وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن طرح عملية الحوار غير المشروط في الوقت الراهن غير ممكن، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تحدث في مرات سابقة عن بعض الشروط لفتح الحدود، وعلى رأس هذه الشروط اعتذار المغرب عن الاتهامات التي وجهها للجزائر على خلفية الأحداث التي وقعت في العام 1994.
ويرى أن الأمر يتطلب الاعتذار للشعب الجزائري، حتى يمكن الذهاب عما يسمى بـ”الحوار”، وأنه لا يمكن الذهاب مباشرة دون الخطوة التي طلبها الرئيس.
وفيما يتعلق بفتح الحدود، أوضح قريشي عبد الكريم أنه لا بد من الاعتذار الرسمي من الحكومة المغربية للشعب الجزائري.
وتابع:” أن هناك العديد من الاعتداءات التي تتثمل في دخول المخدرات بالأطنان إلى الجزائر، وأن ما “زاد الطين بلة” ما ذكره ممثل المملكة المغربية في الأمم المتحدة عن منطقة القبائل، وهو مخالف لما هو مطروح بشأن قضية الصحراء الغربية”.
وأشار إلى أن الجزائر تدعم عملية الاستقلال للشعب الصحراويين لأنها تدعم عمليات التحرر على مستوى العالم، وأنه لا يمكن ربط عودة العلاقات بقضية الصحراء، وأن الجزائر ليست طرفا في الأزمة.
ويرى قريشي عبد الكريم أن خطاب الملك محمد السادس لا يمل مبادرة، خاصة أن المبادرة تتطلب بعض الإجراءات المغايرة التي تختلف عما طرح.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العمل سويا على “تطوير العلاقات الأخوية”، مخاطبا الجزائريين بأن “الشر والمشاكل” لن تأتيهم أبدا من المغرب.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه الملك المغربي، مساء السبت 31 يوليو/ تموز، بمناسبة “عيد العرش” الذي يصادف الذكرى الـ22 لتربعه على عرش البلاد، بحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
وشدد محمد السادس على أنه من منطلق حرص المغرب على توطيد الأمن والاستقرار خاصة في جواره المغاربي “فإننا نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.
وقال الملك المغربي إن الوضع الحالي للعلاقات مع الجزائر “لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول”.
ودعا إلى فتح الحدود بين البلدين، موضحا “قناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين”.
واعتبر عاهل المغرب أن إغلاق الحدود “يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله”.
وتابع: “ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة”، مضيفا “أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”.
يشار إلى أن الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ صيف 1994، بعد اتهام الرباط للجزائر بالوقوف وراء هجوم مسلح داخل مدينة مراكش المغربية.