غزة- “القدس العربي”:

ارتفع عدد المصابين بفيروس “كورونا” في المناطق الفلسطينية إلى أكثر من 300 مصاب، بعد تسجيل 12 إصابة جديدة، فيما أعلنت وزيرة الصحة عن تعافي عدد من الحالات المصابة، وخروجهم من أماكن العلاج، كما أعيد إغلاق معبر رفح البري في قطاع غزة، الذي فتح استثنائيا لمدة أربعة أيام متتالية، من أجل عودة مئات العالقين في مصر، حيث وضعوا جميعا في أماكن “الحجر الإلزامي”.

** ارتفاع الإصابات بين العمال

وأعلنت وزيرة الصحة مي كيلة، عن تسجيل 12 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في الضفة الغربية، حتى ظهر الجمعة، ليرتفع إجمالي عدد المصابين في فلسطين إلى 307، إضافة إلى 95 مصابا في القدس المحتلة، وقالت إن ستة إصابات وقعت في صفوف المخالطين، من بينهم طفلة بعمر عامين، وشقيقها بعمر 12 عاما من قرية بيت لقيا غربي رام الله، انتقلت لهما العدوى عن طريق والدهما المصاب، وهو عامل، إضافة لستة عمال من قرى قطنّة وكفر عقب بالقدس، ويطا في الخليل، وكفر راعي في جنين، وخربثا المصباح في رام الله، والعبيدية في بيت لحم.

وأعلنت الوزيرة الفلسطينية عن تعافي ثمانية مرضى من الفيروس في مستشفى هوغو تشافيز، ومركز العزل بفندق الكرمل، مؤكدة أن الحالة الصحية لجميع المصابين المتواجدين في مراكز العزل والعلاج مستقرة ولا يوجد أي مريض منهم في العناية المكثفة.

وبينت أن عدد الإصابات في صفوف العمال ومخالطيهم كان الأكبر، حيث بلغ 230 حالة، أي ما نسبته 75% من الحالات الموجودة في فلسطين، فيما بلغ المجمل العام للفحوصات الخاصة بـ”كورونا” في فلسطين 21162 فحصا، وبلغت نسبة المصابين حسب الجنس 67% ذكور، و33% إناث.

وبخصوص المتواجدين في الحجر المنزلي الصحي تحت إشراف الوزارة، قال كيلة إن عددهم 17303 مواطنين، ويتم تتبعهم من خلال تطبيق على الهاتف، وقالت إن هذا الأمر يسهل عمل الأجهزة الأمنية أيضا، حيث تم العمل على التطبيق بالتعاون ما بين الوزارة والأجهزة الأمنية، موضحة أن الوزارة قامت بافتتاح مختبرين جديدين لإجراء الفحص الخاص بالفيروس.

وكان وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، قال خلال المؤتمر الصحافي حول تطورات الفيروس، إنه منذ إعلان حالة الطوارئ وفي اليوم الثاني عملت الوزارة كخلية أزمة، ووضعت كافة الإمكانيات لديها ولدى الهيئات المحلية لمواجهة الوضع الطارئ ولتنفيذ كل الإجراءات للجان الطوارئ المركزية في المحافظات.

** القدس والاحتلال

أما وزير شؤون القدس فادي الهدمي، فقد قال إن القدس تشهد انتهاكات فاضحة بحق أهلها في زمن “كورونا”، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل كجزء من المنظومة الرسمية الفلسطينية، وبتناغم وانسجام مع المستوى المؤسساتي والشعبي في القدس، لافتا إلى أن المدينة المحتلة تشهد أزمة مزدوجة من الاحتلال والوباء ما يعقد مهمتنا، وقال “إن مهمتنا تتركز على محاصرة الفيروس ومنعه من الانتشار”، وأكد تكامل الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة هذا الفيروس كتفا بكتف.

وفي سياق قريب، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن طواقمها تتابع أوضاع الجالية في الخارج في ظل تفشي الفيروس في دول العالم، لافتا إلى أن 803 من أفراد الجالية أصيبوا بالفيروس، في حين سجلت 39 حالة وفاة وتعافي 141 حالة.

وكان رئيس الوزراء محمد اشتية، أكد خلال ترؤسه اجتماعا للمحافظين، بحضور الفريق الحاج اسماعيل جبر، لتقييم الأداء في المحافظات ومراجعة بعض الإجراءات، خلال حالة الطوارئ لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، أن الحكومة لا تريد للجائحة أن تكون غطاء للعبث بالأمن المجتمعي، حيث استعرض كل محافظ الوضع في محافظته، والتحديات التي تواجهه، وكيفية التعامل معها، لا سيما فيما يخص حركة العمّال. كما ناقش الاجتماع الارتدادات الاجتماعية والاقتصادية والامنية المتوقعة من أزمة “كورونا”، وكيفية مواجهتها.

كما جرى مناقشة الوضع الصحي والأمني في القدس، والمساعي التي تبذلها الأجهزة الأمنية ووزارة الصحة لتوفير الخدمات الصحية لأهل المدينة التي يهملها الاحتلال، وقال: “البعض يضغط باتجاه إعادة الحياة الاقتصادية لوضعها الطبيعي، لكن أولويتنا حماية أرواح الناس مع استمرار خطر تفشي الوباء، لذا تستمر الإجراءات كما هي؛ لأننا نريد علاقة متوازنة بين الصحة والاقتصاد”، لافتا إلى أن المحافظين هم من يمنحون تراخيص العمل لبعض المحال ومصانع الأغذية والأدوية وفق الشروط التي تم الإعلان عنها سابقا بتزكية وزارة الاقتصاد، كما أكد ضرورة أن يكون جميع المتطوعين تحت إمرة الأمن.

كما أطلع اشتية، ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”، على جهود الحكومة المبذولة لمواجهة فيروس “كورونا”، ومعيقات الاحتلال والتحريض المستمر من قبله ضد هذه الجهود، وأكد رئيس الوزراء، أن حالة الطوارئ متعلقة بالوضع الاستثنائي التي تشهده فلسطين، كباقي الدول وهو انتشار الفيروس، مؤكدا على الاستمرار بالموقف الثابت للحكومة بالدفاع عن حقوق الإنسان، وصون الحريات وضمان عدم التعدي عليها.

** إجراءات جديدة

وفي إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، أعلن محافظ بيت لحم كامل حميد، عن فرض إجراءات أمنية إضافية مشددة على المحافظة، بعد ظهور إصابات جديدة في بلدات بيت ساحور والعبيدية ومخيم الدهيشة، وقال إنه تم اغلاق المناطق التي ظهرت فيها الإصابات، وإن هناك مساعي لوضع خطط لطرق بديلة بالتعاون والتنسيق مع لجان الطوارئ الموجودة والقيادة الأمنية والعسكرية ولجنة الطوارئ الطبية العليا.

وأكد أن الإجراءات الاحترازية ستبقى على حالها، من حيث الاغلاقات المتعلقة بالكنائس والمساجد والمرافق الأخرى، وقال: “لم نلجأ الى فرض منع التجول بمفهومه المؤلم، بل اعتمدنا أسلوبا ناجحا في السيطرة على الحركة وضبطها، وكان لها نتائج إيجابية، وسنستمر على هذا النحو حتى تنتهي هذه الأزمة بسلام”.

وكانت لجان الطوارئ أغلقت بلدة العبيدية شرقي بيت لحم بشكل كامل، بعد تسجيل إصابة بفيروس “كورونا” المستجد في البلدة، وقال رئيس بلدية العبيدية ناجي ردايده، إن الإغلاق جاء للحد من تفشي الوباء وسلامة المواطنين، خاصة في محيط المنطقة التي ظهرت بها حالة الإصابة، كذلك مداخل البلدة الرئيسة، والمحلات التجارية التي كان يسمح لها بمزاولة العمل، لافتا إلى أنه فور الإعلان عن الإصابة تم تعقيم عدد من الاحياء والشوارع.

وفي سياق قريب، أغلقت الشرطة 25 محلا تجاريا، وضبطت مركبتين، لعدم التزامهم بحالة الطوارئ، وأفادت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة بأن دوريات من شرطة المحافظة نظمت جولات تفقدية في المدينة وريف المحافظة، وتخلل ذلك إغلاق (25) محلا تجاريا، وضبطت مركبتين لعدم التزامهم بحالة الطوارئ.

كذلك ضبطت طواقم الضابطة الجمركية ومديرية الاقتصاد الوطني، خمسة أطنان من المواد الاستهلاكية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي في أحد المحال التجارية في قرية سلواد شرق رام الله، حيث جرى إغلاق المحل، وإحالة القضية الى محكمة الجرائم الاقتصادية، لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة أصولاً.

وأدانت محكمة صلح يطا المتهم (م،ع) بعد قيامه بتهريب العمال من وإلى أراضي الـ48، بما يخالف القرارات والتعليمات والتدابير والاجراءات المتخذة من جهات الاختصاص لتحقيق غايات اعلان حالة الطوارئ، وحكمت عليه بالحبس مدة ثلاثة شهور وغرامة مالية 1000 دينار أردني.

** إغلاق معبر رفح

وفي غزة، أُعيد فجر الجمعة إغلاق معبر رفح بعد أربعة أيام من فتحه استثنائياً لدخول المواطنين العالقين في مصر، وقالت هيئة المعابر إن 446 مواطناً عالقاً دخلوا غزة الخميس، ليبلغ إجمالي المواطنين العائدين منذ الاثنين 1632 مواطناً، حيث دخل هؤلاء وفق إجراءات وقائية مشددة، حيث نقلوا من المعبر إلى أماكن الحجر الصحي الإلزامي.

وقد استعرض مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة، آخر التحديثات حول خطة الوقاية من فيروس “كورونا”، وخلال المؤتمر جرى الإعلان خلاله أن وزارة التنمية الاجتماعية وفرت مستلزمات 1000 وحدة حجر صحي في شمال وجنوب قطاع غزة بالإضافة لإعادة تأهيل مراكز الحجر الصحي والتي استخدمت سابقا بعد انتهاء فترة استضافة الفوج الأول.

وأكد المسؤولون وهم رئيس المكتب الإعلامي الحكومي والناطقان باسم وزارتي الصحة والداخلية، أنه جرى إلزام الموظفين مقدمي الخدمة المباشرة بارتداء الكمامة، وأنه سيتم التشديد على متابعته والالتزام به، إضافة إلى متابعة الوزارات التزام القطاعين الأهلي والخاص بتعليمات ارتداء الكمامة للمراجعين والموظفين والأخذ بالإجراءات الوقائية.

وأكد الناطق باسم الصحة، أنه لم تسجل إصابات جديدة في القطاع بالفيروس، وقال إن الحالات الأربعة الموجودة في مشفى العزل بحالة مطمئنة والحالات التسعة المتعافية تواصل تلقي الرعاية لإتمام فترة الحجر، لافتا إلى أنه جرى إتمام فحص 79 فحصا مخبريا وكلها سلبية، وأكد أن اجراءات الحكومة من أجل تحصين المجتمع تبقى رهينة لوعي المواطن من خلال اتباع التعليمات والارشادات التي تطلقها وزارة الصحة.

من جهته أكد الناطق باسم وزارة الداخلية، أن أجهزة الوزارة تواصل تأمين كافة مراكز الحجر الصحي في غزة، مؤكدا أن كل المراكز هي مناطق مغلقة وتخضع لإجراءات مشددة.

وأكد المسؤولون في المؤتمر، أن وزارة الاقتصاد الوطني نفذت 201 جولة ميدانية تفتيشية حررت خلالها 27 محضر ضبط و29 محضر إتلاف، لتجار خالفوا تعليمات البيع، كما جرى التأكيد عن انتهاء وزارة العمل صرف الدفعة الأولى من مساعدات المتضررين من الفئات العمالية عبر فروع البريد بواقع 3000 مستفيد.