فضل قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك

عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعَشر أمثالها، لا أقول: {ألم} حرف؛ ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف). فمن هذا الحديث الشريف يتبيَّن ما أهمية وعظمة قراءة القرآن الكريم. لنتعرَّف ما هي فضائل قراءة القرآن الكريم في رمضان؟

Share your love

فضل قراءة القرآن الكريم:

1- كلَّما قرأ المُسلم آيات الله سُبحانه وتعالى تضاعفت حسناته، وثَقُلَ ميزانه. فقراءة القرآن هي التجارة الحقيقة، لقوله سُبحانه وتعالى: {إنَّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممَّا رزقناهم سِراً وعلانيةً يرجون تجارةً لن تَبور}.

2- إنَّ قراءة القرآن هي الشفيع لنا في الآخرة، فعن أبو أُمامة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: (اقرؤوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابهِ؛ اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنَّهما تأتيان يوم القيامة كأنَّهما غمامتان، أو كأنَّهما غيايتان، أو كأنَّهما فرقانٌ من طيرٍ صواف، تحاجَّان عن أصحابهما؛ اقرؤوا سورة البقرة، فإنَّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعُها البَطَلَة). (وكلمة البَطَلَة تعني: السَّحَرَة).

3- ومن فضائل القرآن الكريم أيضاً أنَّ منزلة قارئه تكون عند آخر آيةٍ يقرؤها، وهذا ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُقالُ لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتِّل كما كُنت ترتِّل في الدنيا، فإنَّ مَنزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها).

4- إنَّ قارئ القرآن تَنزِلُ عليه الرحمة والسكينة من ربِّنا وتَحُفُّهُ الملائكة، وإنَّ نبينا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- يقول: (ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسُونهُ بينهم، إلَّا نزلت عليهم السكينة، وغَشيتهُم الرحمة، وحَفَّتهُم الملائكة، وذَكرهُم الله فيمن عنده).

5- قراءة القرآن الكريم رفعةً لنا نحنُ المُسلمون في الدنيا وفي الآخرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الله يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً، ويَضَعُ به آخرين).

6- يُكَرَّمُ من يقرأ القرآن، ويُشرَّف بأنَّه من أهل الله، وذلك وفقاً لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لله أهلين من النَّاسِ، فقالوا: يا رسول الله من هُم؟ قال: هم أهلُ القرآن، أهلُ الله وخاصَّتُهُ).

7- إنَّ قراءة القرآن من النِعَّمِ التي يُغبَطُ المرءُ عليها -أي يتمنَّى المرء نَيلَ ما عند الآخر من نعمةٍ دون تَمنٍّ لزوالها- فيقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ، فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ).

8- إنَّ تلاوة القرآن الكريم تُعَمِّر القلب بالإيمان، وتُنَجِّيه من هُموم القلب وخرابها، وذلك في حديث نبينا محمد -صلَّى الله عليه وسلم- حيث قال: (إنَّ الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخَرِبِ).

هذه بعضٌ من فضائل قراءة القرآن الكريم في الأيام العادية، فما أعظم هذه العبادة في رمضان، شهر الصيام والقرآن، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّهُ قال: (إنَّ الصِّيامُ والقُرآن يشفعانِ للعبدِ يوم القيامةِ، يقولُ الصِّيامُ: أي ربِّ منعتُهُ الطعام والشَّهواتِ في النَّهارِ فشفِّعني فيهِ، ويقولُ القرآن: منعتُهُ النوم في اللَّيل فشفِّعني فيهِ؛ قال فيشفَّعان).

قال الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: {شهرُ رمضان الذي أُنزِلَ فيهِ القُرآن هُدىً للناس وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقان}. ونَزَلَ الوحي على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- في اليوم السابع عشر من رمضان في غار حراء، حيثُ نزل جبريل -عليه السلام- على نبينا محمد -صلَّى الله عليه وسلم- وقال له: (اقرأ، قال: ما أنا بقارئ؛ قال: فأخذني فغطني حتَّى بلغ مني الجُهد، ثمَّ أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ؛ قال: فأخذني فغطني الثانية حتَّى بلغ مني الجُهد، ثمَّ أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ؛ فأخذني فغطني الثالثة، ثمَّ أرسلني فقال: {اقرأ باسم رَبِّك الَّذي خَلق خَلق الإنسان من عَلق اقرأ ورَبُّكَ الأكرم})، وكانت هذه أول آيةٍ من القرآن الكريم نزلت على سيدنا محمد -صلَّى الله عليه وسلم-.

قال ابن عباس: “أُنزِل القُرآن جُملةً واحدةً إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثمَّ أُنزِل بعد ذلك في عشرين سنة”، قال الله سُبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}. وعن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرها أنَّ جبريل عليه السلام كان يُعارضه القرآن كلَّ عامٍ مرَّة، وأنَّه عارضَهُ عامَ وفاته مرَّتين. والعرضه هي تدارس القرآن.

ما هي آداب قراءة القرآن؟

1. الطهارة:

وهي طهارة الثوب والبدن والمكان، حيثُ يجب على من يريد أن يقرأ كتاب الله أن يكون نظيفاً طاهراً، وفي مكانٍ طاهرٍ لا يُدَنِّسه أيُّ نَجس.

2. استقبال القبلة:

من الأمور المُحبَّبة عند قراءة القرآن هو استقبال القبلة، والجلوس بخشوعٍ ووقار؛ كما يجوز أن يقرأ المُسلم القرآن في كافة أوضاعه في قيامه وقعوده واضجاعه، فقد قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

3. نظافة الفم:

عند قراءة القرآن الكريم من المُحبَّب ألَّا تكون رائحة الفم كريهة، يقول قُتادة: (ما أكلت الثوم منذ قرأت القرآن)، وذلك تعظيماً للقرآن وتكريماً له. فمن المُمكن لنا أن نُنَظِّف فمنا بالسواك، أو بالمَضمضة، قبل البدء بقراءة القرآن.

4. الاستعاذة من الشيطان الرجيم والبسملة بعدها:

أي التعوُّذ من الشيطان وقول “بسم الله الرحمن الرحيم” قبل البدء بقراءة القرآن مُباشرةً، قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

5. تَجنّب قطع قراءة القرآن:

عند قراءة القرآن من غير المُحبَّب أن تقطع القراءة لغير الضرورة، وتَجنَّب ما يُخِلُّ بحضور القلب في أثناء التلاوة مثل: الضحك، أو العبث باليد، أو الانشغال بما يُشتِّت الذهن.

6. التوقُّف عن قراءة القرآن في أثناء التثاؤب:

التثاؤب من الشيطان، لذا يجب التوقُّف عن قراءة القرآن الكريم في أثنائه، وذلك إجلالاً لكلام الله عزَّ وجل.

7. ترتيل القرآن:

يجب على قارئ القرآن الكريم أن يُطبِّق أحكام التجويد، ويرتِّل القرآن في أثناء تلاوته، وذلك امتثالاً لكلام الله سُبحانه وتعالى: {ورتِّل القُرآن تَرتيلاً}.

8. يجب استِحضار القلب في أثناء قراءة القُرآن:

قال الله سُبحانه وتعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. [سورة ق، الآية رقم: 37].

9. البُكاء في أثناء تلاوة القرآن الكريم:

حيثُ أنَّ البُكاء من الأمور المُستحبَّة في التلاوة، يقول الإمام الغزالي: (البُكاء مُستحبٌ مع القراءة، والطريق في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمَّل ما في القرآن من الوعيد والتهديد، والمواثيق والعهود، ثمَّ يتأمَّل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزنٌ وبُكاءٌ كما يحضر الخواص، فليبكِ على فقد ذلك منه، فإنَّهُ من أعظم المَصائب).

10. التَدبُّر في آيات القرآن الكريم:

إنَّ فَهم معاني كلمات الله تعالى في كتابه الكريم، والتدبُّر والتفكير في أثناء تلاوة القُرآن من الأمور الهامَّة جداً، حيثُ يجب علينا أن نفهم الأوامر والرسائل الإلهية من الله سُبحانه وتعالى. قال الله سُبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

ما هي أفضل الأوقات لقراءة القرآن؟

هناك ثلاثة أوقاتٍ من أفضل الأوقات لتلاوة القرآن الكريم، وهي:

1. بعد صلاة الصبح:

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله ﷺ قال: (لَوْ يعْلمُ النَّاسُ مَا في النِّداءِ والصَّفِّ الأَولِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يسْتَهِموا علَيهِ لاسْتهموا علَيْهِ، ولوْ يعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير لاسْتبَقوا إَليْهِ، ولَوْ يعْلَمُون مَا فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتوهمُا ولَوْ حبوًا).

2. الثُلث الأخير من الليل:

عن أبي سعيدٍ وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله يُمهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلثُ اللَّيلِ الأوَّل نَزَلَ إلى السماء الدُّنيا فيقولُ: هل من مُستغفرٍ؟ هل من تائبٍ؟ هل من سائلٍ؟ هل من داعٍ؟ حتَّى ينفجر الفجر؟).

3. وقت الفجر:

وقت الفجر هو الوقت الذي تتنزَّل فيه الرحمات. يقول الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.

أسهل 5 طرق لختم القرآن:

هناك العديد من الطرق لختم القرآن الكريم:

1. لمن أراد أن يختم القرآن مرةً واحدةً فقط في شهر رمضان المبارك:

إنَّ عدد صفحات القرآن الكريم هي 600 صفحة، فإذا قرأنا أربع صفحات بعد كلِّ صلاةٍ مفروضة، يُصبِح عدد الصفحات المقروءة في كلِّ يومٍ 20 صفحة، أي جزءاً كاملاً؛ وفي نهاية رمضان نكون قد ختمنا القرآن مرةً واحدةً فقط.

2. لمن أراد أن يختم القرآن مرَّتين في شهر رمضان المبارك:

من يُريد أن يختُم القرآن مرَّتين في هذا الشهر المبارك، عليه أن يقرأ جزأين في اليوم، ويحدث ذلك بمُضاعفة عدد الصفحات المقروءة من أربع صفحات إلى ثماني صفحاتٍ بعد كلِّ صلاةٍ مفروضة، أو ما بين الأذان والإقامة.

3. لمن أراد أن يختم القرآن ثلاث مرَّاتٍ في شهر رمضان المبارك:

من المُمكن أن نختم القرآن ثلاث مرَّاتٍ في رمضان، وذلك بأن نختم كلَّ عشرة أيامٍ ختمةً واحدة، ويتحَّقق ذلك بقراءة ثلاثة أجزاء يومياً. فمن المُمكن أن نُخصِّص ساعةً ونصف لهذه الأجزاء الثلاثة في اليوم، ونوزِّعها بحسب الأوقات التي نُريد، فمن المُمكن أن نوزِّعها في أفضل الأوقات لقراءة القرآن مثلاً التي تمّ ذكرها سابقاً في هذه المقالة.

4. لمن أراد أن يختم القرآن أربع مرَّاتٍ في شهر رمضان المبارك:

نستطيع أن نختُم القرآن مرةً كلَّ أسبوع، وفي هذا اقتداءٌ بالسلف الصالح، حيثُ يُقسم القرآن إلى سبعة أجزاء، نقرأ في اليوم الأول السور الثلاث الأولى من القرآن الكريم، وفي اليوم الثاني نقرأ السور الخمس التي تليها، وفي اليوم الثالث نقرأ السور السبع التالية، وفي اليوم الرابع نقرأ السور التسع بعدها، وفي اليوم الخامس نقرأ السور الإحدى عشر، وفي اليوم السادس نقرأ السور الثلاث عشر التالية، وفي اليوم السابع والأخير نقرأ من سورة ق إلى آخر سورةٍ في القرآن الكريم وهي سورة الناس.

5. لمن أراد أن يختم القرآن عشر مرَّاتٍ في شهر رمضان المبارك:

لمن أراد من المُسلمين أن يختم القرآن عشر مرَّاتٍ في رمضان، فيجب عليه أن يُنهِي الختمة كلَّ ثلاث أيام، أي يجب أن يقرأ 10 أجزاءٍ في اليوم، بإمكانه أن يوزِّعها كالتالي، من المُمكن أن يقرأ جزأين بعد كلِّ صلاةٍ مفروضة، أو أن يقرأ ثلاثة أجزاءٍ بعد صلاة الفجر، وجزأين بعد صلاة الظهر، وثلاثةً بعد صلاة العصر، وجزءاً بعد صلاة المغرب، والجزء الأخير بعد صلاة العشاء.

وختاماً: وبعد ختمنا لقراءة القرآن الكريم من المُمكن أن ندعو بأيِّ دعاءٍ نريده، فثَبُتَ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يجمع أهل بيته بعد ختم القرآن ويدعو.

دعاء ختم القرآن الكريم:

اللَّهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماماً، ونوراً، وهدىً، ورحمةً؛ اللَّهم ذكِّرني منه ما نسيت، وعلِّمني منه ما جهلت، وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لي حجةً يارب العالمين؛ اللَّهم أصلِح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلِح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلِح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلِّ خير، واجعل الموت راحةً لي من كلِّ شر؛ اللَّهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه؛ اللَّهم إنِّي أسألك عيشةً هنية، وميتةً سوية، ومردَّاً غير مُخزٍ ولا فاضح؛ اللَّهم إنِّي أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العلم، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبِّتني، وثقِّل موازيني، وحقِّق إيماني، وارفعي درجتي، وتقبَّل صلاتي، واغفر خطيئاتي، وأسألك العُلا من الجنة؛ اللَّهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كلِّ إثم، والغنيمة من كلِّ بِر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار؛ اللَّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلِّها، وأَجِرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة؛ اللَّهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تُبلِغُنا به جنَّتك، ومن اليقين ما تُهوِّنُ به علينا مصائب الدنيا، ومتِّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوَّتنا ما حيينا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مَبلَغَ عِلمنا، ولا تُسلِّط علينا من لا يرحمنا؛ اللَّهم لا تدع لنا ذنباً إلَّا غفرته، ولا همَّاً إلَّا فرجته، ولا دَيناً إلَّا قضيته، ولا حاجةً من حوائج الدُنيا والآخرة إلَّا قضيتها يا أرحم الراحمين، ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار؛ وصلِّ اللَّهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 المصادر: 1 ، 2 ، 3

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!