فتح وحماس اتفقتا على إجراء انتخابات فلسطينية “في غضون ستة أشهر”

غزة – "القدس العربي": بشكل معمق وإيجابي ناقش مسؤولون من فتح وحماس، إجراء الانتخابات العامة، كمدخل لإنهاء الأزمة السياسية وحالة الخلاف والانقسام الحاصل، وذلك

Share your love

فتح وحماس اتفقتا على إجراء انتخابات فلسطينية “في غضون ستة أشهر”

[wpcc-script type=”0748652dbc7f8cb31ade5d68-text/javascript”]

غزة – “القدس العربي”: بشكل معمق وإيجابي ناقش مسؤولون من فتح وحماس، إجراء الانتخابات العامة، كمدخل لإنهاء الأزمة السياسية وحالة الخلاف والانقسام الحاصل، وذلك لتضمين الاتفاق المرجو حاليا في الرؤية الوطنية التي ستقدمها لجنة خاصة يعكف حاليا على تشكيلها، للرئيس محمود عباس، و لاجتماع المجلس المركزي القادم، لاعتمادها، إضافة إلى وضع “خارطة طريق” سريعة لطي صفحة الانقسام. 

وفي ظل حالة التفاؤل القائمة حاليا تجاه نجاح الجهود التي تبدل لطي صفحة الانقسام، والتي عبر عنها مسؤولون رسميون، فإن الترتيبات التي بحثت في تركيا، تضمنت “حلول آنية” وأخرى “مؤجلة” لوقف معلوم، لإنجاز المصالحة، تشمل أولا فور الإعلان عن صيغة الحل، أن يسار إلى الاتفاق على برنامج وطني شامل يحدد كل خطوات التحرك السياسية القادمة، يرافقه لجان مختصة، تبحث بشكل سريع حل الخلافات الخاصة بترتيبات المصالحة، والتي تشمل توحيد المؤسسات الحكومية في الضفة وغزة، وإنهاء كل ما يتعلق بهذا الملف، وفق الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين سابقا. 

ويدور الحديث أن الأمر أيضا شهد البحث في تشكيل حكومة “إنقاذ وطنية” تكون مهمتها إدارة المرحلة القادمة، التي تشهد تطورات سياسية كبيرة، وتخضر لإجراء الانتخابات العامة، التي كانت أساس حوارات فتح وحماس في تركيا، باعتبار نتائجها الخيار الأمثل للخلاص من كل شوائب الانقسام، والتي تعتبر الحل المؤجل، لحين معلوم من الوقت، وستؤسس لدخول حركة حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية. 

والجدير ذكره أن قادة فتح وحماس، قرروا هذه المرة عقد حوارات المصالحة على الأراضي التركية، وبدون وجود وسطاء، على غرار ما كان قائما في السابق، حيث كانت اللقاءات تعقد في العاصمة المصرية القاهرة، وبوجود عناصر في جهاز المخابرات، الذي قام برعاية جميع اللقاءات السابقة، وتمكنوا في مرات سابقة من الوصول إلى اتفاقيات للمصالحة بين الطرفين، جرى التوقيع عليها، دون تنفيذ كامل بنودها، وآخرها تلك التي وقعت يوم 17 أكتوبر من العام 2017. 

ويقود وفد فتح هذه المرة، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وعضو اللجنة المركزية روحي فتوح، وعن حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وعضو المكتب السياسي حسام بدران. 

وشملت البحث في التوصل إلى صيغة تقود للإعلان عن موعد محدد لإجراء الانتخابات العامة “يكون قريبا” وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، بالاستناد إلى ما جرى بحثه خلال الفترة السابقة، والرسائل التي وجهتها حركة حماس للرئيس محمود عباس كباقي الفصائل، عبر لجنة الانتخابات المركزية التي أجرت حوارات حول هذا الأمر في نوفمبر من العام الماضي، بالموافقة على انتخابات بالنسبة الكاملة، تكون البداية للتشريعية منها، ثم الرئاسية، بمدة 3 أشهر، حيث تعثرت بعد ذلك الاتصالات حول الأمر، بسبب وجود خلافات فنية بين الطرفين. 

والمعلوم أن وفدي فتح وحماس، يملكان تفويضا من قيادتهم بالتوصل لصيغة حل سياسي شاملة هذه المرة، خاصة في ملف الانتخابات، وقد عبر عن ذلك أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات حين قال “إن مرسوما رئاسيا سيصدر في حال عاد وفد حركة فتح من اجتماعاته مع حركة حماس ومعه الموافقة على إجراء الانتخابات العامة”، لافتا إلى أن تلك اللقاءات تعني شيئا واحدا هو أن نقطة الارتكاز الفلسطينية هي إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والعودة إلى صناديق الاقتراع. 

ويتردد أن حركة حماس أوصلت لحركة فتح خلال الاتصالات السابقة التي جرت قبل لقاءات تركيا، رسائل تفيد بأنها لا ترغب  بالهيمنة الكاملة على النظام السياسي الفلسطيني، وأنها تدعم “مبدأ الشراكة”، خلال الانتخابات المقبلة. 

وأكد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم، أن ما جرى من حوارات بين حماس وفتح في تركيا، يشكل قاعدة انطلاق جديدة؛ لتجسد حالة فلسطينية مبنية على الوحدة والشراكة، وقال “حوارات تركيا، انصبت على كيفية ترتيب البيت الفلسطيني، وتوفير متطلبات هذه المرحلة، بما يضمن انخراط الكل الفلسطيني بمواجهة التحديات”. 

ومن المقرر أن يغادر الوفدان الفتحاوي والحمساوي الأراضي التركية ليل الخميس، وكشف منير الجاغوب مسئول الإعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، أن الوفدان سيتجهان من هناك إلى العاصمة القطرية الدوحة، ومن ثم إلى العاصمة المصرية القاهرة. 

ويمكن هنا إرجاع السفر بعد الحوارات الثنائية، إلى كل من الدوحة والقاهرة، من أجل مباركة التوافق، خاصة وأن هاتين العاصمتين شهدتا سابقا توقيع اتفاقيات مصالحة على أراضيها، وبرعايتها الرسمية بين فتح وحماس. 

وفي ظل ما يصل من تركيا عن وجود “أجواء إيجابية” سادت اللقاءات بين وفدي فتح وحماس، والتي جاءت نتيجة اتصالات سابقة بين الوفدين، تخللها الإعلان عن برامج ميدانية مشتركة لمواجهة الاحتلال والاستيطان والتطبيع، أعرب رئيس الوزراء محمد اشتية عن ترحيبه بتلك “الأجواء الإيجابية” التي تظلل الحوار الوطني الجاري في إسطنبول، للتوافق على إجراء الانتخابات. 

وقال اشتية في بيان صحافي “إن الحكومة وهي تتابع باهتمام كبير أجواء الحوار الإيجابية الجارية في إسطنبول والتي تبعث على الأمل بالوصول إلى النتائج المرجوة بإتمام المصالحة وطي صفحة الانقسام، فإنها مستعدة لتوفير كل متطلبات إنجاح تلك الانتخابات، باعتبارها بوابة لتجديد الحياة الديمقراطية، وتصليب جدار الوحدة الوطنية ليكون أكثر منعة في مواجهة المخاطر الجدية والوجودية التي تتهدد القضية الفلسطينية لأول مرة في تاريخها”. 

وأشار إلى أن تجسيد الكيانية الوطنية الفلسطينية بتوحيد الوطن، وطي صفحة الانقسام “كان في صلب كتاب التكليف من الرئيس محمود عباس للحكومة قبل 17 شهرا، عملت خلالها بجد وإصرار ومثابرة رغم ثقل التحديات التي واجهتها لبلوغ هذا الهدف الذي نرى تعبيراته بإشاعة المناخات الإيجابية لاستعادة الإشعاع الديمقراطي، وبعث الأمل في نفوس الأجيال الشابة المتطلعة لأخذ دورها، والاطلاع بمسئولياتها تجاه الوطن الذي طالما قدمت من أجله التضحيات، ليكون وطنا حرا مستقلا تعدديا وديمقراطيا يتبوأ مكانته بين الأمم الحرة المستقلة”. 

وفي هذا السياق، كتب حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس هيئة الشؤون المدنية، على صفحته على موقع “تويتر” يقول “حوار إيجابي ومثمر وبنّاء بين فتح وحماس في تركيا يشكل خطوة مهمة على طريق المصالحة والشراكة ، ووحدة الموقف الفلسطيني في ظل الإجماع على رفض كل مشاريع التصفية لقضيتنا الوطنية”. 

وبدا واضحا أن ملف الانتخابات الفلسطينية الشاملة بدأ يناقش مع دول غربية وأخرى إقليمية، حيث أجروا مسؤولون فلسطينيون لقاءات خلال اليومين الماضيين، مع دبلوماسيين غربيين، ناقشت ذلك الملف. 

يشار إلى أن الاندفاع الجديد من حركتي فتح وحماس صوب المصالحة، جاء في إطار التوافق الكامل بين الطرفين خلال الفترة الماضية، على رفض خطط السلام الأمريكية الإسرائيلية، واتفاقيات التطبيع العربية التي وقعتها كل من الإمارات العربية والبحرين مع دولة الاحتلال، لما تمثله من خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية، وهو ما يؤكد ابتعاد فلسطين عن المحور العربي “المعتدل” الذي يدعم عقد المزيد من تلك الاتفاقيات المخالفة لمبادرة السلام  العربية. 

وترافق ذلك مع وجود اتصالات بين قيادات فلسطينية ومع مسئولين كبار في كل من تركيا وقطر، اللتان تقفان على النقيض مع المحور الداعم للتطبيع، وكانت آخرها اتصال هاتفي مساء الثلاثاء بين الرئيس عباس ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، والذي بحث ملف المصالحة وإجراء الانتخابات، خاصة في ظل العلاقة القوية التي تربط حماس بكل من أنقرة والدوحة. 

جدير ذكره أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي عقد في الثالث من الشهر الجاري ما بين رام الله وبيروت، عبر الربط التلفزيوني، جرى خلاله بحث ملف المصالحة، وقد جرى الاتفاق على تشكيل لجنة من شخصيات وطنية وازنة، “تحظى بثقتنا جميعاً”، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة في إطار منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لتقديم توصياتها للجلسة المرتقبة للمجلس المركزي الفلسطيني.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!