عباد بن شرحبيل و قصة ألا أطعمته؟ والعبر المستوحاة منها

عباد بن شرحبيل و قصة ألا أطعمته؟ والعبر المستوحاة منها

عن عباد بن شرحبيل رضي الله عنه قال: “أصابتنى سَنَة، فدخلت حائطاً من حيطان المدينة، ففركت سنبلاً فأكلت وحملت في ثوبي، فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: ( ما علّمت إذ كان جاهلاً، ولا أطعمت إذ كان جائعا -أو قال ساغباً-) ، وأمره فردّ عليّ ثوبي وأعطاني وسقاً أو نصف وسق من طعام” رواه أصحاب السنن إلا الترمذي .

شرح قصة عباد بن شرحبيل

كان عباد بن شرحبيل رضي الله عنه يعيش حياة عادية لا غني ولا فقير، ولكن مرت عليه أيام لم يجد ما يسد به جوعه. فخرج ليبحث عن شي يأكله ، بينما هو بالطريق رأى بستاناً فدخل إليه وإندفع من غير شعور نحو سنابل القمح فقبض منها قبضة وفركها بيديه ثم دفعها إلى فمه.  وبعد أن هدأت نفسه وشعر بشيءٍ من الشِبَع، تذكّر الأيّام القليلة الماضية التي طواها خاوي البطن يحلم –مجرّد حلم- أن يجد ما يأكله، وعزّ عليه أن يعود إلى حاله ذاك، فقرّر أن يقطف شيئاً من القمح يستعين به على مُقبل أيّامه . وخرج عبّاد رضي الله عنه من البستان وقد ملأ ثوباً كان معه بالكثير من القمح، إذ أبصره صاحب البستان وهو يحمل الثوب غير مبالٍ بما عمله، فغضب لذلك غضباً شديداً، وأقبل إليه يعنّفه على جرأته بفعلته، وانهال عليه ضرباً حتى آلمه، ثم أخذ منه ثوبه، وطرده شرّ طردة.

انكسرت نفس عبّاد رضي الله عنه وخالجه الشعور بالقهر والحرمان، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكوا إليه ما فعله الرّجل به، ويُخبره بما كان من أمره. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم  في طلب صاحب البستان، ليعاتبه على شدّته التي تجاوزت الحدّ، وعلى تعدّيه الظالم بأخذ الثوب دون حقّ، وقال له موبّخاً : ( ما علّمت إذ كان جاهلاً، ولا أطعمت إذ كان جائعا -أو قال ساغباً-) ثم أمره أن يردّ عليه ثوبه. وفي المقابل، أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته أن يحضروا لعباد رضي الله عنه ما يعادل ثلاثين أو ستّين وسقاً من شعير، فتهلّلت أسارير عبّاد وهو يرى في ذلك العطاء النبوي نهايةً سعيدة ما كان يحلم بمثلها.

العبر المستوحاة من القصة

  1. ضرورة التفريق بين المرض ومظاهر المرض.
  2. إن أصل الداء عند بعض من يقع في الحرام هو الشعور بالحاجة.
  3. ضرورة سد حاجات المحرومين المشروعة حتى لا ينجرفوا في تيّار الانحراف، والوقاية خيرٌ من العلاج.