‘);
}

القرآن الكريم

هو كلام الله -تعالى- المُنزّل على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، المُتعبّد بتلاوته، والمُعجز بآياته، فقد تحدّى الله -تعالى- الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله، حيث قال تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)،[١] فقد بيّن الله -تعالى- عجزهم عن الإتيان ولو بآيةٍ من مثل القرآن، وقد حفظه الله -تعالى- من النّقص، والزّيادة، والتّحريف، والضّياع، فقال عزّ وجلّ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[٢] وختم به الله تعالى الكتب السماوية، وجعله مهيمناً عليها، مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)،[٣] حيث نسخ به الكتب السّماوية جميعها، ومن خصائص القرآن الكريم جماله وبلاغته، وعِظم أسلوبه، بالإضافة إلى سهولة قراءته وحفظه، وعدم الملل من تكراره.[٤]

والقرآن الكريم قد نزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مفرّقاً، ولم ينزل دفعةً واحدةً، ومن المعلوم أنّ النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قد أقام في مكّة المكرّمة ما يقارب الثّلاثة عشر عاماً، ثمّ هاجر إلى المدينة المنوّرة، وأقام فيها عشر سنينٍ تقريباً، فتكون مدّة الرّسالة ثلاثة وعشرين سنةً، وبناءً على ذلك فإنّ بعض سور القرآن الكريم نزلت في مكّة المكرّمة، وبعضها نزل في المدينة المنورة، حيث قسّم العلماء آيات القرآن الكريم وسوَره إلى مكّيّة ومدنيّة، وأطلقوا على هذا الباب اسم أنساب النّزول.[٥]