‘);
}

ظاهرة الديجافو

تمرّ على الإنسان لحظات ومواقف يشعر بها وكأنّه شاهد أو عايش هذه اللحظة سابقاً، وهو شعور لحظي لا يتعدّى الثواني، لكنّه يترك الحيرة والتعجب في نفس صاحبه، وهذه الحالة أو الشعور المحيِّر يطلق عليه اسم دجافو dejavu، وهي كلمة فرنسية تعني شوهد سابقاً، أطلقها العالم في علم ما وراء النفس (الباراسايكولوجي) إميل بويرك، وبالرغم من لحظية هذه الحالة إلّا أنّها حيّرت علماء النفس والفلاسفة، فتعدّدت التفسيرات والتحلليلات والاجتهادات، فمنهم من عللّها إلى الخيال البسيط لدى الإنسان، أو إلى إنّها جزء مجهول من ذكريات قديمة، ومنهم من اجتهد وعلّلها على أنّ الجنين خلال مراحل حمله يرى شريط حياته، وبالتالي فإنّ ما يشعر به قد شاهده وهو جنين؛ فيشعر أنّ الموقف مألوف، وهناك الكثير من التفسيرات التي خالفت مبادئ العقيدة سواء الإسلاميّة، أو الوثنيّة، أو الديانات الأخرى، وهي تناسخ الأرواح ولكن هذا التفسير لم يكن مقبولاً عند الكثير؛ لأنّه كما ذكرنا سابقاً مخالف للمبادئ الدينيّة.[١]

التفسير العلمي للديجافو

التفسير العلمي الأكثر دقّة لهذه الحالة يرجّح عمليّة نقل المعلومات عبر الشرايين إلى المخ، فعندما نتعامل مع موقف أو حدث فإنّه يتمّ نقل هذه المعلومات إلى صدغي المخ الأيمن والأيسر، ولكن في بعض الحالات تصل هذه المعلومات إلى الصدغ الأيمن قبل الأيسر، وبالتالي عند وصول هذه المعلومات إلى الصدغ الآخر يجدها شيء قد سبق حدوثه، هناك من عزا هذه الحالة إلى تناول أدوية معينة ترفع نسبة حدوث ظاهرة الديجافو، وهذا ما وصل إليه عالمان أجريا دراسة على شخص ظهرت عليه هذه الحالة بعد تناوله أدويه مثل أمانترون وفينلبروبانولامين؛ لعلاج أعراض الفلوزة، ووصلا إلى تفسير النظرية على أنّها تحدث بسبب تأثيرارتفاع معدل هرمون الدوبامين على أجزاء من خلايا الفص الزمني لدى المخ.[٢]