إن أقل الأمور التي قد تتعرض لها الحامل في خلال الأشهر التسعة من الحمل، قد تكون مقلقة كثيراً عليها وعلى صحة الجنين، لا سيما إذا ما كان الأمر يتعرض بإمكانية إصابتها بالأنفلونزا أو الكحة، إلا أن على الحامل ألا تخاف كثيراً من الأعراض التي قد تصاب بها لأنها لن تؤثر بشكل كبير على الجنين، لا سيما إذا ما عرفت كيفية علاج الكحة للحامل، وذلك تحت إشراف الطبيب.

أسباب السعال أو الكحة خلال الحمل

من المحتمل أن يتغير نظام المناعة عند الحامل، ونتيجة لهذه التغيرات فقد يكون سبب السعال عند الحامل هو إصابتها بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو بسبب التهاب الجيوب الأنفية، أو قد يكون الأمر أكثر خطورة، مثل الإصابة بالالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، أو الانسداد الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism) حيث تزداد فرصة الإصابة بالجلطات الدموية أثناء الحمل.

تأثير الكحة على الجنين

قد يكون الأمر مقلقاً للعديد من السيدات، إلا أن الأطباء يؤكدون بشكل عام أنه وعلى الرغم من أن تعرض المرأة الحامل للكحة في بداية الحمل يعتبر واحد من الأمور الطبيعية جداً، إلا أنه لا يزال حتى اليوم يشكل نوعاً من الخوف الكبير لدى العديد من السيدات، لا سيما إذا كانت الكحة شديدة، وهو ما يجعل السيدة تخاف من تعرضها للإجهاض نتيجة النوبات الشديدة من الكحة.

انطلاقاً من هذه الأفكار الخاطئة، يشدد الأطباء واستناداً إلى العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الإطار، على أن الكحة الشديدة لا تسبب ضرراً خطيراً على الحمل إلا عندما تستمر لفترة طويلة دون علاج.

أما إذا بدأت الكحة شديدة وتم اتباع العلاج وبدأت تهدأ فهذه الحالة لا تعد خطيرة على الإطلاق، لا سيما وأن العلاج الذي يكون تحت إشراف الطبيب سيساعد الأم على السيطرة على الكحة وتجنبها حتى لا يضار الجنين.

هل ستؤذي الأنفلونزا الجنين؟

رغم الانزعاج الذي تشعر به الحامل عندما تصاب بنزلة البرد، لا ينبغي أن تضر صحتها أو صحة طفلها، وفي الغالب، تكون الحامل أكثر عرضة لالتقاط نزلات البرد في وقت ما خلال فترة حملها، ومن الطبيعي أن تصاب الحامل بنزلة البرد مرتين إلى أربع مرات في السنة.

يصاب الأطفال الصغار بنزلات البرد كثيراً، وإذا كانت الحامل قريبة منهم فقد تلتقط عدوى نزلات البرد مرات أكثر، ويمكن أن يساعد تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والغنية بالفيتامينات جهاز الحامل المناعي، وطالما كانت تتناول أكلاً صحياً، يجب أن تحصل على جميع الفيتامينات التي تحتاجها من نظامها الغذائي.

اقرأ أيضاً: نزلات البرد والانفلونزا والوقاية منها

علاج الكحة عند الحامل

تنصح الحامل عادة بأخذ قسط وافر من الراحة ولااسترخاء والنوم طويلاً، مما يعطي جسدها وقتاً لاسترداد عافيته، كما تنصح أيضاً بشرب الكثير من السوائل وتناول نظام غذائي متنوع.

من أجل علاج التهاب الحلق أو السعال، قد يساعد شراب دافئ من الماء والليمون مع العسل بشعور الحامل بالارتياح، وربما تساعدها الغرغرة بالماء والملح أيضاً.

من الأفضل تجنب جميع الأدوية في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، ولكن في حال أرادت الحامل تجريب شراب السعال أو حبوب المص المحلاة المهدئة للحلق، يجب عليها أن تطلب من الصيدلي أن ينصحها بنوع يعتبر آمناً في الحمل.

يمكن للحامل أخذ الباراسيتامول في حال كانت تعاني من صداع أو حمى أو آلام في الجسم، كما تنصح باتباع التعليمات على علبة الدواء، وكذلك بالنسبة لجميع الأدوية، بالإضافة إلى ضرورة التنويه إلى أنه يجب عليه تناول الدواء لأقصر فترة ممكنة.

بالرغم من وجود عدد من العقاقير والأدوية التي غير مسموح للحامل بتعاطيها أو تناولها، لكن في الوقت نفسه لا يعني ذلك أن جميع هذه الأدوية والعقاقير ضارة خاصة إذا ما تم تناولها بالشكل المطلوب والمناسب.

من الضروري الاتصال بالطبيب إذا كانت الأعراض الظاهرة على الحامل تؤثر على حياتها اليومية بحيث تقلل من شهيتها، أو تسبب لها الأرق وقلة النوم، أو في حال استمرت الأعراض لأكثر من يومين دون ظهور تحسن، أو عندما ترتفع درجة الحامل لأكثر من 38.9 درجة مئوية، أو إذا تغير لون البلغم أثناء السعال، أو إذا كان السعال مصحوباً بألم في الصدر.

في حال كانت الحامل في المرحلة الأولى أو الثانية من الحمل، يجب عليها التحدث مع طبيبها أو الصيدلي قبل أخذ الأدوية التالية:

  • الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
  • نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • كوديين (بالإنجليزية: Codeine).
  • المضاد الحيوي باكتريم (بالإنجليزية: Bactrim).

اقرأ ايضاً: أدوية السعال: ما أنواعها؟ وكيف تعمل؟

أدوية آمنة لعلاج السعال عند الحامل

يمكن للحامل استخدام بعض الأدوية الآمنة التي تصرف بدون وصفة طبية من الصيدليات لعلاج السعال الجاف، ومن الأمثلة عليها ما يلي:

  • الأسيتامينوفين وديكستروميتورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan).
  • قطرات السعال التي تحتوي على المنثول كمكون أساسي.
  • أقراص مص مسكنة لتخفيف ألم الحلق الناتج عن السعال الجاف.

أما فيما يخص السعال الذي يصاحبه البلغم فينصح بالأدوية الآمنة الآتية:

  • مقشع غوافينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin).
  • مذيب البلغم برومهيكسين (بالإنجليزية: Bromhexine).

العلاجات الطبيعية للكحة عند الحامل

عسل النحل

يساعد العسل الطبيعي علي تلطيف وتسكين الحلق المتقرح، كما أنه يعمل علي تخفيف الكحه أو السعال.

الزنجبيل

يعتبر الزنجبيل من أهم وأفضل الأطعمة المكافحة لنزلات البرد والمعالجة للكحة والسعال، وذلك بفضل احتواء الزنجبيل علي مواد تحارب الفيروسات المتسببة في الأنفلونزا ونزلات البرد.

اقرأ أيضاً: فوائد الزنجبيل

البصل

البصل مفيد جداً في علاج الكحة للحامل وتخفيف السعال، حيث أن البصل يحتوي علي مواد مضادة للجراثيم والبكتيريا.

الثوم

غني عن التعريف أن الثوم له فوائد عديدة، ومن بين أهم هذه الفوائد قدرته علي علاج الكحة ومحاربة الفيروسات المسببة للأنفلونزا ونزلات البرد.

اقرأ أيضاً: علاج السعال بالاعشاب الطبية

كيفية الوقاية من السعال

يقلل الحصول على لقاح الإنفلونزا من خطر العدوى والمضاعفات المصاحبة لها بما فيها السعال: ومن الأشياء الأخرى التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابتك بالمرض ما يلي:

  • غسل اليدين بشكل متكرر.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • تناول نظام غذائي صحي.
  • تجنب الاتصال الوثيق مع العائلة أو الأصدقاء المرضى.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تخفيف التوتر.