غزة (الاراضي الفلسطينية) -أطلق فلسطينيون عددا من الصواريخ اتجاه المناطق الإسرائيلية فجر أمس، ردا على سلسلة غارات جديدة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقت تسعى فيه وساطة مصرية لوقف التصعيد الجديد بين الطرفين.
وذكر شهود عيان ان ناشطين أطلقوا فجر أمس ثلاثة صواريخ اتجاه البلدات الإسرائيلية.
وجاءت هذه الهجمات التي لم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عنها، بعد نحو ساعة على غارات عديدة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفا موقعا لحركة حماس في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع.
وليل أول من أمس شن الاحتلال عدة غارات على موقع لحماس في خان يونس في جنوب القطاع، ردا على إطلاق صواريخ من غزة مساء ذات اليوم.
وأوضحت مصادر أمنية ان أضراراً مادية طفيفة لحقت بعدد من المنازل في خان يونس، جراء قصف الاحتلال، إلا أنه لم تسجل إصابات.
وقال الناطق بإسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان إنه “على الاحتلال الإسرائيلي باستمراره في العدوان على غزة واحكام حصارها، أن يتحمل النتائج ويدفع الثمن”.
وحذر من أن الحركة “لن تتردد في خوض المعركة مع الاحتلال حال استمر التصعيد والقصف والحصار”، مؤكدا أن “رد المقاومة والرد المباشر على تصعيد الاحتلال يمثل تأكيدا على أنها الدرع الحامي لهذا الشعب”.
وقال مسؤولون أمنيون في غزة إن قصف الاحتلال طال مركز مراقبة لحماس قرب مخيمي المغازي والبريج للاجئين الفلسطينيين، ومدينة خان يونس بدون أن يسبب إصابات.
ومنذ السادس من آب (أغسطس) الحالي، يشن الاحتلال بشكل شبه يومي قصفا جويا أو مدفعيا على القطاع ردا على إطلاق ناشطين بالونات حارقة، وفي أحيان نادرة صواريخ، على جنوب دولة الاحتلال.
وتقوم مصر بوساطات في السنوات الأخيرة لتهدئة الوضع في غزة لمنع اندلاع حرب رابعة منذ 2008.
وفرضت إسرائيل سلسلة من العقوبات على قطاع غزة ردا على إطلاق البالونات الحارقة باتجاهها، تمثلت بإغلاق معبر كرم أبو سالم – باستثناء الحالات الإنسانية – وإغلاق البحر أمام الصيادين وقطع إمدادات الوقود.
وأعلنت محطة توليد الكهرباء في القطاع الثلاثاء الماضي توقفها بسبب نفاد الوقود.
ذكر مصدر قريب من حماس أن الفصائل الفلسطينية في القطاع أبلغت الوساطة المصرية بمجموعة من المطالب من بينها “إلزام الاحتلال تنفيذ بنود تفاهمات التهدئة”.
وعدد من هذه المطالب “تشغيل خط 161 لتغذية القطاع بالكهرباء، وتوسيع المنطقة الصناعية شرق غزة، وزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل لعشرة آلاف بدلا من خمسة”.
كذلك، طالبت الفصائل إسرائيل بـ”زيادة المنحة القطرية لتصبح 40 مليون دولار، وتوسيع منطقة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً وتمديد خط غاز طبيعي إلى محطة الطاقة في القطاع”.
ونصت التهدئة على تقديم مساعدة شهرية من قطر بقيمة ثلاثين مليون دولار حتى نهاية الشهر المقبل. لكن المصدر القريب من حماس قال إن الجهة الخليجية الداعمة لغزة “وافقت على زيادة الدعم المالي بمقدار عشرة ملايين دولار شهريا” وتمديد إطارها الزمني.
وبحسب المصدر، أبلغت حكومة الاحتلال الوفد أنها “لن تقدّم تسهيلات تحت النار”.
ويعتبر التصعيد بين إسرائيل وحماس خرقا جديدا لتفاهمات التهدئة التي توصلتا إليها العام الماضي برعاية مصر والأمم المتحدة وقطر.
ويعاني أكثر من 50 % من سكان قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليوني فلسطيني من الفقر، بحسب البنك الدولي.
وأسفر التصعيد بين الجانبين والمستمر منذ نحو أسبوعين عن سقوط بضعة جرحى، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
إلى ذلك أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أمس خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، التي خرجت هذا الأسبوع، احياء للذكرى الـ51 لإحراق المسجد الاقصى.
وذكر منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي لـ”وفا”، بأنه وعقب انطلاق المسيرة، هاجمت قوات الاحتلال المتظاهرين، بقنابل الصوت والأعيرة المعدنية، ما أدى لإصابة الشابين.
وأضاف أن المسيرة انطلقت بمشاركة المئات من أبناء البلدة، الذين أكدوا استمرارهم بالمقاومة الشعبية، حتى تحقيق أهداف شعبنا، وعلى رأسها الحرية والاستقلال.
كما قمعت قوات الاحتلال أمس فعالية ضد الاستيطان في مسافر يطا جنوب محافظة الخليل جنوبي الضفة المحتلة، ومنعتهم من إقامة الصلاة فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء.
وأفاد منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور، بأن هذه الفعالية تأتي رفضًا لسياسة الاستيطان، وضم الأراضي لصالح توسيع المستوطنات، والتصدي لمخطط حكومة الاحتلال التي أقرت الاستيلاء على 3600 دونم في منطقة “الثعلة”، التي تقام على أراضيها مستوطنتا “كرمئيل” و”ماعون” شرق يطا.
وقال إن مستوطنًا اعتدى على المواطنين وأصحاب الأراضي، وهددهم بإطلاق النار، ومنعهم من الاقتراب من “كرفان” و “بركس” أقامهما على أرضي المواطنين.
كما اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين والصحفيين الموجودين في المكان لتغطية الفعالية التي دعت لها فصائل العمل الوطني، ومنعتهم من إقامة صلاة الجمعة فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء والتي تعود ملكيتها لعائلات فلسطينية.
ورفع المشاركون في الوقفة، شعارات تطالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية.
وأدى مقدسيون، صلاة جمعة أمس، في خيمة اعتصام ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، رفضا لسياسة هدم المنازل المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وعقب الصلاة التي شارك بها العشرات، انتشرت شرطة الاحتلال قرب خيمة الاعتصام، كما رفع المشاركون اللافتات المنددة بما يجري بحق أهالي البلدة والقدس من عمليات هدم باتت تطال عددا كبيرا من منشآت ومنازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين بالقدس، مطالبين بإيصال رسالتهم للتوقف الفوري والعاجل عن سياسة الهدم والتهجير.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد تنفيذ سياسة هدم المنازل بالقدس المحتلة لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية بصمت، والتخلص من الوجود الفلسطيني بالقدس.
وضمن هذا السياق أصدرت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الحالي نحو 650 أمر هدم إداري وقضائي لمنازل ومنشآت المقدسيين، منها ما هو محدد المدة للهدم وآخر غير محدد.
وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمعه مسيرة قرية نعلين الأسبوعية غرب مدينة رام الله.
وأدى المشاركون في المسيرة التي خرجت إحياء لذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، صلاة جمعة أمس في الحقل جنوب القرية، ثم توجهوا ناحية بوابة جدار الضم والتوسع المقام على أراضيها، حيث قمعهم جنود الاحتلال بقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاههم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وحمل المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، ورفعوا الشعارات المنددة بجريمة إحراق “الأقصى”، وجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
كما قمعت قوات الاحتلال أمس مسيرة قرية حارس السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، في محافظة سلفيت، ومنعت المواطنين من الوصول لأراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها من أجل إقامة صلاة الجمعة فوقها.
ونصب جنود الاحتلال حواجز عسكرية وشددوا من إجراءاتهم على مدخل القرية ومحيطها، ومنعوا المشاركين من الخروج منها، حيث أقيمت صلاة الجمعة على مدخل القرية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
وأكد امين سر حركة فتح اقليم سلفيت عبدالستار عواد، ان الفعالية المناهضة للاستيطان في بلدتي حارس وبديا ستستمر، وأن فتح قادرة على افشال مخططات الاحتلال عبر فعاليات متواصلة في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها لصالح خطط الضم الاسرائيلية، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للجم سياسات الاحتلال العدوانية تجاه شعبنا، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
واقتحمت قوات الاحتلال أمس مستشفى المقاصد بمدينة القدس المحتلة، بعد مداهمته، وألقت قنابل الغاز المسيلة للدموع داخل عدد من أقسامه، وأعاث الجنود خرابا في معدات وممتلكات المستشفى، كما اعتدوا على العاملين والمتواجدين.
واقتحم مستوطنون وتحت حراسة قوات الاحتلال، صباح أمس قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، وذكر الناشط الشبابي في القرية إبراهيم عوض الله بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت القرية وتمركزت بمنطقتي جبل رويسات وعين الهدفة، وقامت بجولة فيهما، مشيرا إلى أن المنطقتين مهددتان بالمصادرة، علما أنه قبل خمس سنوات أعلنت قوات الاحتلال عن قرار “استملاك عسكري” لمنطقة عين الهدفة.
يذكر أن قرية الولجة تتعرض الى هجمة استيطانية منذ سنوات تمثل بهدم عشرات المنازل وإخطار أخرى بالهدم ووقف البناء وتجريف أراضي وأسوار استناديه، لأطماع استيطانية.
وفي قرية حاريص جنوب غرب نابلس تصادم مشاركون فلسطينيون خلال وقفه منددة بمخطط الضم مع جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين إعتقلوا أحد شبان القرية.
وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس بإزالة سارية علم فلسطين في بلدة سبسطية شمال نابلس.
وقال رئيس البلدية محمد عازم إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وأخطرت بإزالة سارية العلم الموجودة في ساحة البيدر ويصل طولها نحو 16 مترا.
وأشار إلى أن الاحتلال يصعد من انتهاكاته بحق أهالي، البلدة ويهدد دائما بتجريف وتخريب مشروع البيدر السياحي الذي تم انجازه تحت رعاية “اليونسكو”.-(وكالات)