إن سألنا أي أب أو أي أم ماذا يمثل لكم أطفالكم سيكون الرد: “إنهم يمثلوا كل حياتنا وحبهم ووجودهم يملاء علينا المنزل”، وردود أخرى متوقعة، لكن الغريب سيكون في طريقة تعامل هؤلاء الأباء والأمهات مع أطفالهم فلو خرجوا ونظروا لطريقة تعاملهم مع الأطفال من بعيد في كل موقف سيجدوا أنهم يعاملوهم كالعبيد.
لا أريكم إلا ما أرى:
هذا كان كلام فرعون للناس، لا يقبل بأي مناقشة أو رفض لرأيه بل يريد فرض نفوذه على كل من هم أقل منه فلو نظرنا لحال الأباء والأمهات هذه الأيام سنجد إن البعض يتعامل من هذا المنطلق: “لا أريكم إلا ما أرى وليس لديكم أي فرصة للنقاش أو الرفض”، فرأي الوالدين فرمان لا يحتمل الرفض أو التغيير.
وبعد ذلك نجدهم يريدوا أطفال معتمدين على أنفسهم واثقين في شخصياتهم ومستقلين في إتخاذ القرارت وهذا عكس تماما ما سيكون عليه أطفالهم في المستقبل، فلكي يصبح الطفل واثق من نفسه ومعتمد عليها على الأهل أن يتركوا له فرصة للتعبير عن رأيه والنقاش في بعض الأمور، فبالتأكيد ليس كل كلامهم لا يقبل النقاش أو النقد فنحن في النهاية بشر والخطأ وارد لذلك ما علينا فعله هو التخلي عن طريقة فرعون في التعامل والسماح لأطفالنا ببعض النقاش والرفض أيضا في بعض المواقف.
خمس دقائق اخرى:
جلس أب في إحدى الحدائق وكانت إبنته تلعب وعندما يقول لها هيا لنعود للمنزل تقول له: “أريد ان ألعب خمس دقائق أخرى أخيره” فكان يوافق بإبتسامة رقيقة فتعجب أحد المشاهدين لهذا الموقف وسأل الأب لماذا يسمح لها بكل سهولة أن تلعب وقت إضافي فالخمس دقائق المتكررة إمتدت لتصبح ساعة فقال له إنه كان لديه إبن أخر وكان يعاملهم بشئ من القسوة ولا يسمح لهم بتكسير كلامه ولا يجرؤ أحدهم على مناقشته وذات يوم في نفس المكان طلب الإبن منه أن يتركهم يلعبوا خمس دقائق أخرى إضافية لكنه رفض بشدة وعنفه على ذلك فحزن الولد جدا وأثناء رجوعهم للمنزل صدمت الولد سيارة وتوفي فكانت هذه الحادثة درس هام جدا للأب لم يتعلمه إلا بعد فوات الأوان فخمس دقائق إضافيه لن تضر.
ونتعلم من هذا الموقف إن الحياة قصيرة والموت يأتي فجأة فلا تتركوأ انفسكم للندم بعد فوات الأوان وإجعلوا تعاملكم مع أطفالكم أكثر ليونة ومرونة.
هل يحب أطفالكم القرب منكم؟
إن تكرار الرفض وفرض السيطرة على الأطفال طوال الوقت قد يجعلهم يفضلوا الجلوس بمفردهم بعيدا عن الأهل وهذا شئ إن وصل الأطفال إليه سيكون صعب جدا على نفسيتهم وأيضا سلوكهم فلا توصلوا الأمور بينكم وبين أطفالكم لهذا الحد.
إن كان هناك أمر يمكن أن تتناقشوا فيه لا بأس أن تناقشوه، وإن كان هناك مجال لترك القرار لهم في بعض الأمور البسيطة التي تتعلق بهم أتركوهم يأخذوا القرار، لا تعاملوهم كالعبيد ثم تشتكوا من الأمراض والمشكلات النفسية بعد ذلك بل كونوا لينين معهم وتعاملوا معهم بشئ من المرونة.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “العقاب الوهمي للأطفال“، وأشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم في تربية الأبناء.