‘);
}
الدعاء
فضل الدعاء في الطواف
يُعد الدعاء من العبادات التي استحبها الشرع في جميع الأحوال واختلاف الأماكن والأزمان، ومنه الطواف فإنّ الدعاء وذكر الله من الأمور المستحبة فيه، فإذا لم يرد أن يدعو أثناء الطواف فليحرص على أن يكون كلامه خيراً من قراءة القرآن، أو الأمر بالمعروف، أو النهي عن المنكر، ولا يتحدث بغير ذلك؛ فإن رسول الله وصف الطواف بأنّه صلاة، فمن تكلّم فيه فليتكلّم بخير.[١]
وتعدّدت أقوال العلماء في القول بالدعاء عند الطواف على النحو الآتي:[٢]
- قال الشافعي وأصحابه والحنابلة؛ باستحباب الدعاء عند بداية الطواف واستلام الحجر الأسود، وأن يقول الطائف: (باسم الله، والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيّك -صلّى الله عليه وسلّم-)، ويُستحبّ أن يدعو بذلك في كل شوط.
- مذهب الشافعي نصّ على أنّ الانشغال بقراءة القرآن أفضل من الدعاء بالأدعية غير المأثورة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أمّا إن كانت الأدعية مأثورة عن رسول الله، فإنها أفضل من قراءة القرآن.
- فضّل أبو حنيفة ذكر الله على قراءة القرآن في الطواف، وكره مالك القراءة في الطواف.
- الصحيح عند الحنابلة أنّ رسول الله كان يدعو في الطواف ويقول: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٣]
‘);
}
وقد روى عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما بينَ الرُّكنينِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[٤][٥]وهذا دعاء شامل جامع لخيري الدنيا والآخرة.[٦]
أمّا ما ورد في بعض الكتيّبات والمنشورات من تخصيص دعاء معين لكل شوط من أشواط الطواف فلا أصل له، ولا دليل عليه، ويكفي أن يكون المسلم عالماً بالأدعية المأثورة العامة التي كان يدعو بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويدعو بها في أثناء الطواف.[٦]
فضل الدعاء ومكانته
دلّت العديد من النصوص الشرعية الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على فضل الدعاء ومكانته عند الله، وأنّ مكانة الدعاء من العبادة مكانة الروح من الجسد، ثمّ إن العبادة هي الغاية التي خلق الله من أجلها الجنّ والإنس،[٧]وممّا ورد في فضل الدعاء:
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (ليسَ شيءٌ أكرَمَ على اللهِ عزَّ وجلَّ مِنَ الدُّعاءِ).[٨][٧]
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (مَن لم يَدعُ اللَّهَ سبحانَهُ، غَضبَ علَيهِ)،[٩]ففي ذلك دلالة على محبّة الله -تعالى- لدعاء عباده.[٧]
- روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الدُّعاءَ هوَ العبادةُ ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[١٠][١١]
المراجع
- ↑ابن قدامة (1997)، المغني (الطبعة 3)، الرياض:دار عالم الكتب، صفحة 224، جزء 5. بتصرّف.
- ↑صديق حسن خان (2007)، رحلة الصديق إلى البلد العتيق (الطبعة 1)، قطر :وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑سورة البقرة ، آية:201
- ↑رواه أبو داوود، في صحيح أبي داود ، عن عبد الله بن السائب ، الصفحة أو الرقم:1892، صحيح .
- ↑أبو داود ، سنن أبي داود، بيروت :المكتبة العصرية، صفحة 179، جزء 2. بتصرّف.
- ^أبعبد المحسن العباد ، شرح سنن أبي داود، صفحة 3، جزء 222. بتصرّف.
- ^أبتعبد الرزاق البدر (2003)، فقه الأدعية والأذكار (الطبعة 2)، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3370، غريب.
- ↑رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3100، حسن .
- ↑رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه ، عن النعمان بن بشير ، الصفحة أو الرقم:3101، صحيح .
- ↑محمد بن إسماعيل البخاري (1998)، الأدب المفرد (الطبعة 1)، الرياض :مكتبة المعارف، صفحة 376.