فضل آخر جمعة في رمضان
Share your love
‘);
}
فضل آخر جمعة في رمضان
لم يرد في كتاب الله -عز وجل- ولا في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة أي نصٍّ يدل على أنّ للجمعة الأخيرة في رمضان فضلًا زائدًا عن باقي أيام رمضان، كما لم يثبت ما تتميز به الجمعة الأخيرة من رمضان عن غيرها من أيام الجمع أو أيام شهر رمضان، ومن أبرز أقوال العلماء في ذلك:
- الشوكاني رحمه الله:
قال: “حديث: (من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة قضت عنه ما أخل به من صلاة سنَته): هذا موضوع لا إشكال فيه، ولم أجده في شيء من الكتب التي جمع مصنفوها فيها الأحاديث الموضوعة، ولكنه اشتهر عند جماعة من المتفقهة بمدينة “صنعاء” في عصرنا هذا، وصار كثير منهم يفعلون ذلك، ولا أدري مَن وضعه لهم”.[١]
‘);
}
- فتاوى اللجنة الدائمة :
جاء في ردهم على سؤال ما يسمونه -صلاة القضاء العمري، وهي صلاة يؤديها بعد آخر جمعة من رمضان التي يسمونها جمعة الوداع-: “لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم-، ولا عن أئمة الهدى -رحمهم الله- أنهم صلوا هذه الصلاة أو أمروا بها وحثوا عليها، أو رغبوا فيها”.
“ولو كانت ثابتة لعرفها أصحابه -رضي الله عنهم-، ونقلوها إلينا، وأرشد إليها أئمة الهدى من بعدهم، لكن لم يثبت ذلك عن أحد منهم: قولا أو فعلا؛ فدل ذلك على أن ما ذكر في السؤال من صلاة القضاء العمري بدعة في الشرع لم يأذن به الله”.[٢]
- ابن باز -رحمه الله-
في رده على سؤال في (برنامج نور على الدرب) ذكر فيه السائل حديث قضاء الصلوات في آخر جمعة من رمضان، فأجاب: “هذا لا أصل له، بل هو موضوع مكذوب، هذا ليس له أصل، بل هو من الكذب والباطل”.[٣]
- الألباني رحمه الله:
قال في هامش مقدمة الطبعة الأولى: “من هذه الأحاديث الموضوعة؛ بل الباطلة -التي وردت في بعض كتب الأجِلَّة- حديث: (من قضى صلوات من الفرائض في آخر جمعة من رمضان؛ كان ذلك جابراً لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة)”.[٤]
حديث قضاء الفائتة في الجمعة الأخيرة موضوع
بما أن الحديث المنسوب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل آخر جمعة من رمضان موضوع كما تبين من أقوال أهل العلم، فينبغي الإشارة إلى حكم العمل بالحديث الموضوع كما بينه العلماء، وبيان ذلك على النحو الآتي:
تعريف الحديث الموضوع
هو المنسوب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذبًا، وهو ليس بحديث بل مختلق، وإنما سموه حديثًا نظرًا لزعم راويه، واعتبره العلماء شرُّ الأحاديث الضعيفة، ومن أشدها خطرًا وضررًا على الدين وأهله، ولذلك عرفوه بالحديث “المختلق المصنوع”،[٥] وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا، فلْيتبوَّأْ مَقعَدَه منَ النَّارِ).[٦]
رواية الحديث الموضوع
قال الخطيب البغدادي: “يجب على المحدث أن لا يروي شيئاً من الأخبار المصنوعات، والأحاديث الباطلة، فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين، ودخل في جملة الكذابين”،[٧] وقال الدكتور نور الدين عتر: “وقد أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونًا ببيان وضعه، والتحذير منه”.[٥]
حكم العمل بالحديث الموضوع
فصل الدكتور الشقاري في بحثه المنشور في مجلة الجامعة الإسلامية حكم العمل بالحديث الموضوع كما يأتي:[٨]
- في الأمور التعبدية: العمل بالحديث الموضوع حرام بالإجماع؛ لأنه ابتداع في الدين بما لم يأذن به الله.
- في الأمور الدنيوية: العمل به على أنه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حرام أيضًا.
- على غير ذلك: حكمه يختلف باختلاف تلك الأعمال، وتنطبق عليه الأحكام الشرعية والقواعد المرعية.
المراجع
- ↑محمد الشوكاني (1995)، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 54.
- ↑اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الأولى، الرياض:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 167، جزء 8.
- ↑“ما صحة قضاء الصلوات في آخر جمعة من رمضان؟”، الموقع الرسمي للشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022.
- ↑الألباني، صفة صلاة النبي، الرياض:مكتبة المعارف، صفحة 37.
- ^أبنور الدين عتر (1981)، منهج النقد في علوم الحديث (الطبعة 3)، دمشق:دار الفكر، صفحة 301. بتصرّف.
- ↑رواه أحمد بن حنبل، في مسند الإمام أحمد، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:14255، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه صحيح متواتر.
- ↑الخطيب البغدادي، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، الرياض:مكتبة المعارف، صفحة 98، جزء 2.
- ↑عبد الله الشقاري، “الآثار السيئة للوضع في الحديث النبوي”، مجلة الجامعة الإسلامية، العدد 120، صفحة 124. بتصرّف.