طرق تحمل الحديث وأداؤه

‘);
}

طرق تحمل الحديث وأداؤه

السماع من لفظ الشيخ

وصورة ذلك أن يقرأ الشيخ، ويقوم الطالب بسماعه، سواءً قرأ الشيخ من حِفظه أو من كتابه، وسواءً سمع الطالب وحفظ أو قام بكتابة ما سمعه من الشيخ، وذهب الجُمهور إلى أنّ السماع أعلى أقسام طرق التحمُّل، وقبل شُيوع ألفاظ التحمُّل كان الطالب يقول عند أدائه: سمعت، أو حدثني، أو أنباني، أو أخبرني، أو قال لي، أو ذكر لي، وبعد شُيوع الألفاظ الخاصة بالتحمُّل أصبحت تعني كما يأتي:[١]

  • لفظ سمعت، أو حدثني: للدّلالة على السماع من لفظ الشيخ.[٢]
  • لفظ أخبرني: للدّلالة على القراءة على الشيخ.
  • لفظ أنبأني: يدلُّ على الإجازة.
  • لفظ قال لي، أو ذكر لي: يدُلّ على سماع المُذاكرة.

وجاء عن الخطيب أن أرفع الأداء في هذا النوع قول التلميذ: سمعت، ثُمّ حدثنا، ثُمّ أخبرنا،[٣] وتكون هذه الصّيغ في حال وُجود غيره معه، وإن كان لوحده قال: سمعتُ، وحدّثني، وهي أرفع الطُّرق في الأداء وأكثرها صراحة، وقال اللقاني: إنّ هذه الألفاظ قد تُختصر، فمثلاً يُقال لحدّثنا: ثنا، وبعضهم يختصرها ب نا، أو دثنا، وأخبرنا بـ أنا، أو أرنا، أو أبنا،[٤] وأجاز العُلماء السماع من الشيخ من وراء حِجاب إذا عُرف الصوت، لأنّ النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- أمر الناس بالصيام بِمُجرّد سماع صوت المؤذن مع غيابه عمّن سمعه، وكذلك كسماع الصحابة الكِرام من أُمّهات المؤمنين من وراء حجاب، ويكون أداؤها بالألفاظ التي تم ذكرُها.[٥]