‘);
}

الموت

إن المشغول في أمور الدنيا وما فيها من الشهوات والملذّات، يغفل قلبه ولسانه عن ذكر الموت، فلا يعد يتذكره، وإن ذكره كان كارهاً له نافراً منه، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)،[١] أما المتعلّق بربه فإنه يأخذ بوصية رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- حين أوصى بالإكثار من ذكر هادم اللذّات؛ ألا وهو الموت، كما وصف رسول الله المكثرين من ذكر الموت والاستعداد له بأنهم الأكثر فِطنة وكياسة، فالقلب إن غفل عن ذكر الموت فسد.[٢]

والمكثرين من ذكر الموت يكرمهم الله بثلاثة أشياء هي: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، والعكس من ذلك إن كانوا مُقِلّين من ذِكره، وللموت سكرات يعاني منها كل مخلوق، قد يهوّنها الله على بعض عباده؛ كالشهداء، وقد تشتدّ على بعضهم تخفيفاً عنهم وزيادة في الرحمة ورفعة في الدرجة؛ كالأنبياء، وأقربهم مثالاً ما عاناه سيدنا محمد في موته، وهو من أحب العباد لله وأقربهم إليه، وحقٌ على كل إنسان أن يستعدّ للموت قبل مجيئه، وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة، وقد حثّ الله -تعالى- على اغتنام الفرصة دائما قبل حلول الأجل، فقال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ).[٣][٢]