علاج مرض السكري

}
مرض السكري
السكري هو مجموعة من الأمراض الأيضية المزمنة التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة غياب إفراز هرمون الأنسولين أو عدم عمله بشكل صحيح في الجسم، وهو هرمون تفرزه البنكرياس عند الأكل فيساعد الجلوكوز في الدم في الانتقال إلى الخلايا، وعند غيابه أو عدم توفّره بكميات كافية لا يتمكّن سكر الدم من الانتقال فيبقى ويتراكم في الدم مسببًا مرض السكري.
يوجد نوعان من مرض السكري؛ هما النوع الأول والنوع الثاني، وفي النوع الأول يوجد غياب كامل لهرمون الإنسولين؛ بسبب دمار خلايا بيتا في البنكرياس نتيجة مهاجمتها بواسطة جهاز المناعة، وغالبًا ما تكثر الإصابة به بين الأطفال ويستمر عند الكبر، أمّا النوع الثاني فينتج بشكل تدريجي مع تقدّم العمر بسبب زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم، وأكثر ما ينتج بسبب زيادة الوزن وقلة الحركة.
وهناك ما يُسمّى ما قبل السكري، وهو عند ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم على المعدل الطبيعي لكن ليس بما يكفي لتشخيص الفرد مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، وأيضًا هناك سكري الحمل؛ أي ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الحمل، حيث هرمونات منع الأنسولين التي تنتجها المشيمة تسبب حدوث الإصابة به.[١]
‘);
}
علاج مرض السكري
يختلف علاج مرض السكري باختلاف النوع، ومن ذلك ما يأتي:
علاج مرض السكري من النوع الأول
يعتمد العلاج بالكامل على إعطاء الأنسولين لتعويض غيابه الحاصل، إذ توجد أربعة أنواع من هذا الهرمون:[١]
- الأنسولين سريع المفعول: يبدأ مفعوله خلال 15 دقيقة ويبقى لمدة ثلاث إلى أربع ساعات.
- الأنسولين قصير المفعول: يؤخذ قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة ويبقى 4-6 ساعات.
- الأنسولين متوسط المفعول: يبدأ مفعوله خلال ساعة إلى ساعتين ويستمر 12-18 ساعة.
- الأنسولين طويل المفعول: يعمل بعد بضع ساعات من أخذ الحقنة ويستمر لمدة 24 ساعة أو أكثر.
يعطى الإنسولين إمّا عن طريق الحقن، أو أقلام الإنسولين، أو مضخة الإنسولين، والأماكن التي يُجرى الحقن فيها البطن، أو الفخذ، أو الذراع، أو الأرداف مع ضرورة التنبيه لأهمية تغيير مكان حقن الإنسولين في كل مرة؛ تجنّبًا لحدوث ضرر في أنسجة الجلد مكان الإبرة[٢]
علاج مرض السكري من النوع الثاني
من أهم الأدوية المستخدمة في التعامل مع هذا النوع من المرض ما يأتي:[٣]
- أدوية الميجليتنايد؛ من أمثلتها: ريباجلينايد والناتيجلينيد، التي تحفّز إفراز الأنسولين وتعمل بسرعة، ومن آثارها الجانبية حدوث نوبات انخفاض السكر المفاجئة، وزيادة الوزن، واضطرابات الجهاز الهضمي.
- السلفونيل يوريا؛ مثل: جليميبرايد، وجليبيزايد، إذ تحفّز إنتاج الأنسولين بسرعة، ومن أعراضها الجانبية زيادة الوزن، والطفح الجلدي. ويجب الحذر من إعطائها للمرضى الذين يعانون من حساسية السلفا، وينبغي الانتباه لضرورة الأكل بعد تناول الدواء؛ خوفًا من انخفاض السكر المفاجئ.
- مثبط ثنائي ببتيديل ببتيداز-4؛ مثل: السيتاجلبتين، والساكساجليبين، الذي يشجّع إفراز الإنسولين، ويثبّط إنتاج الجلوكوز من الكبد، وما يميزه عن بقية أدوية السكري أنّه لا يزيد الوزن ولا يؤثر فيه، لكن قد يسبب الشعور بآلام المفاصل، ويزيد من خطر التهاب البنكرياس.
- البيغوانيدات؛ من أشهرها الميتفورمين، الذي يُعدّ الخط الأول في العلاج، إذ يقلل حساسية الأنسولين، ومن مميزاته أنّه يساعد في تخفيف الوزن، وتقليل مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، ومن آثاره الجانبية: الغثيان، والإسهال؛ لذا ينصح المريض دومًا بتناوله بعد الوجبات، أو أثناء تناولها؛ للتخفيف من أعراض الجهاز الهضمي التي تحدث.
- الثيازوليدنيديون؛ مثل: البيوجليتازون والروزيجليتازون، تخفف الحساسية للأنسولين، وتثبّط إفراز الجلوكوز من الدم، لكن ليست مستخدمة بكثرة بسبب مخاطرها؛ فقد تزيد من خطر الإصابة بـفشل القلب، وزيادة الوزن بشكل كبير، وفقر الدم.
- مثبطات ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم النمط 2؛ مثل: داباغلفلوزين، فهذه الأدوية تمنع الكلى من امتصاص الجلوكوز، وتعزز إنقاص وزن الجسم، وتخفض ضغط الدم المرتفع.
توجد بعض الأمور التي يُسيطَر من خلالها على مرض السكري -خاصّة النوع الثاني-، وهذا ما يبدأ به معظم الأطباء في مرحلة ما قبل السكري وقبل البدء بالأدوية، وهي ما يأتي:[٤]
- تناول طعام صحي، هذا أمر مهم للغاية لمرضى السكري؛ لأنّ ما يأكلونه يؤثر في نسبة السكر في الدم، لذلك يجب التركيز على الأكل بقدر ما يحتاجه الجسم، والحصول على الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، واختيار الألبان واللحوم الخالية من الدهون، والحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون، وتَذكُّر أنّ الكربوهيدرات تتحوّل إلى سكر، لذا تجب مراقبة كميتها المستهلكة.
*ممارسة الرياضة؛ مثل: المشي، أو ركوب الدراجة، أو ممارسة ألعاب الفيديو النشطة، لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع من النشاط الذي يجعل الشخص يتعرّق ويتنفس أكثر صعوبة، حيث نمط الحياة النشط يساعد في التحكم بمرض السكري عن طريق خفض نسبة السكر في الدم، كما أنّه يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب، ويساعد على إنقاص الوزن الزائد، وتخفيف التوتر.
- الحصول على فحوصات، ومراجعة الطبيب مرتين في السنة على الأقل؛ لأنّ مرض السكري يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب، لذلك من المهم فحص الكوليسترول، وضغط الدم، وA1c، هو فحص سكر الدم التراكمي لمدة 3 أشهر، كذلك يجب فحص العين كلها كلّ عام، وزيارة طبيب القدم للتحقق من وجود مشاكل؛ مثل: تقرحات القدم، وتلف الأعصاب.
أعراض مرض السكري
تختلف أعراض السكري باختلاف النوع الذي يصيب الشخص، لكنّ الأعراض العامة تتمثل في ما يأتي:[٥]
- زيادة العطش.
- كثرة التبول.
- الجوع.
- خسارة غير مبررة في الوزن.
- وجود الكيتونات في الدم أو البول.
- التعب والضعف العام في الجسم.
- عدم وضوح الرؤية.
- بطء التئام الجروح.
- الالتهابات المتكررة في الجسم -خاصّة التهابات اللثة والجلد والمهبل-.
ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُشترط حدوث هذه الأعراض جميعها معًا، بل تجب مراجعة الطبيب عند الشعور بأيٍّ منها لإجراء الفحوصات اللازمة، والتحقق من الحالة، وإعطاء العلاج المناسب.
سكري الحمل
هو النوع الثالث من هذا المرض، الذي يؤثر في الإناث أثناء الحمل، فتصبح لدى بعضهن مستويات مرتفعة جدًا من الجلوكوز في الدم، ولا تستطيع أجسامهن إنتاج كمية كافية من الأنسولين لنقل الكمية كلها إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل تدريجي، ويُجرَى التشخيص خلال الحمل. وغالبية مرضى سكري الحمل يسيطرون عليه من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي، ويوجد ما نسبته بين 10 ٪ إلى 20 ٪ سيحتاجون إلى تناول بعض الأدوية التي تسيطر على الجلوكوز في الدم، وداء السكري غير المُشخّص، أو غير المنضبط يزيدان من خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة.[٦]
ما قبل مرض السكري
هي حالة مرضية تعني أنّ مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي لكن ليس بما يكفي لتشخيص مرض السكري، ويتراوح معدل الجلوكوز في الدم لمرض السكري بين 100-125 ملليغرامًا لكل ديسيلتر، والفحص التراكمي للسكر A1c يتراوح من 5.7٪ إلى 6.4٪، إذ إنّ يعطي قراءة لمتوسط السكر في الدم لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر السابقة لإجراء الفحص، وفي هذه الحالة لا تظهر أعراض على المريض.[٧]
المراجع
- ^أبStephanie Watson (4-10-2018), “Everything You Need to Know About Diabetes”، www.healthline.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑“How to Give an Insulin Injection”, www.drugs.com,24-9-2019، Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑“Type 2 diabetes”, www.mayoclinic.org, Retrieved 20-11-2019.
- ↑“6 Lifestyle Changes to Control Your Diabetes”, webmd, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑“Diabetes”, www.mayoclinic.org, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑“Diabetes: Symptoms, causes, and treatments”, www.medicalnewstoday.com,5-1-2017، Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑“Prediabetes (Borderline Diabetes)”, www.webmd.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
