بحث علمي جديد يؤكد أن الفوائد التي يمكن أن يحققها معظم الأشخاص الذين يتناول أدوية الستاتين لخفض الكوليسترول والدهون، أعلى بكثير من الأخطار المحتملة للآثار الجانبية لهذه الأدوية.

ينطبق بيان جمعية القلب الأمريكية (AHA) على أولئك الذين يتعرضون- وفقًا للإرشادات الحالية- لخطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية نتيجة ارتفاع نسبة الدهون والكولستيرول في الجسم.

تعد أدوية الستاتين (Statins) مجموعة من الأدوية التي تقلل الكولسترول منخفض الكثافة (LDL) عن طريق منع عمل إنزيم في الكبد.

يستخدم حوالي ربع البالغين فوق سن الأربعين في الولايات المتحدة أدوية الستاتين لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وغيرها من الحالات التي يمكن أن تتطور عندما تتراكم الترسبات في الشرايين.

مع ذلك، فإن 1 من كل 10 أفراد يتناولون الأدوية المخفضة للكوليسترول يتوقفون عن استخدامها لأنهم يفترضون أنها مسؤولة عن الأعراض التي يعانون منها، رغم أن الحقيقة قد لا تكون كذلك.

يقول الدكتور مارك كريغر، مدير مركز القلب والأوعية الدموية في مركز دارتموث هيتشكوك الطبي، والرئيس الأسبق لجمعية القلب الأمريكية (AHA): “يمكن أن يزيد وقف الستاتين بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية نتيجة انسداد أحد الشرايين“.

الفوائد تفوق المخاطر

يقول العلماء الذين أصدروا هذا البيان بأن التجارب أثبتت أن الستاتينات كان لها تأثير كبير على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب، والأوعية الدموية الأخرى، وحالات الوفاة المرتبطة بها.

بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض عدد كبير من الدراسات والتجارب السريرية التي قيمت السلامة والآثار الضارة المحتملة للستاتينات.

أوضح القائمون على البحث أنه تم إجراء التحريات ومراجعة الدراسات السابقة لأكثر من 30 عاماً، وأن هذا العمل أسفر عن النتيجة التي تتضمن أن الأدوية المخفضة للكوليسترول يمكن أن تظهر عدداً قليلاً من الآثار السلبية الخطيرة.

أشاروا إلى أنه، باستثناء بعض الحالات القليلة، من الممكن عكس الآثار السلبية لاستخدام الستاتين. وتتضمن الحالات المستثناة: السكتة الدماغية النزفية ومرض السكري الذي تم تشخيصه حديثا وبعض حالات التهاب العضلة القلبية النخري الذاتي.

خلص الباحثون إلى أن المرضى الذين يوصون بالأدوية المخفضة للكوليسترول وفقاً للمبادئ التوجيهية الحالية، يمكن أن يحققوا فوائد تتمثل بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع علاج الستاتين تفوق بكثير أي مخاوف تتعلق بالسلامة.

وفقًا لـ AHA، توصي الإرشادات الحالية باستخدام الستاتينات للمجموعات التالية:

  • أولئك الذين عانوا من نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل الذبحات الصدرية وأمراض الشرايين الطرفية.
  • البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40-75 سنة والذين تبلغ نسبة الكولسترول الضار LDL في جسمهم 70-189 ملغ/ ديسيلتر ويصل احتمال تعرضهم لنوبة قلبية أو سكتة دماغية في السنوات العشر القادمة إلى 7.5٪ أو أعلى.
  • البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40-75 سنة والذين يعانون من مرض السكري والذين تتراوح نسبة الكوليسترول الضار لديهم LDL بين 70-89 ملغ/ ديسيلتر.
  • أي شخص يبلغ من العمر 21 عامًا وأكثر مع مستوى مرتفع جدًا من الكوليسترول LDL يساوي 190 ملغ/ ديسيلتر وأكثر.

آلام العضلات الناتجة عن استخدام الستاتين

يبلغ الأشخاص الذين يستخدمون الستاتين عن الآثار الجانبية والتي غالباً ما تتمثل بآلام العضلات.

مع ذلك ، فإن الأبحاث التي استعرضها القائمون على هذا البحث تكشف أن أقل من 1% من الأشخاص الذين يستخدمون الستاتين “يصابون بأعراض عضلية من المحتمل أن تسببها أدوية ستاتين”.

وفق الجمعية الأمريكية إذا توقف الأفراد عن أخذ أدوية الستاتين لهذا السبب، فإن ذلك يمكن أن يكون ضاراً أكثر بسبب زيادة خطر الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية.

خطر مرض السكري والسكتة الدماغية النزفية

  • هناك احتمال ضئيل بأن تزيد الستاتين من خطر الإصابة بالسكري، خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
  • يشمل ذلك الأفراد الذين يعانون من السمنة أو الذين لديهم تاريخ عائلي.
  • يشير البيان إلى أن الخطر المطلق لتشخيص مرض السكري نتيجة لاستخدام الستاتين لا يتجاوز 0.2% سنويًا.

لم يجد البحث الذي تم إجراؤه أن الأدوية المخفضة للكوليسترول تزيد من خطر السكتة النزفية الأولى، وهي نوع من السكتة الدماغية التي تحدث عندما ينفجر الوعاء الدموي.

من ناحية أخرى ، قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من السكتات الدماغية النزفية خطر أعلى بقليل للتعرض للسكتة الدماغية في حال استخدامهم للستاتينات. ومع ذلك، فإن هذا الخطر صغير للغاية والفوائد العامة لاستخدام الستاتين في الحد من السكتات الدماغية تفوقها.

خطر الآثار الجانبية الأخرى

  • بحث القائمون على البيان أيضًا في الأدلة التي تشير إلى أن استخدام الستاتين قد يزيد من خطر حدوث حالات أخرى.
  • شملت ذلك الأضرار التي تلحق بالأعصاب الطرفية، الآثار العصبية الأخرى، الأضرار التي تلحق بالكبد، إعتام عدسة العين وحدوث تمزق في الوتر.
  • وجد الباحثون القليل من الأدلة لدعم فكرة أن استخدام الستاتين زاد من مخاطر هذه الظروف.