طلب الطلاق ليست مرحلة سهلة أو بسيطة من الممكن أن نتغاضى عنها، بل مما لا شك فيه أن طلب الطلاق هو ناتج من الوصول لمرحلة لا تحتمل من الطرف المتضرر. وهنا سنتكلم عن المرأة كطرف متضرر من الزواج. هذا الأمر ليس بسيط لأنه مبني عليه الكثير من الأشياء المهمة، وأهمها هي العائلة التي يبني عليها من الأساس المجتمع. أيضًا هناك حكمة تقول إن نهضة الشعوب يُقاس بمقدار نهضة المرأة في المجتمع، ولذلك عندما نتكلم عن أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق فالأمر يشير إلى أن المرأة تصل لمرحلة أنها لا تقدر على الحياة من الأساس وليس على النهوض فقط. وإذا أردنا أن نعرض لكم مدى خطورة تفشي ظاهرة طلب الطلاق فيكفي أن مصر هي الدولة الأولى على العالم في عدد حالات الطلاق حسب الإحصاءات الدولية العالمية والتي تخطت من 2010 إلى 2016، المليون حالة طلاق. وهذه دولة واحدة من الدول العربية، فما بالك ببقية الدول في العالم. لذلك عزيزي القارئ يجب أن تنتبه جيدًا لهذه الأسباب حتى تتجنبون جميعًا خوض تجربة الطلاق المؤذية نفسيًا واجتماعيًا.
ما هي الأسباب التي تؤدي للمرأة إلى طلب الطلاق فوراً
الانتهاك الجسدي المستمر
تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة عن العنف ضد المرأة على مستوى العالم بسبب طبيعة المرأة جسديًا المختلفة عن الرجل. حيث المرأة لا تميل إلى العنف في أي تعامل مهما كان، ولكن هناك حالات يتم فيها التعامل مع الزوجة بالعنف فقط، حتى ممارسة العلاقة الزوجية تتم بالعنف والأذى الجسدي والإهانة النفسية. وهذا ليس فقط الحدود، بل يتم أخذ منهج الضرب مع الزوجة كعادة، بمعنى أنها لو لم تستمع لما يقوله زوجها فهو سيضربها ضربًا مبرحًا ولأنها امرأة غالبًا لن تكون متكافئة معه جسديًا وسيؤذيها الرجل جدًا. وغالبًا الانتهاك الجسدي يستشري لدى هذا الرجل وينتقل إلى الأطفال ويبدأ الرجل في معاملة الأطفال مثلما يعامل الأم. هذه مشكلة كبيرة جدًا وغالبًا تتحملها السيدة في بداية الزواج كنوع من الاحتمال حتى يعتاد الزوج عليها، وتعتاد هي عليه. ولكن الذي يحدث أن الضرب والانتهاك الجسدي لا يتوقف. ولذلك غالبًا تلجأ المرأة إلى طلب الطلاق فورًا ودون نقاش.
الخيانة الزوجية
هناك نوع من الرجال غير طبيعي ولا يكتفي بزوجة ولا امرأة واحدة. وهو غالبًا يكون مريض وليس شخص عادي لأن التطرف في حب أكثر من امرأة هو ليس طابع بشري. لأن البشر لا يتكاثرون بل يتزاوجون، وهناك فارق بين الزواج والتكاثر. فلو كان الرجل يريد فقط علاقة جسدية إذًا يجب ألا يتزوج، فهو هكذا يظلم زوجته لأن الزواج ليس مبني على علاقة جسدية بل علاقة إنسانية. ولذلك يحدث كثيرًا أن السبب في طلب الطلاق لدى المرأة هي علمها أن زوجها على علاقة بامرأة أخرى، وقد لا تكون من النوع الذي يميل إلى التصالح مع الزوج، بل هي لن تريد أن تتعامل معه مرة أخرى ولن تريده أن يربي أولادها. وهذه المشكلة تحدث كثيرًا لأسباب غريبة وقد تكون المرأة نفسها سبب في هذه المشكلة بسبب عدم اهتمامها بالزوج عاطفيًا. ولذلك الزوج يلجأ إلى امرأة أخرى يشعر معها أنه جميل ورجل رائع، ومنها هنا كبرياء المرأة لن يوافق أن تكون امرأة ثانية لزوجها.
البرود العاطفي
المرأة كائن حساس جدًا ولذلك يجب أن يتعامل معها الرجل دومًا بحرص وباهتمام مستمر، لتظل هي قادرة على مبادلة العطاء بعطاء أخر وتعطي الرجل الاهتمام والحب الذي يحتاجهم هو أيضًا. الموضوع مبني على تبادل العواطف والمرأة قادرة على المنح لفترات أكثر من الرجل. ولكن هناك رجال، ليس لديهم عاطفة تجاه زوجاتهم خصوصًا. بمعنى أن يكون الرجل عاطفي مع أشخاص آخرين، سلس وسهل التعامل مع معظم الناس الغرباء، ولكنه مع زوجته صعب وغير قادر على التعامل معها بسلاسة ولا يعطيها اهتمام ولا يهتم من الأساس بما تشعر به.
هذا يولد عند الزوجة نوع من الاحتياج الغير مشبع. ولذلك غالبًا تصارح المرأة الرجل، ولكن هناك رجال لا يهتمون بالفعل حتى بهذه الصراحة. ولذلك تجد المرأة أن الحل الأمثل لها أن تكمل حياتها مع رجل أخر يقدرها أو بحد أدنى تعيش وحيدة دون شخص دومًا يشعرها أنها بلا قيمة، وأنها ليست أنثى، فيتحول كل هذا إلى طلب الطلاق من الزوج. وفي أغلبية هذه الحالات يوافق الزوج دون أي مشاكل ويتم الطلاق في هدوء.
الغيرة المريضة
هناك نوع من الرجال يكون مريض بالغيرة لدرجة أنه يشك في زوجته أنها تخونه في كل وقت. من المعروف أن الزوجة تحب أن زوجها يغير عليها، ولكن عندما تشعر هي أن هذه الغيرة على صواب وأنها ليست مبالغ فيها. ولكن عندما يتحول الأمر إلى مرض مجنون من الزوج، فالزوجة لن تطيق الوضع لأن هناك نوع من الأزواج يبدئون في حبس زوجاتهم في المنزل وعدم إخراجها خارج المنزل سوى عندما يكون هو معها. وعندما يكون معها ولو نظرت بالصدفة على رجل أخر يكون هذا بمثابة كارثة ومن الممكن أن يعاقبها. كل هذه المبالغات لا توافق المرأة العادية، لأن الأمر يصل أن الزوج يشكك في شرف زوجته، وليس واثق فيها ويعتبرها ساقطة. هذه إهانة كبيرة بالنسبة للمرأة العادية، فما بالك الزوجة التي تعيش مع زوجها وهو يتعامل معها دومًا على هذا الأساس. فالأمر يتحول إلى حياة لا تطاق وتطلب المرأة الطلاق من الزوج.
تدخل أهل الزوج في شئون بيتها
أي امرأة تريد أن تشعر أن بيتها هو مملكتها الخاصة، ولكن قد يحدث أحيانًا وخصوصًا في بلادنا العربية أن يكون البيت بيت عائلة كبيرة فيه الأم والأب، والأولاد يعيشون في عمارة واحدة بها أكثر من شقة سكنية لكل ابن من الأبناء. هنا قد تبدأ المشاكل بالنسبة للمرأة لأن زوجة الابن من المفروض أن تكون هي المسئولة عن بيتها، ولكن يحدث وأن تبدأ أم الزوج في التدخل في شئون وحياة وبيت ابنها عندًا في زوجته. يحدث هذا كثيرًا والمشكلة أن هذا أولًا وأخيرًا يكون خطأ أم الزوج، لأن ابنها يجب أن تكون له حياته الخاصة، ولكنها تستغل كونه ابنها وتبدأ في مقارنة نفسها بزوجته. إلى أن يتفاقم الوضع ويبدأ الزوج في الانقلاب على زوجته بسبب أهله، وخاصة أمه لأن هذا يشعر الأم أنها هي السيدة الوحيدة في هذا المنزل وصاحبة القرار. ولذلك مع الوقت لا تحتمل الزوجة كل هذا العبث وتضطر إلى طلب الطلاق من زوجها كحل أخير لا يوجد له بديل.
عدم القدرة على الإنجاب
هذه المشكلة تكون شائعة أيضًا في حالات طلب الطلاق. لأن الرغبة في الإنجاب عمومًا تكون ملحة جدًا لدى المرأة أكثر من الرجل. فالأمر بالنسبة للمرأة يكتمل بفكرة الأسرة وليس بفكرة الزوج، ولذلك الأمر بالنسبة لها جوهري جدًا ومهم جدًا. ولكن أحيانًا يكون هناك مشكلة لدى الزوج ولا يقدر على الإنجاب مثلًا. ومن ثم يبدأ هذا في أن يؤثر على العلاقة بين الزوج والزوجة وينتج حاجز بينهما نتيجة عجز الرجل على تكوين أسرة طبيعية. أو حتى من جهة أخرى يكون عيب لدى المرأة وهي الغير قادرة على الإنجاب فيبدأ الزوج في معايرتها والتقليل من شأنها. بل ويصل الأمر أحيانًا إلى أن أم الزوج تتدخل في حياة الابن وتبدأ في نصحه بأن يتزوج امرأة أخرى تنجب له طفل. وليس كل السيدات يرضين بهذا الحل، فهناك الكثير من السيدات لا تقبل أن يخونها زوجها مع زوجة أخرى بغرض أنه يريد الإنجاب، لأنها تفكر في قرارة نفسها أنه عندما قرر أن يتزوجها فهو قرر أن يعيش معها في السراء والضراء. وعلى هذا الأساس هو خان عهده، ولذلك المرأة تطلب الطلاق إكرامًا لنفسها.
الفارق الفكري
أحيانًا يكون هذا السبب جوهري جدًا وخصوصًا مع نوع معين من البشر، ألا وهو النوع الذي يهتم بالتبادل العاطفي والفكري أكثر من التبادل الأسري. وتكون المشكلة الكبرى في مثل هذا الوضع أن الرجل والمرأة يكونان بعيدان عن بعضهما كل البعد فكريًا. مثلًا يكون الرجل طبيب مشهور والمرأة ممثلة، كل منهم له اهتماماته الخاصة جدًا وكل منهم لا يهتم من الأساس بما يفكر فيه الأخر. وإن كان هناك شخص يتنازل ويحاول أن يتواصل مع الأخر، فالأخر لا يشعر أنه يقدر ما يفكر فيه. مثلًا هذا الطبيب عندما يتكلم فسيتكلم عن الحالات التي يقوم بالكشف عليها يوميًا لأن هذه هي متعته، وهذا الأمر غير مهم بالمرة للزوجة، بل ويكاد يكون مقرف أيضًا. وذلك مع الوقت ينشئ نوع من عدم التكافؤ الفكري بين الزوجين يؤدي إلى أنهم يشعرون بالغربة وهم بجوار بعضهم البعض. وغالبًا المرأة هنا تقوم بطلب الطلاق لتمارس حياتها الفكرية مع شخص أخر تكون معه أكثر سعادة وتواصل.
الطموح
ليست كل امرأة تصلح ربة منزل فهناك نوع من النساء مختلف، وهذا الاختلاف لا يقلل من شأن المرأة بل هو مجرد اختلاف في طبيعة وظيفة المرأة الغريزية كمربية ماهرة. ولكن هذا الاختلاف يكون معه من ناحية أخرى طموح أخر لهذه المرأة، ولكن المجتمع أحيانًا لا يتقبل الاختلاف، ويظل الأهل والأقارب يضغطون على الفتاة نفسيًا حتى تتزوج من رجل ما لمجرد أن هذا هو الطبيعي بالنسبة للمرأة الطبيعية. ولذلك ترضخ المرأة وتتزوج، ولكن بعد الزواج تفهم أن هذا الزواج ليس هو الطموح المناسب لها، وهذه الحياة لا تعرف كيف تتأقلم معها جيدًا. ولذلك يكتشف الزوج نفسه أيضًا أن هذه المرأة التي تزوجها لا تصلح لأن تكون زوجة وأن مكانها في طموحها. ولذلك غالبًا هذا النوع من النساء يضحي بكل شيء وتقوم بطلب الطلاق لمجرد إنها فهمت عن خبرة حقيقية أنها غير مفيدة بكونها زوجة، وبكونها تشعر بكامل النشوة في مكان أخر تمارس فيه طموحها الحر.
إدمان المخدرات والكحول
الكثير من حالات طلب الطلاق لدى النساء في العالم أجمع تكون بسبب أن الزوج يكون مدمن على شرب الخمر وتناول المخدرات والممنوعات. وهذا الأمر قاتل لأي حياة أسرية بالفعل. لأن ببساطة الزوج يتحول إلى شخص رديء، وغير مسئول ومبذر للمال، وغير طبيعي ولا عاقل طوال الوقت. وقد يتحول الأمر إلى أنه يضرب ويهين ويسرق زوجته كي يأخذ النقود منها ويشتري بها الأشياء التي يدمنها. وكلما زاد هذا الأمر زادت معه معناه لدى الزوجة والأولاد. ولذلك أغلبية الرجال المدمنين، زوجاتهم تقوم بطلب الطلاق منهم حتى يتخلصون من هذا الجحيم.
أخيرًا عزيزي القارئ هذه أشهر 9 أسباب تؤدي إلى طلب الطلاق بالنسبة للسيدات، ولكن هناك أسباب أخرى كثيرة حسب كل حالة طلاق. ولكن في المجمل نصيحتي للجميع، لا تتعجلوا في الزواج حتى لا تخوضون تجربة مريرة من الزواج والطلاق.