طريقة التعلم وممارسة المهارات بأكثر الطرق فاعلية

عندما يتعلَّق الأمر بتعلُّم أمر ما، يوجد العديد من الطرائق التي يمكنك من خلالها ممارسة وتطبيق ما تعلَّمته، ولكن يوجد بعض الطرائق التي يُفضَّل استخدامها أكثر من غيرها؛ لذا سنقدم لك فيما يلي بعض أكثر الطرائق فائدة في هذا الصدد.

Share your love

يوجد العديد من الطرائق التي يمكنك من خلالها ممارسة وتطبيق ما تعلَّمته، ولكن يوجد بعض الطرائق التي يُفضَّل استخدامها أكثر من غيرها؛ لذا سنقدم لك فيما يلي بعض أكثر الطرائق فائدة في هذا الصدد:

1. الممارسة المُتعمَّدة:

كما يُقال: “حتى تُعَدَّ خبيراً في أمرٍ ما يجب عليك أن تمارسه 10 آلاف ساعة بالضبط”.

على مر السنين، ردَّد العديد من الناس هذا الاقتباس كمقياس لمعرفة كم ينبغي أن يمارس الشخص عملاً ما، وعلى الرغم من أنَّه يمكنك تحليل هذا الاقتباس من زوايا عديدة، إلا أنَّه يمثِّلُ مفهوماً رئيساً واحداً وغالباً ما نتجاهله وهو: الممارسة المتعمدة.

كان أنديرس إريكسون (Anders Ericsson) أول من كشف هذه الظاهرة، وقد شرح في كتابه “الذروة: أسرار من علم الخبرة الجديد” (Peak: Secrets from the New Science of Expertise) كيف يمكن الاستفادة من الممارسة المتعمدة، وكيف أنَّ عدداً من المؤلفين الذين شرحوا هذا في الماضي أخطؤوا في تفسيرهم.

ويوضِّح إريكسون أنَّ الممارسة المتعمدة هي طريقة لتجاوز ما يُعرَف بـ “هضبة التعلُّم” (وهو مصطلحٌ يشير إلى حالةٍ يبدو أنَّ المتعلِّم لا يُحرز أي تقدِّم ملحوظٍ فيها على الرغم من كل جهود التعلُّم والتمرُّن) من خلال القيام بتحسيناتٍ سريعةٍ ومُستمرة.

كما توجد طريقة أخرى، وهي من خلال التقدُّم من الممارسة البسيطة إلى الممارسة الهادفة وأخيراً إلى الممارسة المتعمدة، عموماً، يوجد ثلاثة عناصر أساسية لازمة للممارسة المتعمدة:

  1. لانضباط اللازم لإنجاز الأمور، لكن مع إيجاد معنىً أيضاً للمهمة التي تُؤدَّى من خلال وضع أهداف تتعلق بها والاستثمار الشخصي فيها.
  2. يجب أن يكون المجال الذي تتدرب فيه محدداً بدقة، فعلى سبيل المثال، لن ترى ممارسة متعمدة في أمور مثل الاعتناء بالحدائق أو الاستشارات أو معظم الهوايات؛ وإنَّما سترى ذلك في البيئات التنافسية والفنون الموسيقية والرياضة والشطرنج على سبيل المثال لا الحصر.
  3. ستحتاج أيضاً إلى معلِّم أو منتور أو ما يكافئ ذلك، والمكافئ هو العثور على شخص ماهر بالفعل في ما ترغب في تعلُّمه، ودراسة أساليبه، وتطبيقها في حياتك الخاصة، ويتيح لك ذلك إنشاء حلقة تغذية راجعة؛ وذلك لأنَّك تمتلك جهات اتصال أو معلومات إذا لم تسير الأمور كما هو مخطط لها.

بعض الطرائق الأخرى للمساعدة في الممارسة المتعمدة هي أمور مثل:

  • تقسيم المهارة إلى أجزاء مختلفة.
  • أن يكون لديك جدول زمني يجعلك متحمساً.
  • أن يكون لديك كوتش (على الرغم من أنَّه يمكنك التعلُّم بدونه، ولكن يُفضَّل وجوده).
  • البحث عن التغذية الراجعة عبر الإنترنت.

2. التكرار المتباعد:

أحد العيوب الكبيرة في الممارسة المتعمدة أنَّها متخصصة جداً في طريقة تطبيقها، فعلى سبيل المثال، لا يمكنك استخدام الممارسة المتعمدة لتحسين التمرُّن على الإطلاق بسبب غياب الرغبة في المنافسة؛ لا سيما إذا كنت تريد القيام بذلك فقط من أجل تخفيف الأوجاع والآلام المختلفة من الجلوس وراء المكتب والعمل؛ حيث ستختلف الفكرة تماماً إذا كنت تُخطِّط في المشاركة في سباقات الماراثون وتمارس سلوكاً تنافسيَّاً.

بدلاً من ذلك، الطريقة التي ستكون أكثر قابلية للتطبيق بالنسبة إليك وإلى العديد من الأشخاص الآخرين هي التكرار المتباعد؛ فهو أسلوب تغفل عنه المدارس إلى جانب عديدٍ من أساليب التعلُّم الأخرى، ولكنَّه وثيق الصلة جداً بطريقة تعلُّمنا، وفي الواقع يعد هذا الأسلوب الطريقة المثالية للاحتفاظ بالمعلومات وممارسة المهارات والنمو بصورة هادفة كلَّما تقدمنا في السن.

وكما يوحي الاسم، يتعلق التكرار المتباعد بالتعامل مع المعلومات نفسها بانتظام؛ فكلما ازداد ظهورها، قلَّ احتياجك إلى إنعاش ذاكرتك. لكن يوجد عامل آخر يساهم في ذلك وهو الزيادة التدريجية لهذه الحوادث، فمثلاً، إذا أردت قراءة كتاب ما وفهمه والاحتفاظ بالمعلومات الموجودة فيه، فسيتعيَّن عليك قراءة الكتاب باستمرار وتكرار الصفحات التي تهمُّك يومياً.

عندما يتعلق الأمر بممارسة أمر جدير بالاهتمام أكثر من حفظ كلمات من كتاب، فهناك أمران أساسيان يجب مراعاتهما:

  • كمية المعلومات التي تحتفظ بها.
  • مقدار الجهد المطلوب للاحتفاظ بهذا المستوى من المعلومات.

بوضع هذين العاملين في الاعتبار، يعد استخدام التكرار المتباعد في حياتك أمراً بسيطاً وذلك باتباع هذه الخطوات الأربع:

  1. مراجعة ملاحظاتك؛ فخلال (20-24) ساعة من المدخلات الأولية للمعلومات، ستحتاج إلى التأكد من تدوينها ومراجعتها، وفي أثناء عملية المراجعة ستحتاج إلى قراءتها ثم النظر بعيداً لمعرفة فيما إذا كان يمكنك تذكُّر النقاط الرئيسة.
  2. تذكر المعلومات في اليوم التالي دون استخدام ملاحظاتك على الإطلاق؛ افعل ذلك خلال الفترات التي لا تقوم فيها بالكثير من الأمور، مثل الجلوس أو المشي أو الاسترخاء عموماً، كما يمكنك أيضاً زيادة الكفاءة من خلال البطاقات التعليمية أو اختبار المفاهيم بنفسك.
  3. من تلك النقطة، تذكَّر المعلومات كل (24- 36) ساعة خلال الأيام العديدة القادمة، وليس من الضروري أن تتذكر الكثير؛ مجرد تذكُّر الجلسة وما نوقش فيها، وتحقق من ملاحظاتك في هذه المرحلة، ولكن حاول ألا تعتمد عليها طوال الوقت.
  4. أخيراً، ادرس ما تعلَّمته مرة أخرى بعد مرور عدة أيام؛ فإذا كنت تدرس لإجراء اختبار، فكن حريصاً على إجرائه قبل ذلك بأسبوع، مما يمنح عقلك وقتاً كافياً لإعادة معالجة المفاهيم.

3. حلقة التغذية الراجعة:

توجد طريقة أخرى شائعة يمكن استخدامها لتعلُّم المهارات؛ وهي حلقة التغذية الراجعة، والتي تشبه طريقة الممارسة المتعمدة من حيث أنَّك ستبحث عن التغذية الراجعة من خلال نقطة مرجعية معينة.

ومع ذلك، تأخذ حلقة التغذية الراجعة منعطفاً طفيفاً في أنَّك الشخص الذي سيقدِّم لنفسه التغذية الراجعة، كما توجد طريقة أخرى لتوضيح ذلك وهي أنَّها العملية التي يُقدِّر فيها المتعلِّم المعلومات المتعلقة بأدائه ويستفيد منها لتحقيق الجودة المثلى لأساليب التعلُّم أو أسلوبه.

يعد إنشاء حلقة تغذية راجعة من أجل مساعيك التعليمية أمراً بسيطاً إذا اتَّبعت هذه العملية المكونة من 6 خطوات:

  1. ضع أهدافاً ونتائج محددة، وحدد كل شيء بدءاً من الأهداف وحتى مستوى الكفاءة الذي تريده ومتى تريد اكتساب الكفاءات في هذا المجال.
  2. ابدأ بأساسيات الأساسيات قبل الخوض في تحديات أكبر؛ فالمعلومات البسيطة تضع الأساس وتصبح عنصراً هاماً في مواجهة تحديات أكبر.
  3. اختبر نفسك، لمعرفة فيما إذا كنت تتعلَّم أو تضيع وقتك؛ ستحتاج إلى إيجاد طريقة ما لاختبار نفسك، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مناقشات متعمِّقة حول الموضوع أو إجراء نوع من الاختبار عبر الإنترنت، وإذا كان الأمر عبارة عن مهارة يمكنك تطبيقها، فيمكنك أن تستند على عدد المراجعات الإيجابية لوظيفة تتطلب تلك المهارة أو الكفاءة في أداء المهمة الآن مقارنة بما كانت عليه من قبل عندما بدأت أول مرة.
  4. عَلِّم الآخرين، إذا كان كل شيء يسير على ما يرام، فضاعف مهارتك عن طريق تعليمها للآخرين، وعلى الرغم من أنَّك ستتحسن مع مرور الوقت، إلا أنَّ تعليم الأشخاص الآن هو طريقة أخرى لتعزيز المفاهيم والحصول على وجهات نظر جديدة.
  5. تأمَّل، فالتأمل الذاتي هو الطريقة النهائية للحصول على التغذية الراجعة؛ حيث يمكنك إلقاء نظرة على تقدُّمك وإجراء التقييمات الذاتية، هل تتقدَّم بما فيه الكفاية؟ هل أنت راضٍ عن النتائج؟ إذا كانت الإجابة لا، فاسأل كيف يمكنك الانتقال إلى هدف أو كفاءة أعلى.
  6. وأخيراً: ابحث عن منتور (mentor)، فعلى الرغم من أنَّ حلقة التغذية الراجعة أمر يمكن أن تقوم به بنفسك، إلا أنَّ وجود مُوجِّه يمكن أن يساعدك في أن تكون متعلِّماً أفضل؛ فهذا يمنحك أفكاراً جديدة ويمكن أن يسمح لك بفهم المفاهيم فهماً أسرع.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم بسرعة أكبر باستخدام حلقة التغذية الراجعة؟

4. تعليم ما تتعلمه:

في حين أنَّ الأساليب المذكورة أعلاه رائعة في تعلُّم وممارسة مهاراتك، إلا أنَّ التعلُّم عن طريق التدريس طريقة رائعة أيضاً؛ حيث تدور العديد من الدراسات حول هذه الطريقة وذلك للاحتفاظ بالمعلومات وفهم المفاهيم، بحيث تصبح في النهاية أفضل في تلك المهارة أو ذلك الموضوع.

اكتشف الباحثون في إحدى الدراسات أنَّ التدريس يُحسِّن تعلُّم المعلم كما أنَّه يُجبره على استرجاع المعلومات من المواد التي سبق دراستها.

تتزايد المعلومات الجديدة باستمرار لتصبح أكبر بحيث يمكنك تعلُّم بعض الأمور الجديدة، وعندما يتعلق الأمر بممارسة المهارات بكفاءة باستخدام هذه الطريقة، فأنت ببساطة تحتاج إلى خلق جو تعليمي، ونذكر لك فيما يلي بعض الأمور التي تتبادر إلى الذهن مثل:

  • كتابة مقالات حول الموضوع ومحاولة تقديم أبحاث الأفكار أو البيانات.
  • تدريس الأفراد تدريساً خاصاً.
  • إذا كنت تذهب إلى المدرسة، فيمكنك دائماً اقتراح دروس مستقبلية على معلِّمك لتنظيمها من قِبل الطلاب أنفسهم وتعليم أقرانك.

5. طلب المساعدة:

الطريقة الأخيرة لتحسين كفاءتك لممارسة المهارات هي البحث عن المساعدة، وقد يكون من الصعب جداً القيام بذلك كما نعتقد عندما نحتاج إلى مساعدة، فهذا يعني أنَّه يوجد أمر ما خاطئ أو مُعطَّل.

في هذه الحالة، نعتقد أنَّ طلب المساعدة لتحسين مهاراتنا وممارستها يعني أنَّنا محطَّمون أو مخطئون؛ حيث لا يرغب معظم الناس أبداً في الاعتراف بذلك ويرون أنَّه أمر سلبي، وأنَّ البحث عن المساعدة هو دليل على الضعف.

في الواقع، الأمر عكس ذلك؛ حيث يمكنك التواصل مع الآخرين والقيام بأمور لا تفعلها عادةً، والبدء في قراءة بعض كتب المساعدة الذاتية التي تساعدك في الحصول على الدروس القيِّمة وتطبيقها في حياتك الخاصة.

مع وضع ذلك في الاعتبار، ستجد البحث عن المساعدة دليلاً على قوَّتك وذلك بسبب تقبُّلك لنقاط ضعفك ومعالجتها، وستستغرق هذه التغييرات بعض الوقت، ولكن من خلال طلب المساعدة؛ فإنَّك تُسرِّع العملية المتعلقة بمدى سرعة حدوث تلك التغييرات والتحسينات.

وبصورة مشابهة لحلقة التغذية الراجعة، يمكنك الحصول على وجهات نظر وأفكار جديدة ما كنت لتفكِّر فيها لولا ذلك؛ لذا لا تخف من البحث عن المساعدة بطرائق مختلفة.

أفكار أخيرة:

طالما أنَّك على استعداد لممارسة المهارات، فأنت تمتلك أنظمة متعددة يمكنك الاستفادة منها لتعزيز كفاءة التعلُّم والنمو في أي مجال تريده، وسيكون تطبيق هذه الأمور تحدياً في البداية، ولكن إذا كنت متحمساً بما فيه الكفاية لتحسين نفسك في مجالات معينة، فهذه تحسينات جيدة يجب وضعها في الحسبان.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!