاح ، أن النباتات التي يتم تلقيحها عن طريق الماء تكون نسبتها قليلة جدا ، وتقوم هذه النباتات بترك بذورها بطريقة مباشرة في الماء .
وان هذا التلقيح في بعض الأحيان يكون غير متوقع أو مقصودة من تأثير الحيوان ونشاطه على الزهرة ، حيث ان الملقح يأخذ حبوب اللقاح ويقوم بالبحث عن البروتين وكثير من العناصر الغذائية التي تكن موجودة ، أو يقوم بالحصول على الرحيق من الزهرة، وأثناء إتمام عملية التصاق حبوب اللقاح في جسم الحيوان ، وعندما يقوم هذا الحيوان الملقح بزيارة زهرة أخرى للحصول على الرحيق ومن هنا يتم سقوط حبوب اللقاح على الميسم ، حينها تتم عملية التكاثر بنجاح .
بعد أن يتم نقل حبوب اللقاح إلى المياسم ، فيتم إنبات حبة اللقاح وينتج عن ذلك أنبوب اللقاح ، حيث أن هذا الأنبوب يتم عمله أو تشكيله على السطح الذي يكون لزج للميسم ويقوم بالامتداد أو الذهاب إلى بويضة النبات ، ومن هنا امكانية حدوث عدة أشياء منها :
- إتمام عملية الإخصاب الناجحة للزهرة ونمو البذور والفاكهة.
- أو أن يتم إخصاب غير كامل، وبدون أن يحدث هناك أي تطور للبذور أو الفاكهة بشكل مكتمل.
- أو أن يتم الفشل في العمليتين سواء تلقيح أو تكاثر.
أنواع التلقيح في النباتات
يوجد هناك نوعين من التلقيح، هما
- التلقيح الذاتي : يتم هذا التلقيح عندما يتم إخصاب البويضة من خلال خلية منوية من حبة لقاح من نفس نوع الزهرة ، أو يتم تخصيبها من زهرة غيرها تكن موجودة على نفس نوع النبات .
- التلقيح الخلطي : يتم هذا التلقيح عندما يتم إخصاب البويضة من خلال خلية منوية من حبة لقاح لم يكن من نفس نوعها ولمن تؤخذ من نبات آخر .
فإن هاتين العمليتين للتلقيح سواء ذاتي أو خلطي يكونوا منتشرين ، فيوجد هناك للتلقيح الخلطي بعض من المميزات التي تكن تطورها مناسب للأنواع لان البذور تتكون من الصفات الوراثية للوالدين ، مما يساهم هذا الشئ في وجود تنوعات كثيرة للنسل عن الذي ينتج من التلقيح الذاتي .
أيضا يحدث ذلك في البيئات التي تكن متغيرة، أي أن النسل الذي ينتج عن التلقيح الخلطي يكون له القدرة على التأقلم وكيفية التعامل مع الوضع المستجد وأيضا يتم بقاء هذه الأنواع .
أما في التلقيح الذاتي فيكون التأقلم والتعامل مع البيئات المتغيرة صعب على النسل الذي ينتج عن التلقيح الذاتي ، فهذا الأمر يعمل على استقرار وتواجد التلقيح التلقيح الذاتي في بيئات لم تكن متغيرة بل مستقرة ، هذا الشيء يعمل على عدم إتمام عملية التطور .
ويوجد هناك اختلاف آخر بين كلا من التلقيح الذاتي والتلقيح الخلطي ، حيث أنه يتواجد في كثير من أنواع النباتات التلقيح الذاتي والخلطي ، ولكن التلقيح الخلطي يعمل على إنتاج بذور كثيرة وتكون جودتها أعلى من التلقيح الذاتي ، ومثال على ذلك، وجود النباتات الهجينة التي تنتج عن التلقيح الخلطي .
آليات تمنع التلقيح
يوجد هناك الكثير من أنواع النباتات التي عملت على وجود آليات تمنع التلقيح الذاتي ، ومثال على ذلك نخيل التمر والصفصاف أو ما يعرف بثنائيات الفلقة ، حيث أن هذا النوعين صاروا ثنائية المسكن أو منفصلة الجنس ، ويقصد بهذا أنه يوجد بعضا من النباتات التي تنتج زهور مذكرة التي يطلق عليها الأسدية ، ويوجد البعض الآخر يقوم بإنتاج زهور مؤنثة تسمى المتاع .
ويتواجد في الأنواع الأسدية المذكرة والمتاع المؤنثة نفس نوع النبات وهي النباتات أحادية المسكن ، أو يتواجد في الأنواع لديها القدرة على امتلاك الأزهار وهذه الزهور تحتوي على نوعي السداة والمتاع ، فيوجد هناك طريقة تكون منتشرة تمنع التلقيح الذاتي ، وهي سقوط حبوب اللقاح في وقت يكون قبل أو بعد المدة التي تكون فيها المياسم الأنثوية مستعدة لان تلقح ، أو الظاهرة التي تسمى باسم ظاهرة (dichogamy) بمعنى أنه تم تخطي الوقت المحدد لننضج الأعضاء الجنسية بالزهرة .
حيث أن هذه الظاهرة تكون متواجدة بشكل كبير في النباتات التي تكن لقحت من خلال الحشرات ، ومثال على ذلك نبات الميرمية، وفيه يتم نضج الزهور المذكرة الأسدية قبل الزهور المؤنثة المتاع .
في حين أن المتاع يتم نضجه في الأول في نباتات كثيرة مثل زهرة اللوف أو ما يعرف بالزنبق الحبشي ، ويوجد الكثير أيضا من النباتات التي تم تلقيحها من خلال الهواء مثل نباتات الأعشاب مع أنه يوجد هناك كثير من الأعشاب التي تكن ذاتية التلقيح مثال على ذلك القمح والشعير والشوفان .