الرأي – رصد

قدم مركز” عدالة” داخل أراضي 48 أمس رده على طلب شطب القائمة المشتركة والقائمة الموحدة الذي قدمه الناشط الصهيوني العنصري إيتمار بن غفير من حزب “عظمة يهودية” للجنة الانتخابات المركزية الإسرائييلة، بذريعة ” الحض على الإرهاب”.

واعتبر الطلب تافها ولا يستند لأي أساس قانوني أو قرار قضائي يتعلق بأسباب شطب ترشيح أي قائمة، وأن ما ورد فيه مجرد سطور تافهة وملفقة.

وجاء رد مركز “عدالة”، الذي يتولى التمثيل القضائي للقائمتين، بعد أن قدم بن غفير طلبه عدة ادعاءات حول مقاطع مصورة ومنشورات تمت مناقشتها في المحكمة في السابق وتم رفضها جملة وتفصيلًا وإلغاء طلبات الشطب بحسبها، وكذلك منشورات ومقابلات مع أطراف ثالثة تم اقتطاعها من سياقها وإرفاقها بترجمة مضللة وخاطئة من أجل تصويرها كأنها دافع للشطب، وسيتم رفضها في المحكمة.

وطلب في رده من رئيس لجنة الانتخابات الإسرائيلية استخدام صلاحياته لرفض هذه الطلبات على الفور وعدم نقاشها في اللجنة، كونها مضللة وكيدية ولا تستند إلى أي أساس قانوني ولا توفي شروط عرضها ونقاشها في لجنة الانتخابات المركزية. وأكد مركز عدالة على موقفه الذي ينادي به منذ سنوات، وهو سحب صلاحية نقاش شطب أي قائمة أو مرشح من لجنة الانتخابات المركزية لكونها لجنة سياسية بحتة مكونة من ممثلين عن الأحزاب والقوائم المشاركة في الانتخابات، التي لا يفقه معظمها في القانون شيئا، بل تحرّكهم التحالفات والدوافع الداخلية والبروباغندا الحزبية والسياسية، وكذلك كونها لجنة غير دستورية وتمس بالمساواة في حق الترشح وخوض الانتخابات وتكافؤ الفرص.

وقدّمت القائمة المشتركة أمس للجنة الانتخابات المركزية ردّها على طلب الشطب الذي قدمه إيتمار بن غفير من حزب “عظمة يهودية”، بواسطة مركز ” عدالة”.

وفي الجانب القانوني أكد المحامون أن طلب الشطب لا يستند لأي أساس قانوني، مطالبين لجنة الانتخابات المركزية برفض الطلب وعدم مناقشته في اللجنة.

في بيانها نبهتّ القائمة المشتركة أنه بعدما رأى نتنياهو واليمين أنّ خطاب التحريض العنصري ونزع الشرعية أدى في جولات انتخابية سابقة إلى رفع نسبة التصويت والتفاف الناس حول القائمة المشتركة، تقوم استراتيجيته هذه المرّة على “إحباط التصويت” من خلال “معانقة العرب” وخداعهم والوعودات الكاذبة، بينما يتولّى مهمة التحريض المباشر حليفه الكهاني بن غفير”، مؤكدة على أن “نتنياهو وأعوانه يريدون برلمانا نظيفا من العرب الوطنيين، ويريدوننا عربا مدجّنين، متنازلين عن هويتنا الوطنية وعن طرحنا السياسي ضد الاحتلال والعنصرية والتحريض الفاشي” .

وشددت القائمة المشتركة على أنها ستواصل طرح هموم شعبها القومية واليومية بكرامة ومسؤولية. وقالت إنّ سعي نتنياهو المحموم لضمان دخول بن غفير إلى الكنيست هو دليل واضح على عمق التحالف بينهما، وعلى أنه لا فرق بينهما في العنصرية والعداء للعرب.

وحذرت المشتركة من الانجرار وراء نتنياهو وأكاذيبه، ودعت إلى كنس كل الأحزاب الصهيونية من بلداتنا العربية”.

يشار أن لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل شطبت مرات كثيرة قوائم عربية بجريرة ” تأييد الإرهاب”، لكن المحكمة العليا كانت تتدخل وتلغي القرار عدا مرة واحدة صادقت على شطب قائمة انتخابية لحركة الأرض التاريخية في ستينيات القرن الماضي والتي حظرت وأعلن عنها تنظيما معاديا. وكانت حركة “الأرض” أول محاولة سياسية داخل أراضي 48 لتنظيم فلسطينيي الداخل سياسيا وعلى أساس وطني ضمن معادلة توازن بين العمل السياسي الميداني وبين العمل البرلماني، كما جاء في نشراتها التي حملت أسماء متنوعة قبل أن يتم حظرها.

وفي سياق متصل قال النائب عن القائمة العربية الموحدة سعيد الخرومي إن وسائل الإعلام العبرية تقوم منذ أيام بشّن حملة تحريض واسعة ضد أهل النقب العرب مستغلة بعض الأحداث والقضايا الجنائية التي تحدث في كل المجتمعات.

الخرومي ابن صحراء النقب قال أيضا إن هذه الحملة تتزامن مع الحملة الانتخابية وهي تشكل جزءا من حملة الأحزاب الصهيونية المعروفة بعدائها للعرب وأهل النقب بشكل خاص، مشددا على أن الحملة تهدف إلى جّر الأحزاب الكبيرة والتي من الممكن أن تشكل الحكومة المقبلة لإطلاق وعود باستهداف أهالي النقب وقراهم ووجودهم.

وتابع سنقف بالمرصاد لهذه الحملة لفضحها وإحباط مخططاتها والتي لن تنال من أهلنا بفضل صمودهم وتحديهم لسياسات الاقتلاع والتهجير على مدار عشرات السنين . ومع ذلك فإننا نؤكد على رفضنا التام لكل ظاهرة العنف بكل أشكاله، بدون علاقة بالموقف المحرض، وندعو شبابنا إلى اتخاذ المواقف المشرفة التي تتلاءم مع قيم وعادات مجتمعنا العربي المحافظ وشرعنا الحنيف. تحريضهم لن يمر بإذن الله” . وكانت تقارير اعلامية متواترة قد اتهمت عرب النقب بشكل سافر بأنهم لا يحترمون القانون ويقومون بأعمال جنائية متنوعة.

Next Page >