عمل المرأة: تعريفه، دوافعه، أثره على المجتمع، وحكمه في الإسلام

تشكل المرأة حجر الأساس في بناء المجتمعات المتحضرة والمتقدمة، وتعدُّ ركيزة من ركائز نهضة المجتمع؛ فهي التي تبني الأجيال وتربيها وتُعِدُّها لتكون أجيالاً فاعلة ومنتجة. لقد نادت الكثير من الدول ومنظمات حقوق المرأة في السنوات الأخيرة بأهمية وضرورة عمل المرأة؛ ولكن، ما هو تعريف عمل المرأة؟ وما هي الأسباب التي تدفع المرأة للعمل؟ وما أثر ذلك في المجتمع؟ وما حكمه في الإسلام؟ نقدِّم لكم أعزاءنا القراء كل هذه المواضيع في السطور القليلة القادمة، فتابعوا القراءة.

Share your love

لقد نادت الكثير من الدول ومنظمات حقوق المرأة في السنوات الأخيرة بأهمية وضرورة عمل المرأة؛ ولكن، ما هو تعريف عمل المرأة؟ وما هي الأسباب التي تدفع المرأة للعمل؟ وما أثر ذلك في المجتمع؟ وما حكمه في الإسلام؟

نقدِّم لكم أعزاءنا القراء كل هذه المواضيع في السطور القليلة القادمة، فتابعوا القراءة.

الفهرس

ما هو تعريف عمل المرأة؟

يعني عمل المرأة انخراطها في الأعمال التي تتناسب مع قدرتها النفسية والجسدية في مختلف مجالات الحياة، كما يمكن أن يُقصَد به أيضاً الجهد الجسدي والعقلي الذي تقوم به في مكان عملها بهدف تحقيق المصلحة والمنفعة لها وللمجتمع الذي تعيش فيه.

يتيح العمل للمرأة الفرصة من أجل المشاركة في الحياة العملية، حيث إنَّها تقوم بمسؤولياتها وواجباتها وكل ما يترتب عليها تجاه عائلتها والمؤسسة التي تعمل فيها؛ ولهذا دور هام في رفع ميزانية الأسرة وتنمية الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع.

تختلف طبيعة عمل المرأة تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الذي تعيش فيه؛ لكن لا ينفي هذا حقيقة أنَّ المرأة قادرة على العمل في أي مكان تتواجد فيه، سواء في المدن أم المناطق الريفية.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لرفع معنويات كل امرأة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/GNH4r7sx32w?rel=0&hd=0″]

ما هي الأسباب التي تدفع المرأة للعمل؟

هناك الكثير من الأسباب التي تشجع المرأة على اتخاذ قرارها بالعمل والاستقلال المادي، ومنها:

1. يضمن لها الاستقلال المادي:

لكل امرأة متطلباتها واحتياجاتها الخاصة، والتي تحتِّم عليها أن تعمل لتكسب ما تحتاجه من المال لتلبيتها دون الحاجة إلى الاعتماد على أهلها أو زوجها في ذلك.

2. يُكسِبها مركزاً اجتماعياً مرموقاً:

يمكن أن يحقق العمل للمرأة طموحاتها في الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة، وشغل مناصب هامة وحساسة.

3. يُحسِّن وضعها المعيشي:

يؤدي عمل المرأة إلى زيادة الدخل المادي والمستوى الاقتصادي للعائلة؛ ممَّا يحقق للأبناء رفاهية أفضل، ويوفر لهم الكثر من متطلباتهم، ويساعدهم على تحقيق رغباتهم في دراسة التخصصات التي يطمحون إليها.

4. يمكِّنها من المشاركة في بناء المجتمع وتنميته:

يساهم تعاون أطراف المجتمع مع بعضها بعضاً إسهاماً كبيراً في تنمية المجتمع وتطويره؛ وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، يمكن لعمل المرأة أن يزيد من استقرار العلاقة الزوجية، ويساهم في تحقيق السعادة بين الزوجين.

5. يمكِّنها من استغلال أوقات الفراغ بطريقة أفضل:

يشجع العمل المرأة على استثمار أوقات فراغها بطريقة تعود بالمنفعة عليها وعلى عائلتها.

6. يوطد علاقاتها مع الآخرين:

عندما تعمل المرأة، تكوِّن الكثير من العلاقات الاجتماعية والصداقات مع غيرها من النساء العاملات في المجتمع، سواء في المجال نفسه أم في مجالات أخرى.

7. يضمن لها مستقبلاً أفضل:

يمكِّن العمل المرأة من ادخار بعض المال لوقت الحاجة، أو ليصبح مبلغاً كبيراً تستطيع من خلاله إنشاء مشروعها الخاص.

8. يعزز قوة شخصيتها وثقتها بنفسها:

يضمن العمل للمرأة الاستقلال المادي، ويقوِّي شخصيتها، ويحقق لها الاستقلال الذاتي؛ ممَّا يجعلها بالتالي أكثر ثباتاً وقوة.

9. ينمِّي لديها خبرة كبيرة في مختلف المجالات:

يمكن لكل تجربة عمل تخوضها المرأة أن تكسبها خبرة ومعرفة وتجربة جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى تقدُّم المرأة وتطورها على الأصعدة كافة.

10. يجعلها مثالاً يُحتذَى به:

تُعدُّ المرأة العاملة قدوة حسنة لأطفالها، ومثالاً يُحتذَى به؛ حيث إنَّها قادرة على دعم احتياجات عائلتها من النواحي العاطفية والاقتصادية والاجتماعية كافة.

11. يُمكِّن العائلة من مواجهة المشكلات الطارئة:

عندما يكون الرجل هو المعيل الوحيد للأسرة، يُعرِّض ذلك الأسرة إلى حالة من عدم الاستقرار المادي في حال ترك الرجل عمله؛ لذلك يعدُّ عمل المرأة ضرورة لمواجهة هذه المشكلات وتحقيق الاستقرار المادي.

12. يُمكِّن الأسرة من مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة:

تطمح كل عائلة إلى تحقيق مستوى معيشة أعلى من المتوسط، وذلك بهدف شراء منزل، أو إرسال الأطفال إلى مدارس خاصة، أو السفر والقيام برحلات سياحية؛ لذا يمكن لعمل المرأة جنباً إلى جنب مع زوجها أن يساهم في تحقيقهما هذه الأهداف؛ ذلك لأنَّه سيرفع من متوسط دخل الأسرة ككل.

13. يعزز شعور المسؤولية ويزيد من الروح المعنوية لديها:

عندما تكون المرأة مستقلة مادياً، تكون أكثر قدرة على الاعتماد على نفسها، واتخاذ القرارات المصيرية بشأن حياتها ومستقبلها؛ ممَّا يزيد من قدرتها على مواجهة ضغوطات الحياة ومشكلاتها بثقة أكبر.

ما أثر عمل المرأة على المجتمع وأهميته؟

1. يساهم في دعم الاقتصاد الوطني:

يساهم عمل المرأة في التنوع الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي، كما يساهم كذلك في تساوي الدخل بينها وبين الرجل؛ بالإضافة إلى النتائج الإنمائية الجيدة الأخرى.

2. يحقق المرونة في المكان الذي تعمل فيه:

لكي يتحقق التوازن بين عمل المرأة خارج المنزل وداخله، قدَّم أصحاب الشركات والمؤسسات والحكومات تسهيلات للمرأة في مكان العمل، وذلك من خلال توفير أماكن لرعاية أطفال النساء العاملات، وأجهزة الصراف الآلي، وإجازات الأمومة، وغيرها.

3. يساهم في التنمية المستدامة:

من أهم أهداف التنمية المستدامة التي يمكن إنجازها من خلال عمل المرأة:

  • الرعاية الصحية.
  • تحقيق الأمن الغذائي.
  • توفير فرص عمل مناسبة لجميع أفراد المجتمع.
  • القضاء على الفقر.

يمكن أن يتحقق كل ذلك من خلال مشاركة المرأة في دعم الاقتصاد الوطني وسد الفجوة بين الجنسين في مجالات العمل كافة.

4. يساهم في جعل مكان العمل أفضل:

تساهم بيئة العمل التفاعلية التي تحققها المرأة في أماكن عملها في تحفيز وتشجيع الموظفين لبذل أقصى جهد لديهم، وذلك بهدف تطوير المؤسسة التي يعملون فيها؛ بالإضافة إلى تحقيق نسبة أعلى من الإخلاص في العمل؛ ممَّا يجعل بيئة العمل أفضل، ويساعد على تحقيق الرضا الوظيفي.

5. يدعم الأعمال التجارية:

يساهم عمل المرأة في دعم وزيادة النمو الاقتصادي، ويزيد الفاعلية التنظيمية في المؤسسة التي تعمل فيها؛ حيث أثبتت الدراسات أنَّ الشركات التي تضم ثلاث نساء أو أكثر ممَّن يشغلن مناصب عليا في إدارة المؤسسة تكون أفضل من باقي المؤسسات في جميع جوانب الأداء التنظيمي.

ما هو حكم عمل المرأة في الإسلام؟

لقد كرَّم الإسلام المرأة وحافظ على حقوقها، ويُعدُّ العمل واحداً من هذه الحقوق؛ فهو لم يمنعه أو يحرِّمه، لكن شريطة أن يكون ملائماً لتكوينها العقلي والنفسي والجسدي.

لقد أعطى الإسلام الأولوية لرعاية المرأة لأطفالها وزوجها، حيث يُروَى أنَّ أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع الأنصارية الأشهلية جاءت إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فقالت له: “بأبي أنت وأمي، إنِّي وافدة النساء إليك وأعلم -نفسي لك فداء- أنَّه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلَّا وهي على مثل رأيي. إنَّ الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنَّا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم؛ وإنَّكم معاشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجمعة والجماعات، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنَّ الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربَّينا لكم أولادكم؛ فما نشارككم بالأجر يا رسول الله؟”، فالتفت النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إلى أصحابه بوجهه كله، ثمَّ قال: “هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟”؛ فقالوا: “يا رسول الله، ما ظننا أنَّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا”؛ فالتفت النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إليها، ثمَّ قال: “انصرفي أيَّتها المرأة، وأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ من النساء أنَّ حُسنَ تَبَعُّلِ إحداكُنَّ لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته تعدل ذلك كله”، فأدبرت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً.

الضوابط الشرعية لعمل المرأة في الإسلام:

  1. ألَّا تخرج المرأة للعمل إلَّا بإذن وليّ أمرها.
  2. أن يكون العمل مناسباً لتكوين المرأة وطبيعتها.
  3. أن تكون المرأة بحاجةٍ إلى العمل من أجل الحصول على المال الضروري لها ولعائلتها.
  4. أن يكون العمل متوافقاً مع مَهمَّتها الأساسية كأمٍّ وزوجة، وغير متعارضٍ مع ذلك.

بعض الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة:

  1. التمريض والطب.
  2. العمل في الخدمات الاجتماعية والإنسانية.
  3. العمل في مجال التعليم.
  4. العمل في مجال القانون والقضاء.
  5. العمل في مجال الفن، مثل: التصوير، والرسم، والكتابة، والأشغال اليدوية، وغيرها.
  6. العمل في المجال التجاري.
  7. العمل لحسابها الشخصي.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!