Gazze
غزة/الأناضول-
لم تكن تتوقع عائلة “أبو داير”، أن تكون مائدة الطعام التي التفوا حولها، هي آخر الذكريات التي ستجمعهم مع من يحبون.
فبينما كانت الأسرة، تتناول الطعام، وقد تجمعت في “حوش” المنزل، فوجئت بصوت انفجار هائل، قبل أن تتناثر فوق رؤوسهم حجارة الجدران التي دمرها صاروخ إسرائيلي.
وبعد أن استفاقت الأسرة من هول ما جرى، فوجئت برب الأسرة، زياد أبو داير (54 عاما)، وابنة أخيه رفيف (11 عاما) قد فارقا الحياة، فيما أصيب بقية أفرادها، ونقلوا لتلقي العلاج.
وأصاب صاروخ إسرائيلي، أُطلق بدون سابق إنذار، الطوابق العلوية لبناية تحمل اسم “غازي الشوا”، وتقع بجوار منزل أبو داير، وكذلك مقابل المقر الرئيسي لوزارة الصحة، ومعهد الأمل للأيتام.
وتناثرت أنقاض الشقق المهدمة، على منزل أبو داير، الملاصق للبناية، متسببة بمقتل وإصابة عدد من أفرادها.
وفي مشفى الشفاء، قالت زوجة الشهيد أبو داير، وهي تنتحب، إنه كان مسالما ولم يكن له علاقة “بأي شيء”، متسائلة عن سبب قتله من قبل إسرائيل.
أما ابنها الوحيد، والذي تكوّم في حجرها، فأخذ يبكى “أبوي راح…أبوي راح”.
وتسبب هذا الهجوم بإصابة العديد من موظفي وزارة الصحة، الذين كانوا على رأس عملهم في المقر الرئيس للوزارة الواقع مقابل البناية التي هوجمت.
وندد المكتب الإعلامي الحكومي، بالجريمة الإسرائيلية الجديدة، وقال في بيان “قصْفُ طائرات الاحتلال خلّف شهيدين و١٠ إصابات في إحصائية أولية، ومن المصابين موظفي وزارة الصحة المداومين بالعيادة الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني والوظيفي”.
وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس ومحاولات بسط السيادة الكاملة عليها، بانتقال التوتر إلى قطاع غزة، واندلاع جولة القتال الحالية، التي بدأت مساء 10 مايو/أيار الجاري.
ومن أهم الانتهاكات الإسرائيلية التي تسببت بالاحتقان الحالي، صدور قرارات قضائية إسرائيلية بإخلاء 12 منزلًا فلسطينيًّا في حي “الشيخ جراح”، الذي يعد أحد أحياء القدس الشرقية، من قاطنيها وتسليمها للسكان اليهود.
والثلاثاء الماضي، تدهورت الأمور بشكل كبير، وغير مسبوق، عقب لجوء إسرائيل لسياسة تدمير الأبراج السكنية بغزة، ورد حركة حماس، بإطلاق عشرات الصواريخ نحو وسط إسرائيل.
ومع استشهاد المواطنَيْن أبو داير، يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية العدوان إلى 202، بينهم 60 طفلاً و34 سيدة، وإصابة أكثر من 1245بجروح.