دعا البابا فرنسيس في عظته ليلة السبت بمناسبة عيد الفصح، دول العالم إلى التضامن في مواجهة فيروس كورونا المستجد، معتبرا أن هذا العيد يشكل “إعلان انتصار”. كما تمنى الحبر الأعظم تخفيف العقوبات وخفض أو إلغاء الديون عن الدول الأكثر فقرا، ودعم الفئات الأكثر ضعفا، والمسنين والأشخاص الوحيدين، والأطباء والممرضين وقوات الأمن والعسكريين ومن يقبعون في السجون.
ركّز البابا فرنسيس في عظة ألقاها مساء السبت قبيل عيد الفصح على أنّ “الظلمة والموت لن ينتصرا”، مؤكّدا أنّ هذا العيد يُشكّل “إعلان انتصار”. وأضاف: “كلّ شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرارٍ في هذه الأسابيع، متمسّكين بجمال إنسانيّتنا”.
وأشار إلى أنه “مع مرور الأيّام وتزايد المخاوف، فإنّ أكبر الآمال قد تتبخَّر”، مشدّدا في المقابل على أنّه “يمكننا ويتوجّب علينا أن يكون لدينا أمل” على الرغم من “الأيّام الحزينة”.
وفي عالم “يعاني تحت وطأة الوباء العالمي الذي يشكل محنة كبرى لعائلتنا البشرية الواسعة”، دعا البابا إلى الرد بـ”عدوى الرجاء”، في رسالة بمناسبة عيد الفصح تلاها من كاتدرائية القديس بطرس الخالية من المصلين.
تخفيف العقوبات الدولية
وتمنى الحبر الأعظم “تخفيف العقوبات الدولية التي تمنع البلدان الخاضعة لها من توفير الدعم المناسب لمواطنيها”، ودعا إلى التضامن الدولي “من خلال خفض إن لم يكن إلغاء الديون التي تلقي بثقلها على ميزانيات الدول الأكثر فقرا”.
وردد البابا دعوته إلى “وقف إطلاق نار فوري وشامل في جميع أنحاء العالم”. وقال في الرسالة التي بثت مباشرة إلى 1,2 مليار كاثوليكي “ليس الوقت مناسبا لمواصلة صنع أسلحة والاتجار بها، مع إنفاق أموال باهظة يجدر استخدامها لمعالجة الأشخاص وإنقاذ الأرواح”.
وخص بالذكر اليمن وسوريا، وكذلك العراق ولبنان والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وشرق أوكرانيا، وكذلك “الهجمات الإرهابية المرتكبة ضد العديد من الأبرياء” في إفريقيا، ومأساة المهاجرين والوضع الإنساني في شرق موزمبيق. ودعا إلى إيجاد “حلول عملية وفورية” في فنزويلا “من أجل إيصال المساعدة الدولية للسكان”.
دعوة خاصة إلى أوروبا
ووجه البابا فرنسيس دعوة خاصة إلى أوروبا من أجل أن تستعيد “روح التضامن التي سمحت لها بتجاوز خصومات الماضي” ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية. معتبرا أنه بمواجهة الوباء العالمي الذي يطال دولا مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، ينبغي اللجوء “إلى حلول مبتكرة” وتناسي “الأنانيات”.
وقال البابا “يجب ألا يُترك هؤلاء الأشقاء والشقيقات الأكثر ضعفا الذين يسكنون المدن والضواحي في جميع أنحاء العالم وحيدين”. وذكر في صلاته “المسنين والأشخاص الوحيدين” و”الأطباء والممرضين” و”قوات الأمن والعسكريين” وكل الذين “يعملون في المصحات” أو “يعيشون في الثكنات والسجون”.
وقال “إنه عيد فصح يعيشه العديدون في عزلة، وسط الحداد والمشكلات العديدة التي يثيرها الوباء، من المعاناة الجسدية إلى المشكلات الاقتصادية”.
وكان العالم قد بدأ السبت عطلة عيد فصح غير مسبوقة بلا مسيرات وقداديس تقليدية، بسبب تفشي وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من مئة ألف شخص بينهم نحو 20 ألفا في الولايات المتحدة.
وفي بداية عطلة عيد الفصح، بدأ مئات ملايين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر مثل نصف سكان العالم، المراسم الدينية بشكل غير مسبوق، خصوصا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المصلين.
عيد تحت وقع كورونا
وسيتابع المؤمنون القداديس، في أهم عيد مسيحي، عبر الشاشات، التي يرأسها البابا فرنسيس وهو يخضع للعزل أيضا. وسيتابعون من بيوتهم قداس الأحد.
وكان البابا قال عند إحيائه شعائر “درب الصليب” في ساحة القديس بطرس الخالية مساء الجمعة “يا رب لا تتركنا في الظلام وفي ظل الموت واحمنا بدرع قوتك”.
أما في القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من قرن، أغلقت كنيسة القيامة أمام الجمهور في نهاية أسبوع الفصح. وأقيم قداس بسيط يوم الجمعة العظيمة.
فرانس24/أ ف ب