يفقد كل من الرجل والمرأة حوالي 50 إلى 100 شعرة يومياً، وعادة ما يختلف معدل تساقط الشعر نتيجة لعدة أسباب، فمثلاً، تؤدي مستويات الاستروجين المرتفعة أثناء الحمل إلى إبطاء الدورة الطبيعية لتساقط الشعر، ونتيجة لذلك، يقل معدل تساقط شعر المرأة طوال فترة حملها، ويصبح أكثر حيوية ولمعاناً، ولكن، ما تلبث أن تعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية بعد الولادة، فيبدأ الشعر بالتساقط بشكل مفرط (بالإنجليزية: Postpartum shedding)، حيث يصل معدل التساقط إلى 300 شعرة في اليوم، وتبلغ ذروة التساقط في الشهر الرابع من بعد الولادة، ويستمر أحياناً لسنة كاملة.

ويعد تساقط الشعر بعد الولادة أمراً طبيعياً ومتوقعاً ولا يستدعي الخوف فلن تصاب المرأة بالصلع، حيث تختفي هذه المشكلة دون الحاجة للعلاج، أما في حال استمر تساقط الشعر بشكل كبير بعد مرور سنة كاملة على الولادة، أو إصابة المرأة بثعلبة ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum Alopecia)، فمن الضروري مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود سبب آخر يؤدي إلى ذلك.

للمزيد: تساقط الشعر

تغير مستويات الهرمونات أثناء الحمل وبعد الولادة

يزداد حجم الدم أثناء الحمل، حيث يصل ارتفاعه إلى ما نسبته 50% عن المعدل الطبيعي قبل موعد الولادة، كما ترتفع مستويات الهرمونات في الدم، حيث أن من أهم هذه الهرمونات هو هرمون الحمل (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin)، وهو الهرمون الذي يتم قياسه أثناء اختبارات فحص الحمل للتأكيد على حدوثه، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات هرمونات أخرى، بما في ذلك الأستروجين، والبروجستيرون،والأوكسيتوسين، والبرولاكتين، أما بعد الولادة مباشرة، فتنخفض مستويات الهرمونات بشكل مفاجئ، بما في ذلك الأستروجين والبروجستيرون، وتعود إلى معدلاتها الطبيعية في غضون 24 ساعة، في حين يبقى البرولاكتين مرتفعاً طوال فترة الرضاعة، كما تجدر الإشارة إلى بدء انخفاض حجم الدم تدريجياً ليصل إلى الحجم الطبيعي بعد أسابيع قليلة من الولادة.

أسباب أخرى لتساقط الشعر

رغم إلقاء اللوم غالباً على الرضاعة الطبيعية في تساقط الشعر، إلا أنه لا يوجد دليل على أنها تسبب أو تزيد التساقط، فهو أمر طبيعي يحدث بعد الولادة بسبب تغيّر الهرمونات، ومن الأمثلة الأخرى على أسباب تساقط الشعر ما يلي:

  • التوتر والإصابة بالإجهاد، فالحالة النفسية هي من العوامل الرئيسية التي تؤثر في معدل تساقط الشعر.
  • اضطرابات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، أو قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
  • نقص مستويات الحديد في الدم.
  • التهاب بصيلات الشعر.

اقرأ أيضاً: كل ما تودين معرفته عن الرضاعة الطبيعية

كيفية التعامل مع تساقط الشعر بعد الولادة

لا يوجد طريقة لوقف تساقط الشعر بعد الولادة، ولكن يمكن للمرأة الاستفادة من النصائح التالية ليبدو شعرها أكثر كثافة وحيوية:

  • الابتعاد عن استخدام مجفف الشعر، حيث أن استخدام الهواء الساخن لتجفيف الشعر يؤدي إلى ظهوره بشكل ضعيف وخفيف، وبالتالي تُنصح المرأة بترك شعرها ليجف لوحده دون استخدام المجفف.
  • استخدام فرشاة الشعر بلطف مرة واحدة يومياً، لمنع زيادة التساقط.
  • تجنّب استخدام صبغات الشعر الكيميائية الضارة.
  • تجنب ربط الشعر بطريقة مشدودة.
  • اتباع نظام غذائي صحي، حيث أن تضمين الخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية إلى نظام غذاء المرأة هو أفضل طريقة للتأكد من حصول جسمها على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، ومن الأطعمة التي تستخدم لتحسين صحة الشعر هي الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ التي تحتوي على الحديد وفيتامين ج، بالإضافة إلى البيض الذي يحتوي على فيتامين د، والسمك الذي يحتوي على الأوميغا-3 والمغنيسيوم، والجزر الذي يحتوي على البيتا كاروتين، واللحوم، والدواجن، والمكسرات، التي تحتوي على البروتين.
  • الاستمرار بتناول المكملات الغذائية والفيتامينات، فعلى الرغم من أنه ينبغي عدم الاستغناء عن الغذاء الصحي باستخدام المكملات الغذائية، إلا أن استخدام المكملات قد يساعد الأم في حال كان نظامها العذائي غير متوازن، ومن المكملات التي يُنصح بتناولها بعد الولادة، هي نفس تلك المكملات التي كانت تستخدمها الأم أثناء فترة الحمل، حيث من المفيد لصحتها الاستمرار بتناول هذه المكملات طوال فترة الرضاعة الطبيعية.
  • تدليك فروة الرأس، حيث يحفز التدليك عملية تدفق الدم إلى الفروة، مما يشجع على زيادة إنبات الشعر، حيث يتم استخدام أطراف الأصابع لفرك فروة الرأس بحركة دائرية لطيفة، وبشكل يومي ومنتظم.
  • استخدام شامبو معزز للكثافة، حيث يمكن استخدام شامبو طبي وموثوق لمنح الشعر مظهراً صحياً ولامعاً.
  • التخلص من التوتر، حيث أن التوتر هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى تساقط الشعر، لذلك يجب إيجاد طريقة للاسترخاء والتخفيف من معدلات التوتر اليومية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن حماية الشعر بالطرق الطبيعية؟