هآرتس

شمعون شيفر

15/3/2020

  1. 15/3/2020من توقع من نتنياهو ان يستخلص الاستنتاجات اللازمة في ضوء الواقع الذي فرض على دول العالم وعلينا عقب انتشار الكورونا، فقد اخطأ. نتنياهو مثل نتنياهو: المؤتمرات الصحيفة التي يواصل فيها تصويت نفسه، وبالتوازي يرفض ان يضم الى الحكومة “مؤيدي الارهاب”، كما يُعرفهم، وفي ذلك يفوت فرصة تاريخية للمصالحة مع عرب اسرائيل حول مسألة لا تعود لليمين واليسار والمسائل السياسية. فالفيروس لا يتوقف في اي حاجز، وهو يلزمنا بأن نتحد عربا ويهودا.
  2. صحيح، أن الحقائق التي تشير الى تكتل القوائم العربية على مدى عشرات السنين حول تطلعاتها الوطنية والى صلتها بالفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، في غزة وفي الدول العربية. عمليا، يصطف الطرفان حول رواية حلم احتلال البلاد من جانب المصوتين اليهود، مقابل العودة الى فلسطين التي تتمثل في “حق العودة” لدى الكثيرين من اوساط عرب اسرائيل. ولكن الاحلام شيء، والرغبة في دحر الطرف الآخر من هنا شيئا لا يقبله العقل.
    لشدة المفارقة، فإن نتنياهو هو الذي دفع عرب اسرائيل لأن يأتوا بجموعهم الى صناديق الاقتراع في حملات الانتخابات الثلاثة الاخيرة، وجعلهم عاملا قادرا على أن يحطم التعادل بين المتنافسين على رئاسة الوزراء.
  3. في جهاز الامن العام الشاباك حللوا الدعوات للمس بغانتس والتي صدرت في الشبكات الاجتماعية وخارجها، وليسوا مستعدين للسماح باغتيال سياسي آخر. وبالتالي يحظى رئيس أزرق أبيض بالحماية من وحدة حماية الشخصيات، وينضم الى النادي الضيق لـ”رموز الحكم” الذي يضم ايضا الرئيس، رئيس الوزراء ورئيسة المحكمة العليا الذين يتمتعون جميعا بحماية حياتهم على مدار الساعة. على هذه الخلفية، يمكن ان نتوقع من غانتس ان يهتبل الفرصة التي منحت له ويقول بصوت جلي: النواب العرب هم شركاء شرعيون في ادارة شؤون الدولة.
    ان مسيرة النضوج للمجتمع الاسرائيلي للاعتراف بالمندوبين العرب كشركاء وليس كأعداء هي من المسيرات الاصعب على البلع، ولكن يجب أن نتذكر بأن ليس لنا بلاد اخرى – وفي هذه القطعة الاقليمية تعيش بعض القبائل التي لا تقاس حقوقها وفقا لدينها.
  4. حكومة طوارئ وطنية، اذا ما قامت، يفترض بها أن تعالج فقط مسألة واحدة: وباء الكورونا. اذا كان نتنياهو يقصد بجدية تحقيق دعوته لرئيس أزرق أبيض، فان كل ما عليه أن يفعله هو أن يضع على الطاولة اقتراحا لإقامة كابينت يقود الهيئات التي تتصدى لإدارة الازمة التي نشبت في اعقاب انتشار الوباء.
    الى جانب اقتراح نتنياهو، سيبدأ الرئيس ريفلين اليوم بالمشاورات حول مسألة من سيكلف في مهمة تشكيل الحكومة. يجمل بنا ان نتذكر بأن طريقة الحكم الاسرائيلية لا تخرج في اجازة بسبب الكورونا، ومن شبه اليقين ان يكون بوسع غانتس هذه المرة أن يكون الاول الذي يحصل على التفويض لانه سيكون له عدد اكبر يوصون به.
  5. صباح امس تلقيت علاجا طبيا (بسبب مشكلة لا تعرض الحياة للخطر) في عيادة في بني براك. معظم الممرضين، الممرضات والاطباء كانوا عربا اسرائيليين، يأتون كل يوم لتقديم المساعدة لنا جميعا من المدن والقرى في الشمال وفي الوسط. وهم متفانون وجديرون بكل ثناء. وهم لا يخلطون السياسة بعملهم: العلاج للجميع. افترض أن الامر الوحيد الذي يعنيهم هو ان نستوعب جميعنا بانهم مواطنون متساوو الحقوق مثلنا. واضيف: يا نتنياهو، عليك ملقية المسؤولية بأن تشكرهم، لأنهم يتجندون كل السنة لمعالجة ذات السكان الذين بت تنتمي اليهم، كبار السن. وفضلا عن ذلك: يوم الثلاثاء ستبدأ محاكمة نتنياهو، ويجدر به أن يتذكر ما قاله النبي يشعياهو، قبل أن نسمع تلميحات بشعة عن هوية القضاة: “صهيون بالمحاكمة تفدى وأسراها بالصدقة”.