فضل الأيام العشر من ذي الحجة

الحج هو الركن الخامس في الإسلام وهو فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل وقادر على القيام بهذا الفرض العظيم، ومن فضل الله على العباد أنه خصّص أيام فضيلة يُكثر فيها المؤمن من العمل الصالح والعبادات طمعاً لكسب رضا الله ورحمته، ومن هذه الأيام أيام العشر من ذي الحجة.

Share your love

متى تبدأ أيام العشر من ذي الحجة؟

تبدأ هذه الأيام الفضيلة من اليوم الأول من شهر ذي الحجة إلى اليوم التاسع، واليوم العاشر يكون عيد الأضحى المبارك، فقد أوصى الله ورسوله على ضرورة القيام بالأعمال الصالحة خلال هذه الأيام للحصول على الثواب والأجر العظيم، فيما يلي سنستعرض عزيزي فضل هذه الأيام وأهم الأعمال المستحبة فيها.

فضل الأيام العشر من ذي الحجة:

  1. إنّ فيها الأضحية والحج لذلك إدراك هذه الأيام العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ)).
  2. وفيها يوم عرفة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم في حديثعائشة رضي الله عنها: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنّه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء))، (رواه مسلم)، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين.
  3. ورد عن ابن حجر في يوم فتح مكة: “والذي يظهر أنّ السبب في تميز وعظمة عشر ذي الحجة، لاجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره”.
  4. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشريف: «ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». (رواه الطبراني في المعجم الكبير).
  5. شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنّها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، كما في حديثابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) رواه الترمذي، وأصله في البخاري.
  6. قال تعالى في سورة الحج: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} قال ابن عباس وابن كثير يعني: “أيام العشر”.
  7. إنّ الله تعالى أقسم بها والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه قال تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف إنها عشر ذي الحجة.
  8. وفيها يوم عرفة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم في حديثعائشة رضي الله عنها: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء))، (رواه مسلم)، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين.

الأعمال المستحبة في الأيام العشر من ذي الحجة:

1- التوبة النصوح:

بالرجوع إلى الله، والتزام طاعته والبعد عن كل ما يخالف أمره ونهيه وفق شروط التوبة المعروفة عند أهل العلم، فبدلاً من ارتكاب المعاصي التي تحرمك من رحمة الله سارع في تجنب المعاصي واستغل هذه الأيام الفضيلة لتعلن توبتك الصادقة، وأكثر من طقوس العبادة، وتصدق بأموالك، وقم بالأعمال الصالحة، بذلك فقط ستنجح في كسب مرضاة الله. وقد أمر الله بها عباده المؤمنين فقال: ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)) (النور:31).

2- أداء الحج العمرة:

وهو أفضل عمل في هذه الأيام، لأنه موسم الحج من كل عام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((العُمرَةُ إلى العُمْرَة كَفارَةٌ لِمَا بينهما، والحج المبرورُ ليس له جزاء إلا الجنة))، متفق عليه.

3- الصيام:

يعتبر الصيام من الأعمال المستحبة في الأيام العشر من ذي الحجة وخاصة صيام اليوم التاسع والذي هو يوم عرفة، فقد ورد عن الرسول أن من يصوم بهذا اليوم يكفر الله عن ذنوبه لسنة سابقة وسنة لاحقة.

عن حفصة رضي الله عنها قالت: ((أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة))، رواه أبو داود وغيره، والمقصود صيام التسع، لأنه قد نُهِي عن صيام يوم العيد، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة ” صيامها مستحب استحباباً شديداً “، وأكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ((يكفّر السنة الماضية والباقية))، رواه مسلم.

4- الصلاة والنوافل:

بعد القيام بالفرائض والمحافظة على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل والمستحبات، فيزيد مما كان يعمله في غير العشر، ويعمل ما لم يتيسر له عمله في غيرها من صلاة، وقراءة القرآن، ودعاء وصدقة، وبر بالوالدين وصلة للأرحام، وغير ذلك من أعمال الخير.

فهي خير وسيلة للتقرّب من الله، وروى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» (رواه مسلم).

5- التسبيح والتكبير والتهليل:

ويُسنّ التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسرّ به النساء إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وقد أصبح التّكبير في هذا الزّمن من السّنن المهجورة، ولا سيما في أوّل العشر فلا تكاد تسمعه إلا مِن القليل. فحرِيٌّ بالمسلمين أنْ يحيوا هذه السنّة فيفوزوا بأجر العمل، وأجر إحياء سنّة تكاد تندثر.

وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق، لقول الله تعالى: ((ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) (الحج:28)، وقال جمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر، وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما” ولذلك يجب الإكثار من التسبيح والتكبير والتهليل خلال الصلاة حتى تكسب رحمة الله وأجره العظيم.

6- الأضحية يوم النحر وأيام التشريق:

وهي سنّة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقد ثبت (أن النبي صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بكبشين أملحين أقرنين، ذَبَحَهما بيده، وسَمَّى وكبَّر، ووضع رِجلَه على صِفاحهما)، متفق عليه.

وقال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2].

وممّا ورد في فضل الأُضحية، ما روته عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِها وَأَشْعَارِها وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا)).

7- تلاوة القرآن:

تلاوة كتاب الله تعالى مِن أخصّ الأذكار وأعظمها، ولا يخفى ما للقرآنِ مِن فضلٍ عظيم على كثيرٍ مِن الأعمال تلاوةً وحفظاً وتدبّراً وعملاً به ويكفي في ذلك قوله تعالى: ((إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لنْ تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِن فَضْلِهِ، إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)).

8- الدّعاء:

مَن وُفّق إلى دعاء الله وحده، فقد بلغ منزلة عظيمة، ووُفِّق إلى خير كثير، فكيف إذا وافق دعاؤُه يومَ عرفة.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ))، قال ابن عبد البرّ معلِّقًا على هذا الحديث: (وفيه مِن الفقه، أنّ دعاء يوم عرفة أفضل مِن غيره، وفي ذلك دليلٌ على فضل يوم عرفة على غيره)، ثمّ قال رحمه الله: (وفي الحديث أيضًا، دليل على أنّ دعاء يوم عرفة مُجاب كلّه في الأغلب).

9- الخروج إلى صلاة العيد:

على المسلم المبادرة إلى أداء صلاة العيد حيث تُصلّى، والحرص على الاستماع إلى خطبة العيد، فلا يحرِم نفسه مِن هذا الخير العظيم، ذلك لأنّ هذا اليوم (يوم النّحر) هو أعظم الأيّام عند الله ولم تستثنى النّساء مِن شُهود الصّلاة فيه، بل حثّهنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على ذلك، فعن أم عطيّة رضي الله عنها قالت: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّم، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الفِطْرِ وَالأَضْحَى، العَوَاتِقَ وَالحُيَّضَ وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فَأَمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاَةَ وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَانَا لاَ يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا)).

وأخيراً فإن فضل أيام العشر من ذي الحجة والأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها غير محصورة، ويبقى باب العمل الصالح أوسع مما ذكرناه، فأبواب الخير عديدة لا حصر لها، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، لذلك سارع في استغلال هذه الأيام المباركة وأكثر من الصلاة والصيام والتسبيح والتهليل والتكبير، وتجنب المعاصي لتكسب رضا الله ورحمته.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!