‘);
}

الجمع والقصر للمسافر

شرع الله -سبحانه وتعالى- للمسافر أن يقصرُ، ويجمع في الصلاة؛ ترغيباً له في أداء الفرائض، وتخفيفاً عليه، ورفعاً للحرج والمَشقّة التي قد تطرأ عليه، وتيسيراً عليه في أداء حقٍّ من حقوق الله، فيُقبل على أداءِ الواجب وهو مُرتاحٌ غيرُ نافر، ومنعاً للتقصير، أو الإهمال فيه، أو أن تكون المَشقّة الحاصلة سبباً في ترك الفريضة، وقد كان من الصحابة -رضوان الله عليهم- في سفرهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَن يقصر الصلاة، ومنهم من يُتِمّها، ولم يَعِب أحدٌ على أحدٍ فِعله، وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم، وغيره،[١] والسفر في الشرع سبب للتخفيف، والتيسير، والترخُّص للمسلمين؛ فبه يُعذَر المُكلَّفون، ويُرفَع الحرج عنهم في بعض أحكام التكليف،[٢] وجواز القصر مشروع للمسافر فقط.[٣]

كيفيّة الجمع والقصر للمسافر

إذا نوى المسافر الجَمع بين الصلوات، فإنّ له أن يجمع بين صلاتَي الظهر والعصر معاً، والمغرب والعشاء معاً؛ فيُصلّي الظهر مع العصر في وقت الظهر، وهذا يُسمّى (جَمع تقديم)، أو يُصلّي الظهر والعصر في وقت العصر، وهذا يُسمّى (جَمعَ تأخير)، وكذلك إن أراد الجمع بين صلاتَي المغرب والعشاء، فإمّا أن يُقدِّم؛ فيُصلّي المغرب والعشاء في وقت المغرب، أو أن يُؤخّر فيُصلّيهما في وَقت العِشاء، مع مراعاة الترتيب في الأَحوال المَذكورة كُلّها؛ أي أن يُصلّي الظهر قبل العصر، والمغرب قبل العشاء، ولا يجوز الجمع بين صلاتَي العشاء والفجر، ولا بين صلاتَي الفجر والظهر، ولا العصر والمغرب معاً.[٤]