فضل الحج

. فضائل الحجّ: هل يغني عن الجهاد في سبيل الله؟ . من أعظم الأعمال عند الله . يعادل الجهاد لمن لا يقدر عليه . جزاء الحجّ الجنّة . سبب لمغفرة الذنوب ونيل

فضل الحج

فضل الحج

فضل الحج

  • ذات صلة
  • فضل التكبير في عشر ذي الحجة
  • الفرق بين مناسك الحج والعمرة

‘);
}

فضائل الحجّ: هل يغني عن الجهاد في سبيل الله؟

الحجّ إلى بيت الله الحرام ركنٌ عظيم من أركان الإسلام، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[١] وقد فرضه الله -تعالى- على المكلّف المستطيع، فقال الله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٢] وقد رتَّب الله -تعالى- عليه الأجر العظيم، والفضل الكبير، ومن فضائله ما يأتي:[٣]

‘);
}

من أعظم الأعمال عند الله

الحجّ من أعظم الأعمال وأجلّ العبادات عند الله -تعالى-، فقد سُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، فقال: (إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ، قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ).[٤]

يعادل الجهاد لمن لا يقدر عليه

أفضل الجهاد الحجّ المبرور كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها قالت: (يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقالَتْ عَائِشَةُ فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٥]

جزاء الحجّ الجنّة

الحجّ المبرور جزاؤه عند الله -تعالى- الجنّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٦]

سبب لمغفرة الذنوب ونيل رضا الله

الحجّ مُكفِّرٌ للسيئات، ورافعٌ للدراجات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).[٧][٨]

سبب في زوال الفقر

إنّ المتابعة بين الحجّ والعمرة سبب من أسباب زوال الفقر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ).[٩]

سبب لإجابة الدعوات

الحجّ سبب من أسباب إجابة الدعاء، قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والحاجُّ، والمعتمِرُ، وفْدُ اللهِ دعاهم فأجابوهٌ، وسألُوهُ فأعطاهم).[١٠]

ما الحكمة من تشريع الحجّ؟

لقد شرع الله -تعالى- العبادات والأحكام ومنها الحج؛ ليُحقّق بها مصالح الناس في الدين والدنيا، وقد أشار الله -تعالى- في كتابه عن بعض منافع الناس ومصالحهم في موسم الحجّ فقال: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)،[١١][١٢] وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيره للآية: إنَّها منافع الدنيا والآخرة، فمن منافع الدنيا: البُدن والذبائح والتجارة، ومن منافع الآخرة: مغفرة الله ورحمته ورضونه.[١٣]

وفيما يأتي مجموعة الحِكم التي من أجلها شُرع الحجّ:[١٤][١٥]

  • تحقيق التوحيد ونبذ الشرك، قال -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).[١٦]
  • إظهار الحاجة والافتقار إلى الله -تعالى-، بلبس ثياب الإحرام، والبُعد عن الترفُّه والتزيُّن، والتجرّد من الدنيا، فيظهر الحاجّ عجزَه ومسكنته، ذليلاً بين يدي الله، منقادًا بطواعية لأوامره، مجتنبًا لنواهيه.
  • إقامة ذكر الله -تعالى- في المشاعر المقدسة، قال -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).[١٧]
  • تحقيق التقوى والتزوّد من الأعمال الصالحة، قال -تعالى-: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).[١٨]
  • موسمٌ لتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وإقالة العثرات، واستجابة الدعوات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ)،[٧] وقال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والحاجُّ، والمعتمِرُ، وفْدُ اللهِ دعاهم فأجابوهٌ، وسألُوهُ فأعطاهم).[١٠]
  • تهذيب النفسبالبُعد عن الذنوب والمعاصي، قال -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).[١٨]
  • تذكير الناس بالآخرة، وأنَّهم موقوفون بين يدي الله -تعالى-، فيجمع الناس من مختلف الأجناس في زِيٍّ واحد، مكشوفي الرؤوس، يُلبُّون لربٍّ واحد، وهذا المشهد يُشبه وُقوفهم بين يديه -سبحانه- يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ حُفاة عُراة خائفين وَجِلين مُشفقين.
  • شكر الله -تعالى- على نعمة المال والسلامة، ففي الحجّ شكرٌ لهاتين النعمتين التي تفضّل الله -سبحانه- بها على الإنسان؛ حيث يَبذل المسلم ماله وبدنه في الحجّ، تقربًا إلى الله -تعالى-.
  • اجتماع المسلمين، فيجتمع الناس من جميع أقطار الأرض في مكان واحد، وزمنٍ واحد، يتوجَّهون لربٍّ واحد، بلباس واحد.
  • إحياء حقيقة الأخوة الإسلامية، فلا تُؤثر بينهم اللغات ولا الجنسيات ولا الألوان.
  • شدُّ المسلمين إلى قبلتهم؛ مكة المكرمة، والتي انبثق منها نور التوحيد إلى أقطار العالم.
  • تحقيق المساواة بين المسلمين، فلا فرق بين عربي ولا عجمي، ولا أبيض ولا أسود، ولا غني ولا فقير، إلّا بالتقوى.
  • تذكير المسلمين بحال آبائهم وأسلافهم من الأنبياء والمرسلين، فكُلّ موقف من مواقف الحجّ يرتبط بحدثٍ يُثير في مشاعر الحُجاج الكثير من الذكريات.
  • إغناء فقراء تلك البلاد المباركة من الرزق الذي يُغني فقيرهم السنة كُلّها، تحقيقًا لدعوة إبراهيم -عليه السلام- حين قال: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ).[١٩]
  • التربية، وذلك من خلال تربية الجسم على الخشونة وتحمُّل المشاقِّ، وتربية الخُلق على التسامح والصبر وحُسن العشرة، وتربية النّفس على الإحسان والعطاء والتضحية، وتربية الضمير على مراقبة الله -تعالى- في السرِّ والعلن.

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. سورة آل عمران، آية:97
  3. جمال المراكبي، “فضل الحج وفوائده”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:26، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1861، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
  7. ^أبرواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1521، صحيح.
  8. صالح السدلان، كتاب رسالة في الفقه الميسر، صفحة 82. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2629، صحيح.
  10. ^أبرواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4171، صحيح.
  11. سورة الحج، آية:27-29
  12. صالح بن فوزان، كتاب مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان، صفحة 471. بتصرّف.
  13. “ما هي منافع الحج ؟”، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 33-34. بتصرّف.
  15. مجموعة من المؤلفين]، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 118-120. بتصرّف.
  16. سورة الحج، آية:26-27
  17. سورة البقرة، آية:198
  18. ^أبسورة البقرة، آية:197
  19. سورة إبراهيم ، آية:37
Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *