‘);
}

الهجرة النَّبويَّة

حين بعث الله تعالى نبيَّه محمداً -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وأمره بالدَّعوة إلى رسالة الإسلام، وتبليغها إلى كلِّ الأنام، لم يستجب لهذه الدَّعوة إلا قلَّة قليلة، وقفت في صفِّ النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وآزرته ودافعت عن دعوته، وقد لقي النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وصحابته صنوفاً من الأذى النَّفسي والجسدي، لعددٍ من السنوات أثناء الدَّعوة في مكَّة، حتى كان الإذن بالهجرة من مكَّة المكرَّمة إلى المدينة المنوَّرة؛ للتَّخلُّص من أذى المشركين، وسعياً لتمكين دين الإسلام، ومحاولةً لنشر دعوته على نطاقٍ أوسع دون عرقلةٍ من كفار قريش.

هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وأخذ المسلمون يهاجرون على دفعاتٍ سرَّاً؛ كي لا تعلم قريش بهم فتمنعهم، وقد رافقت هجرة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وصحابته -رضي الله عنهم- جملة من الأحداث والمواقف التي سطَّرها التَّاريخ، ودوَّنتها الكتب وجاءت على ذكرها الآثار والمرويات، ومن أبرز هذه المواقف والأحداث ما قدَّمه علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، أثناء هجرة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وفي هذا المقال تعريفٌ بعلي بن أبي طالب، وبيانٌ لموقفه -رضي الله عنه- في الهجرة.