أعلنت الحكومة الإثيوبية رسميا الانتهاء من مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الضخم الذي تبنيه على النيل الأزرق، وذلك في خطوة أثارت غضب جارتيها مصر والسودان.
وقال وزير الري الإثيوبي سيليشي بقلي على تويتر إنه تم الانتهاء من التعبئة الثانية لسد النهضة، وتجاوز الماء قمة السد، حسب قوله.
وأضاف بقلي أن “كمية المطر التي تهطل هذا العام هائلة، يمكننا أن نفهم مدى عظمة نعمة الخالق وكيف يساعدنا”.
وذكر أن التعبئة الثانية تعني الحصول على كمية المياه اللازمة لتشغيل توربينين، كما نشر صورا لعملية الانتهاء من الملء الثاني للسد، معلقا “مبروك للإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا”.
وطمأن بقلي مصر والسودان بأنه لن يلحق بهما أي ضرر جراء التعبئة الثانية لسد النهضة، مشيرا إلى أن سد النهضة هو الحارس لدولتي المصب ضد تغيرات المناخ، كما أنه وسيلة للتطوير والازدهار معا، حسب وصفه.
ይዘናል ማለት ነው:: በዘንድሮው አመት እየዘነበ ያለው ውሃ መጠን እጅግ ከፍተኛ ነው: ይህም ከፈጣሪ የተሰጠን ፀጋ ምን ያህል ትልቅ እንደህነና እንዴት እያገዘን እንደህነ መረዳት እንችላለን:: ለዚሁም ምስጋና ይግባው pic.twitter.com/PgeNsUkl4L
— Dr Eng Seleshi Bekele (@seleshi_b_a) July 19, 2021
إدارة سد الروصيرص تشكو غياب المعلومات
وفي الجانب الآخر، قالت إدارة سد الروصيرص السوداني للجزيرة إنها لم تكن لديها المعلومات الكافية بشأن سريان عملية تعبئة سد النهضة.
وأكدت الإدارة أن هناك ضرورة كبيرة لتبادل المعلومات بشأن عملية تعبئة وتشغيل سد النهضة.
وقالت إن غياب المعلومات بشأن عملية التعبئة الثانية للسد دفعها إلى اتخاذ إجراءات احتياطية.
وأشارت إلى أنها بدأت في عملية التفريغ التدريجي لبحيرة السد لاستقبال وارد المياه من إثيوبيا.
ونقل مراسل الجزيرة أحمد الرهيد عن الأهالي تأكيدهم أن الإجراءات المتخذة على مستوى سد الروصيرص بسبب غياب المعلومات من الطرف الإثيوبي تضرر منها عدد من المزارعين يزيد عددهم على الألف، حسب قولهم.
أغان وأهازيج عبر التلفزيون
وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الإثيوبي اكتمال التعبئة الثانية لسد النهضة وبث صورا لها، كما نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية فيديو جديدا يظهر الانتهاء من المرحلة الثانية من التعبئة الأولية.
وتظهر الصور دنو مستوى ارتفاع المياه من الممر الأوسط، وهو ما يعني أن مرحلة التجاوز هي إيذان باستكمال التعبئة، كما تظهر الصور استمرار تدفق المياه من الممرين السفليين.
وقال مراسل الجزيرة حسن رزاق إنه كانت هناك إرهاصات في الليلة الماضية، حيث واصل التلفزيون بث أغان وطنية وأهازيج، ونشط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بث مقاطع وصور تشير إلى اكتمال التعبئة.
من المتوقع ان يتم الإنتهاء من الملىء الثانى غدا
قضى الأمر #بلاش_هري
#سد_النهضه pic.twitter.com/9Ea9aIcR8f— TERMINATOR ❄ (@TERMINATOR57578) July 18, 2021
وأشار المراسل إلى أن المعلومات المتداولة تفيد بأن التعبئة اكتملت، ولم يبق إلا الإعلان الرسمي، حيث تجاوز الماء الممر الأوسط، وهذا يمثل إيذانا باكتمال التعبئة حسب خبراء ومسؤولين في وزارة الري.
وأضاف أنه وفقا لتلك المصادر فقد تمت التعبئة بشكل طبيعي بسبب غزارة الأمطار، ولم تكن هناك حاجة لإغلاق بوابات السد، حيث بقيت مفتوحة والمياه تمر بشكل طبيعي.
እንኳን ደስ ያለሽ ሀገሬ #Ethiopia |🇪🇹
እንኳን ደስ ያለን ፣ የልፋታችን፣ የትግላችን፣ የአንድነታችን ውጤት አባይ #GERD
የእኛ አድዋ ፣ የእኛ ሲሳይ 🇪🇹💪 እውን ሆኗል።#AbiyAhmed ሕዝቡን አስተባብሮ ታሪክ ሰርቷል፣ አድዋን ዳግም ጉባ ላይ ደግመነዋል። pic.twitter.com/MeT4yCj1qV— seble Markon (@DrYalew) July 18, 2021
وذكر أن إثيوبيا تتوقع حدوث فيضانات في سبتمبر/أيلول القادم، وتقول إنها تتحسب وتقوم بالإجراءات اللازمة بشأنها.
وكان مصدر في وزارة الري والمياه الإثيوبية نفى للجزيرة وجود أي إشكاليات في المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة، فيما قالت صحيفة “ريبورتر” (Reporter) الإثيوبية إن المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة أوشكت على الانتهاء قبل الموعد المتوقع اليوم الاثنين.
في المقابل، قال مصدر في وزارة الري السودانية للجزيرة إن الوزارة لاحظت زيادة في منسوب المياه الواردة إلى النيل الأزرق جراء الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية.
وأشار المصدر الإثيوبي إلى أن العملية تمضي وفق الخطة المرسومة لها ومن دون الحاجة إلى إغلاق بوابات السد حتى الآن، وذلك بسبب غزارة هطول الأمطار.
وعن الأخبار المتداولة بشأن اكتمال التعبئة، أشار المصدر إلى أن التعبئة وصلت لمراحلها النهائية، متوقعا أن تصدر وزارة المياه والري الإثيوبية بيانا تفصيليا عن مسار التعبئة خلال الفترة القادمة.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إثيوبيا فيديوهات تظهر عمالا بمشروع سد النهضة وهم يجوبون موقع الإنشاءات احتفالا باستكمال التعبئة.
وكانت أديس أبابا تصر على تنفيذ ملء ثانٍ لسد النهضة بالمياه في يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق الرافد الرئيس لنهر النيل، في حين تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليارا على الترتيب.
وفي 8 يوليو/تموز الجاري خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.
ارتفاع مياه النيل الأزرق
وفي الخرطوم، دعت وزارة الري السودانية أمس الأحد القاطنين على جانبي النيل الأزرق إلى اتخاذ الحيطة والحذر جراء ارتفاع متوقع لمياه النهر نتيجة للأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية.
ورجح مصدر بوزارة الري السودانية أن يكون سبب الزيادة في منسوب مياه النيل الأزرق هو عدم قدرة إثيوبيا على تخزين المياه في السد الإثيوبي نتيجة مشكلات فنية.
وكانت الوزارة قالت في بيان إن هذه الزيادة في مناسيب النيل الأزرق ستكون من جنوب خزان الروصيرص وشماله وحتى مدينة الخرطوم.
وأول أمس السبت أعلن السودان تخزين 1.6 مليار متر مكعب من المياه، لتأمين المستويات في نهر النيل والنيل الأبيض تحسبا للملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي.
وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات حول السد يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
الصين ومصر
من جهة أخرى، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -خلال لقائه في القاهرة وزير الخارجية الصيني وانغ يي- تأكيد موقف القاهرة المطالب بتوقيع اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن تعبئة سد النهضة وتشغيله.
والصين هي أحد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة حول السد مطلع يوليو/تموز الجاري، فيما تشير تقارير إعلامية إلى استثمارات صينية تضخ في أديس أبابا وسدها المثير للخلافات مع القاهرة على مدى عقد.
وأعرب المسؤول الصيني عن “تفهم بكين التام للأهمية القصوى لنهر النيل لمصر، ومن ثم مواصلة الصين اهتمامها بالتوصل لحل لتلك القضية على نحو يلبي مصلحة جميع الأطراف”.
بدوره، أكد السيسي موقف مصر الثابت بالحفاظ على أمنها المائي المتمثل بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وذلك بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد يحقق مصالح الجميع بشكل عادل.
إسرائيل تنفي
ونفت إسرائيل مساء أمس الأحد ضلوعها في أزمة سد النهضة الإثيوبي المتصاعدة، مؤكدة أنها “تقف على مسافة واحدة” من أطراف الأزمة.
جاء ذلك ردا على أصوات مصرية تتهم إسرائيل بأن لها يدا في أزمة سد النهضة عبر تشجيع ومساعدة إثيوبيا على إتمام هذا المشروع، لتحقيق حلم تل أبيب القديم بالحصول على حصة من مياه النيل.
وقالت سفارة تل أبيب بالقاهرة -في بيان- إنها “تؤكد بصورة واضحة وغير قابلة لأي تأويل أن ما تردد مؤخرا عن ضلوع إسرائيل في موضوع سد النهضة هو عار عن الصحة ولا أساس له”.
وشددت السفارة على أن إسرائيل “لديها من المياه ما يكفيها ويسد احتياجاتها، وهي دائما على استعداد لوضع خبراتها وتوسيع التعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المياه مع مصر”.
