عمر بن الخطاب قبل الاسلام
٠٩:٠٢ ، ١٣ مايو ٢٠٢٠
}
قريش في الجاهلية
كانت قريش في الجاهليّة وقبل الإسلام تمثل نموذجًا لحياة الظلام والتخلف، إذ إنّهم كانوا يمثلون حالاتٍ من الإيمان الباطل والولاء المبني على الوراثة أبًّا عن جد دون تفكير، وكان هذا واضحًا فيما عرف لديهم من عادات عبادة الأصنام والتَّماثيل المصنوعة يدويًّا وعادات وأد البنات والختان وغيرها الكثير.
وقد كان أهل قريش يعدون هذه العادات أمرًا لا يمكن الحياد عنه أو تغييره كونه جزءًا من تاريخهم، وهذا كان السّبب الرئيسي الذي دفعهم لمهاجمة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وظنها سببًا لتشويه موروثاتهم ومعتقداتهم المعتادة، وقد كان بعض الصحابة يعيشون في مكة وينتمون لهذه العادات ويمارسونها، منهم من تركها منذ ظهور الدعوة وأسلم ومنهم من قاوم الدعوة وتأخر في إسلامه، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم.
‘);
}
عمر بن الخطاب قبل الإسلام
ولد ابن الخطاب في مكّة وعاش فيها وانغمس في عاداتها، وكان في صباه قد عاش حياة الفقر والعوز والذّل قبل أن يعمل في التجارة ويصلح حاله ويكوِّن ثروةً، وبسبب ما تفرد به رضي الله عنه من صفات حميدة وما له من رجاحة العقل كانت له مكانة في تولّي السفارة والانتخاب عن قومه وترأسهم في الاجتماعات وتمثيلهم كسفير فيما قد يحصل بينهم من حروب ونزاعات.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
عرف رضي الله عنه بقسوته وغلظته وتجهم وجهه ما جعل الناس يخافونه، وقد اتّبع رضي الله عنه في الجاهلية أهله وسادته في عبادة الأصنام والامتثال لدين الوثنية، بل إنه لم يكتفِ بذلك؛ فقد عادى الدين الإسلامي وكانت له بصمات في مقاومته للتَّوحيد في بداية الدعوة، كما أنه يعد من الخلفاء الذين رفضوا الإسلام في البداية وعارضوه بشتّى الطرق، وقد شارك في حملات التّعذيب اللاتي أجراها سادة قريش ضد المستضعفين، وقد رأى في النبي الكريم سببًا في تغيير دين القوم وتشتيتهم، وكان عازمًا أمره وذاهبًا لقتل الرسول الكريم بعدما سمع ما تعرض له أبو جهل من إهانةٍ وتقريع على يد حمزة بن عبد المطلب لولا أنَّ ذهابه إلى بيت أخته ذات اليوم كان سببًا في إسلامه وردعه عن نواياه.
ولعل أكثر المواقف التي ذكرتها السّيرة النبوية عن قسوته وتجهمه وبعد احتمال إسلامه، ما روي في ذلك عن أم عبد الله بنت أبي حثمة، فقد قالت: “والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر بن ربيعة بن كعب في بعض حاجتنا، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف عليه وهو على شركه، قالت: وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدةً علينا، قالت: فقال: إنه للانطلاق يا أم عبد الله. قالت: فقلت: نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا، وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجًا. قالت: فقال: صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أرها، ثم انصرف، وقد أحزنه -فيما أرى- خروجنا، قالت: فجاء عامر بحاجته تلك، فقلت له: يا أبا عبد الله، لو رأيت عمر آنفًا، ورقته وحزنه علينا قال: أطمعت في إسلامه؟ قالت: قلت: نعم، قال: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت: يأسًا منه، لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام”. وقد عرف عمر بن الخطاب أيضًا في الجاهلية كما اشتهر قومه بشرب الخمور؛ فقد كانت العرب قديمًا تشرب الخمر بكثرة في الجاهلية قبل أن يأتي الإسلام ويحرِّم شربها.
عمر بن الخطاب بعد إسلامه
غير عمر رضي الله عنه بعد إسلامه كل صفات الجاهلية وكان من أفضل الناس إسلامًا وأقرب الصحابة للرسول بعد صاحبه أبي بكر الصديق، وقد قدم نموذجًا للقاضي العادل والخليفة الراشد والقائد المُعزّ لدين الله ودين رسوله، وقد توفّي رضي الله عنه غدرًا على يد أبي لؤلؤة المجوسي بعد أن عزّز الإسلام وقوى شوكته[١].
المراجع
- ↑“استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2020. بتصرّف.