فن الخطابة الناجح

كثيراً ما نحضر خطباً سواءً في أماكن العبادة أو في مختلف مناحي الحياة في المدرسة أو الجامعة، في مؤسستك التي تعمل بها. هناك أشخاص ممن تنجذب لكلامه ولا تشيح بنظرك عنه، تحاول أن تلتقط كل كلمة يقولها ذاك المتحدث البارع، هل استمعت يوماً لمارتن لوثر كينغ الزعيم الأمريكي الشهير؟ هل استطعت أن تترك خطابه وتذهب لتحضير كأسٍ من الشاي أو القهوة؟

Share your love

أعتقد في غالب الأمر أنّ إجابتك لا، لم تستطع أن تترك هذا الرجل دون أن تستمع إلى مايقوله. ماهذا السر في الأسلوب الذي يتمتع به هذا الخطيب أو غيره من الخطباء المؤثرين؟

ما هو أسلوب الكلام والتواصل الذي يعتمدون عليه في إيصال ما يريدون؟ يطلق على هذا النوع من التواصل اسم فن الخطابة، وقد تعددت تعريفات ووصف هذا الفن والأسلوب من الكلام.

تعريف الخطابة:

الخطابة هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكِّن الخطيب من التأثير على نفس المخاطب، وقد عرفها أرسطو بأنّها (قوة تتكلف الإقناع الممكن) وقال ابن رشد الخطابة هي: (قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة)، وقد عرفت أيضاً بأنّها (فن مشافهة الحضور للتأثير عليهم واستمالتهم).

كيف اكتسب هذا المتحدث هذه المهارة الرائعة؟

الأمر ليس عبثياً أو عشوائياً، على الرغم من أن الموهبة والعطاء الإلهي لهما دور كبير في ذلك، إلاَّ أن َّ التدريب واستخدام قواعد الخطابة العلمية لها دور كبير في امتلاك هذه المهارة في الخطابة، وقد اختصر العرب قديماً هذا المعنى العلمي للخطابة بقولٍ رائع وهو (أنَّ الخطابة أن  تقول فلا تبطئ، وأن تصيب فلا تخطئ)

ماهي القواعد العلمية المستخدمة لكي تكون الخطبة فعًّالة ومؤثِّرة؟

يجب أن تعلم أنك تتواصل مع الجمهور مباشرة أي تواصلك عبارة عن تواصلٍ جسديٍّ كلامي، وعليه من الضروري مراعاة النقاط التالية:

  • لايملك الجمهور فرصة كبيرة لالتقاط الملاحظات جميعها، لذلك فليكن خطابك سهل الفهم بسيط المعاني.
  • لا تلتفت بنظرك إلى جهة أخرى أثناء التحدث مع الأشخاص، بل عليك بالنظر إلى أعينهم بشكل مباشر وهو ما يعزِّز من ثقتك بنفسك ويزيد من احترام الشخص المقابل لك.
  • احرص على عدم استخدام الكلمات المعقدة.
  • الابتعاد عن استخدام الكلمات الجارحة وتلك الكلمات ذات الطابع السلبي.
  • التحكم بنبرة صوتك وطريقة مخاطبتك لهم أثناء ذلك، ومن الضروري تغيير نبرة الصوت، فالبقاء على وتيرة واحدة يقود الجمهور المتلقي إلى الملل.
  • الخطب الفعاَّلة المؤثِّرة تتكون من نقاط رئيسة معينة لا تتجاوز الأربع محاور وإن ازداد عددها ستشتت أفكارجمهورك المتابع وبالتالي ضياع وقتك ووقتهم.
  • رتب النقاط والمحاور الرئيسية في نماذج وأنماط تستسيغها أنت وتسهل عليك تناولها، ومع كل محور ضع أسبابه ومشكلاته وطرق حله.
  • دعم النقاط الرئيسة في خطابك عن طريق مادة مثيرة للاهتمام مقارنات، تناقضات، نسب مئوية وإحصائيات.

إنّ تطبيق هذه القواعد تجعل من خطابك فعَّالأً مؤثِّراً وسوف يجذبك جمهورك إلى الاستماع إليك بشغفٍ واستمتاع. قف أمام المرآة وتدرب على الإلقاء وحاول تطبيق هذه القواعد وسترى نتائج ذلك سريعاً.

لكن سؤال هام جداً أطرحه عليك في الختام، هل فقد فن الخطابة رونقه وتأثيره؟

بالرغم من تطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوّع أشكالها في العصر الحديث لم تفقد الخطابة رونقها بل ازدادت أهميةً لقدرة وسائل الاتصال الجديدة من أجهزة التلفاز والمذياع المرتبطة بالأقمار الصناعية من تعميم الخطاب على عدد هائل من سكان المعمورة، والخطابة اليوم خصوصاً الخطابة السياسية والدينية تُعد من أكثر أنواع الخطابة تأثيراً في الجماهير.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!