على هامش مؤتمر «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة» في الدوحة: أمل المالكي: ينبغي نقل القضية الفلسطينية إلى العالم بمختلف اللغات

عقد في الدوحة يومي 26 و27 مارس/آذار المؤتمر الدولي العاشر للترجمة، الذي نظمه معهد دراسات الترجمة، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، في مركز قطر الدولي للمؤتمرات، تحت عنوان «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة»، بمشاركة مترجمين وخبراء وأكاديميين من أكثر من 22 دولة عربية وأجنبية لمناقشة التطورات الحديثة في مجال دراسات الترجمة، […]

على هامش مؤتمر «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة» في الدوحة: أمل المالكي: ينبغي نقل القضية الفلسطينية إلى العالم بمختلف اللغات

[wpcc-script type=”75d60cdec6914347b66a9b4d-text/javascript”]

عقد في الدوحة يومي 26 و27 مارس/آذار المؤتمر الدولي العاشر للترجمة، الذي نظمه معهد دراسات الترجمة، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، في مركز قطر الدولي للمؤتمرات، تحت عنوان «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة»، بمشاركة مترجمين وخبراء وأكاديميين من أكثر من 22 دولة عربية وأجنبية لمناقشة التطورات الحديثة في مجال دراسات الترجمة، كما ركّز المؤتمر على دور الترجمة التحريرية والفورية في تسهيل عملية التواصل في مجتمعاتنا. على هامش المؤتمر التقت «القدس العربي» بـ أمل محمد المالكي، العميدة المؤسسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ورئيسة المؤتمر، فكان هذا الحوار ..

■ نبدأ من عنوان المؤتمر «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة»، ما المقصود منه؟
□ لقد اختارت اللجنة المنظمة للمؤتمر هذا العام عنوان «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة» لتسليط الضوء على أهمية دور الترجمة والمترجم في تبادل المعارف ومد جسور التواصل بين الشعوب. فالمترجمون وعلى الرغم من دورهم بالغ الأهمية في مختلف المجالات، ومنها الاقتصاد والسياسة، ما زالوا مهمشين في المجتمع، حيث يعملون في الظل متوارين عن الأنظار، وعلى الشاكلة نفسها، تحتل دراسات الترجمة هي الأخرى منزلة مماثلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وهذا الأمر أسفر عن تبعات ذات تأثير سلبي على تقدير مهنة الترجمة عموما، وتهميش الأقليات والمستخدمين النهائيين للمادة المترجمة على حد سواء، وأرخى كل ذلك بظلاله على تطور المعرفة في ميدان الترجمة والمجالات المتصلة بها. إن هذا المؤتمر يبحث أحقية المهمشين والفئات الضعيفة، في ترجمة تسهم في نقل قضاياهم. ومن أهم القضايا التي ينبغي نقلها إلى العالم بمختلف اللغات هي القضية الفلسطينية، وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاهها، فضلا عن قضايا الإقصاء، سواء السياسي أو الاجتماعي، ويجب أن تتخطى الترجمة الحواجز والحدود والتهميش لبناء حوار ثقافي ونقاش هادف يشارك فيه الجميع.

■ وما هو الهدف من وراء عقد المؤتمرات السنوية؟
□ الهدف يتمثل في استعراض أحدث البحوث والإنجازات في مجالات الترجمة بأنواعها: التحريرية والشفوية والسمعية البصرية، وحرصنا على عقد هذا المؤتمر السنوي منذ عشر سنوات يأتي في إطار رسالة معهد دراسات الترجمة في جامعة حمد بن خليفة المتمثلة في النهوض بشؤون الترجمة وتطوير بحوثها ومعارفها في مختلف المجالات، وبخاصة التوعية بالعلوم والبحوث التي تحفز التطور في مجال خدمات الترجمة. أي أنه حدث سنوي مهم للترجمة والمترجمين والمهتمين بالترجمة في قطر، وتجربة ثرية تتيح للمشاركين الوقوف على أحدث التطورات في هذا المجال المتنامي.

■ ما الذي يصدر عن مؤتمراتكم من بحوث وتوصيات، أو مجلات ودوريات؟
□ يعتبر المؤتمر بمثابة تجمع سنوي يضم الباحثين والمهتمين في مجال الترجمة، ليتم تبادل الآراء واستعراض الإنجازات ومناقشة البحوث في مجال الترجمة واتجاهاتها المختلفة. ومن أبرز مخرجات المؤتمر على مدى السنوات الماضية، بالإضافة إلى منشورات ووقائع المؤتمر، هو سد الحاجة والنقص الموجود في الأبحاث المتعلقة بالترجمة، بالإضافة إلى التركيز على التداخل بين التخصصات ـ كالترجمة الإعلامية، الترجمة السمعية البصرية، وتيسير سبل التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة. كما سنعمل بعد المؤتمر العاشر هذا مع أحد دور النشر الدولية لنشر الأبحاث التي ناقشناها في المؤتمر.

لا بد أن يكون المترجم قادراً على فهم سياقات النص ومراعاة أبعاد اللغة والثقافة ليتمكن من الترجمة بإنتاجية عالية الجودة واستخدام التقنيات الحديثة يسهم في حل أحد أهم المشاكل التي يواجهها المترجمون.

■ ما هو تقييمك للترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية؟ هل هناك فقر على مستوى العالم العربي؟ ما هو تحليلكم للدوافع والأسباب؟
□ أرى أن الترجمة في العالم العربي في الوقت الحالي تشهد اهتماماً متزايداً، عبر تأسيس مراكز ومعاهد معنية بالترجمة. وفي قطر توجد جهود متعددة ومتنوعة للنهوض بمهنة ومجال الترجمة، فبالإضافة إلى معهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية، نجد اهتماماً كبيراً بتكنولوجيا الترجمة من قبل معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة. وعلى مستوى الدولة توجد جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، التي تأسست في الدوحة عام 2015، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء، ولجنة تسيير، ولجان تحكيم مستقلة. كما أصدر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد في شهر فبراير/شباط لهذه السنة قانون حماية اللغة العربية، الذي ينص على دعم لغة الضاد في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها الدولة.

■ وكيف يمكن تخطي عقبات الترجمة الفورية؟
□ تختلف الترجمة الفورية عن الترجمة التحريرية في جوانب عديدة أهمها الإصغاء والتحليل، وترجمة الرسالة في وقت قصير ومحدد. وتتطلب الترجمة الفورية أن تكون للمترجم ممارسة فعلية وتدريب مستمر لصقل مهاراته. ومن خلال مركز الترجمة والتدريب في المعهد نقدم ورشات عمل قصيرة تستهدف العاملين في مجال الترجمة الفورية والترجمة التحريرية، وتتميز ورش العمل المختصة بالترجمة الفورية بتوظيف تمارين داعمة لمساعدة المشاركين في تقـــوية ســــعة ذاكرتهم القصيرة وحدّتها، ويتم توظيف المشاكل التي اعترضتهم أثناء قيامهم بالترجمة في الميدان قصد تعزيز التعلم. كما يتم استخدام مقصورة الترجمة الفورية خلال ورش العمل، ما يمنح المشاركين بيئة تعلم مقاربة للواقع العملي.
■ ما هي أهم المشاكل التي يواجهها المترجمون؟ وكيف تساعد التقنيات الحديثة على تخطيها؟
□ لا بد أن يكون المترجم قادراً على فهم سياقات النص ومراعاة أبعاد اللغة والثقافة ليتمكن من الترجمة بإنتاجية عالية الجودة واستخدام التقنيات الحديثة يسهم في حل أحد أهم المشاكل التي يواجهها المترجمون: إيجاد ذاكرة متراكمة من المصطلحات المصنفة حسب التخصصات، كالتخصص الهندسي والطبي والمالي وغيرها. كما أن استخدام تقنيات الترجمة يزيد من احترافية المترجم، فمثلا عند الشروع بالترجمة يتمكن المترجم من معرفة عدد الكلمات المتكررة، وعدد الكلمات المتطابقة مع ذاكرة الترجمة الخاصة به، ونسبة التطابق الكلي بين النص الأصلي وذاكرة الترجمة. وفي معهد دراسات الترجمة نوفر المساعدة التقنية واللوجستية للطلاب لتزويدهم بالمهارات التكنولوجية اللازمة التي أصبحت بشكل متزايد من المتطلبات الأساسية لأي خريج دراسات عليا في الترجمة.

■ هل لديكم كتب إرشادية تطبيقية صادرة عن الجامعة؟
□ تم إصـــدار دليل الترجمة الفورية في رحاب الرعاية الصحية من قبــــل مستشفــيات جامعة جنيف، وتمت ترجمته من اللغة الفرنسية إلى عدة لغات، ومن ثم قام معهد دراسات الترجمة بنقله إلى اللغة العربية.

■ أين يعمل الخريجون؟ وأين ينتهي بهم المطاف؟
□ يعمل خريجو الكلية في مختلف المجالات والمؤسسات، ونفخر في قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية، بأن يكون لدينا 75 خريجًا يعملون حاليًا في مجالات متعددة داخل قطر، بما في ذلك، الاتصالات والرياضة والطاقة والسياحة والشؤون الخارجية وغيرها من المجالات.

■ هل هناك أي تعاون مع جامعات أخرى تقدم المادة نفسها؟ ماذا عن العالم العربي والدول الأخرى؟
□ على المستوى المحلي، تتعاون الكلية مع العديد من المؤسسات الوطنية مثل مركز الدوحة لحرية الإعلام ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومع عدد من الجامعات الشريكة في المدينة التعليمية، من خلال المشاريع الطلابية والأبحاث الأكاديمية المشتركة والدورات التدريبية وغيرها من النشاطات المرتبطة في مجال الترجمة. كما يتعاون معهد دراسات الترجمة مع جامعة جنيف، التي نتج عن هذا التعاون حصول برامج الماجستير التي يقدمها المعهد في مجال الترجمة على الاعتماد الأكاديمي من جامعة جنيف.
ويعدّ الحصول على شهادة الاعتماد من كليّة الترجمة والترجمة الشفوية في جامعة جنيف إنجازًا مهما؛ لأنّه يُمكّن خريجي المعهد من الحصول على شهادة تتمتع باعتماد دولي من أحد أعرق كليات الترجمة في العالم، وبذلك يصبح معـــهد دراسات الترجمة في جامعة حمد بن خليفة أول مؤسسة أكاديمية تقدم برنامجاً للدراسات العليا في الترجمة في دولة قطر يحظى باعتماد دولي.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *