قال تعالى: (وإذ قالَ رَبُّكَ للملائِكةِ إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفَةً قالُوا أتَجعَلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحنُ نسّبِحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعلمُ ما لا تعلمُونَ) [البقرة: 30].
1ـ إثبات القول لله عز وجل، وأنه بحرف وصوت، وهذا مذهب السلف الصالح، فالله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء. ابن عثيمين
2ـ إثبات الأفعال لله، وأنه يفعل ما يريد، وهذا من كماله وتمام صفاته. ابن عثيمين
3ـ الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف وأعمالا مختلفة، وهم ذوو عقول؛ لأن الله وجه إليهم الخطاب وأجابوا. ابن عثيمين
4ـ أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا على أحد القولين في معنى (خليفة)، وهذا من حكمة الله لأن الناس لو مَن ولِد بقي، لضاقت الأرض بما رحبت، ولما استقامت الأحوال ولا حصلت الرحمة للصغار إلى غير ذلك من المصالح العظيمة. ابن عثيمين
5ـ أن استفهام الملائكة ليس للاعتراض، وإنما للاستطلاع والاستعلام. ابن عثيمين
ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض. ابن عثيمين
7ـ وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش. القرطبي
8ـ جاء تخصيص سفك الدماء بعد العموم في قوله (يفسد فيها) لبيان شدة مفسدة القتل. السعدي
9ـ قيام الملائكة بعبادة الله تعالى، وشدة تعظيمهم له لقوله (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك). ابن عثيمين
10ـ أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر لقوله (ونحن نسبح بحمدك). ابن عثيمين
11ـ أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فعليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة. السعدي
(وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ثمَّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتم صادقِينَ قالوا سُبحانكَ لا عِلمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ) [البقرة: 31ـ 32].
1ـ فضل وشرف آدم على الملائكة بما اختصه الله به من العلم عليهم. ابن كثير
2ـ فضيلة العلم، وأن الله تعالى عرّف الملائكة فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون في العبد. السعدي
3ـ بيان أن الله قد يمن على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون. ابن عثيمين
4ـ جواز امتحان الإنسان بما يدّعي أنه مجيد فيه. ابن عثيمين
5ـ جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة لقوله (أنبئوني بأسماء هؤلاء). ابن عثيمين
6ـ أن الملائكة تتكلم، واعترافهم بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله. ابن عثيمين
7ـ ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه فلا يدعي علم ما لا يعلم. ابن عثيمين
8ـ شدة تعظيم الملائكة لله، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل (سبحانك)، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم واعترفوا لله تعالى بالفضل (لا علم لنا إلا ما علمتنا). ابن عثيمين
9ـ إثبات اسمي العليم والحكيم لله عزوجل. ابن عثيمين
(قالَ يا آدمُ أنبِئْهم بأسمائِهِم فلمَّا أنبأهُم بأسمائِهِم قالَ ألم أقلْ لكم إنِّي أعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ وأعلمُ ما تُبدونَ وما كُنتُم تَكتُمونَ) [البقرة: 33].
1ـ إثبات القول والكلام لله عزوجل وأنه يتكلم بكلام مسموع مترتب بعضه سابق لبعض. ابن عثيمين
2ـ تبين للملائكة فضل آدم عليهم، وحكمة الباري في استخلاف هذا الخليفة. السعدي
3ـ اعتناء الله بشأن الملائكة، وإحسانه عليهم بتعليمهم ما جهلوا، وتنبيههم على ما لم يعلموه. السعدي
4ـ امتثال آدم وطاعته لله، فلم يتوقف بل بادر الملائكة وأنبأهم. ابن عثيمين
5ـ بيان عموم علم الله، وأنه يتعلق بالمشاهد والغائب. ابن عثيمين
6ـ أن السموات ذات عدد، والأرض جاءت مفردة والمراد بها الجنس وإلا فهي عدد. ابن عثيمين
7ـ أن الملائكة لها إرادات تُبدي وتكتم، ولها قلوب لقوله (حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم) سبأ. ابن عثيمين
8ـ أن الله عالم بما في القلوب سواء أبدي أم خفي. ابن عثيمين
(وإذْ قُلنا للملائكةِ اسْجُدُوا لآدمَ فَسجدُوا إلا إبْليسَ أبى واستَكْبرَ وكانَ من الكافِرينَ) [البقرة: 34).
1ـ فضل آدم على الملائكة وكرامته له؛ لأن الله أمر الملائكة أن يسجدوا له إكراما وإظهارا لفضله. ابن عثيمين
2ـ امتثال الملائكة لأمر الله وسرعة استجابتهم له لقوله (فسجدوا) والفاء للفورية، فعلى المسلم أن يسارع إلى طاعة ربه وتنفيذ أمره بدون تردد ولا اعتراض. عبدالكريم زيدان
3ـ أن السجود لغير الله إذا كان بأمر الله فهو عبادة. ابن عثيمين
4ـ أن إبليس والعياذ بالله جمع صفات الذم كلها الإباء عن الأمر، والاستكبار عن الحق وعلى الخلق، والكفر، وهذا ما اقتضى طرده وإبعاده عن رحمة الله، وهو من الجن وليس من الملائكة لقوله (إلا إبليس كان من الجن). ابن عثيمين
5ـ الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن، وبيان فضل آدم وأفضال الله عليه وعدواة إبليس له. السعدي
6ـ أن سبب إباء إبليس واستكباره وعصيانه لأمر الله هو حسد آدم وتكبره عليه، حيث قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ويعني بذلك علو النار على الطين وصعودها، وهذا من القياس الفاسد، وكذب في تفضيل عنصر النار على عنصر الطين والتراب، فإن عنصر الطين فيه الخشوع والسكون والرزانة والتواضع، ومنه تظهر بركات الأرض من الأشجار والنبات، ويغلب النار ويطفئها، وأما عنصر النار فهي مادة الخفة والطيش والإحراق والشر والفساد والعلو. السعدي
7ـ أن في قولنا (وانصرنا على القوم الكافرين) يدخل في ذلك الشيطان لأن الله قال عنه (وكان من الكافرين). ابن عثيمين
(وقلنا يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها رَغَداً حيث شِئتما ولا تَقْرَبا هذهِ الشجَرةَ فتكُونا من الظّالِمينَ) [البقرة: 35].
1ـ إثبات القول لله عز وجل. ابن عثيمين
2ـ منة الله على آدم وحواء حيث أسكنهما الجنة. ابن عثيمين
3ـ أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم، وبقيت في بنيه، وقد خلقت حواء من ضلعه. ابن عثيمين
4ـ أن الأمر في قوله (وكلا) للإباحة، بدليل قوله (حيث شئتما) خيّرهما أن يأكلا من أي مكان. ابن عثيمين
5ـ أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود، بل هو موجود في كل وقت، والتعميم في المكان يقتضي التعميم بالزمان، لقوله في فاكهة الجنة (وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة). ابن عثيمين
6ـ أن النهي عن الأكل من الشجرة كان للتحريم، لأنه رتب الظلم عليه. السعدي
7ـ أن الله لم يعين تلك الشجرة، لأن ليس في تعيينها فائدة لنا، ولا ينفع العلم بها، كما لا يضر الجهل بها. ابن كثير
8ـ أن الله قد يمتحن العبد فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه. ابن عثيمين
9ـ إثبات الأسباب (ولا تقربا، فتكونا). ابن عثيمين
10ـ أن معصية الله ظلم للنفس وعدوان لها. ابن عثيمين
(فأزلَهما الشّيطانُ عنها فأخرَجَهما ممَّا كانا فيهِ وقلنا اهْبِطُوا بعضُكم لبعضٍ عَدُوٌّ ولكم في الأرضِ مُستقَرٌ ومَتاعٌ إلى حينٍ) [البقرة: 36].
1ـ الحذر من وقوع الزلل الذي يمليه الشيطان. ابن عثيمين
2ـ أن الشيطان عدو للإنسان، يغر بني آدم كما غر أباهم، لذا احذر عدوك أن يغرك. ابن عثيمين
3ـ إضافة الفعل إلى المتسبب له (فأزلهما فأخرجهما مما كانا فيه). ابن عثيمين
4ـ أن الجنة في مكان عال (اهبطوا) والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل. ابن عثيمين
5ـ أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم لقوله (ولكم في الأرض مستقر)، وبناء على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض، إما في بعض المواكب أو المراكب محاولة يائسة، لأنه لابد أن يكون مستقرهم في الأرض. ابن عثيمين
6ـ ظهور عورة آدم وحواء لما أكلا من الشجرة بعدما كانت مستورة، فخجلا وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة ليستترا به. السعدي
7ـ قابلية الإنسان للوقوع في الخطيئة. فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. عبدالكريم زيدان
8ـ لا دوام لبني آدم في الدنيا، فهي معبر يُتزوّد منها لتلك الدار ولا تُعمر للاستقرار. السعدي
(فَتَلقّى آدمُ من ربِّهِ كلِماتٍ فَتَابَ عليهِ إنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرَّحيمُ) [البقرة: 37].
1ـ منة الله على أبينا آدم حين وفقه لهذه الكلمات التي كانت بها التوبة وهي (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). ابن عثيمين
2ـ أن قول الإنسان (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) سبب لقبول توبة الله على عبده لأنها اعتراف بالذنب. ابن عثيمين
3ـ أن الله يتكلم بصوت مسموع، وجه ذلك أن آدم تلقى منه كلمات. ابن عثيمين
4ـ أن الله منّ على آدم بقبول توبته، فالأولى كانت التوفيق للتوبة بتلقي الكلمات من الله، والثانية بقبول التوبة (فتاب عليه). ابن عثيمين
5ـ إثبات اسمي التواب والرحيم لله، واختصاص الله بالتوبة والرحمة التي لايقدر عليها غيره، لأن الإنسان قد يتوب على ابنه وأخيه، وكذلك الخلق يرحم بعضهم بعضا. ابن عثيمين
6ـ من لطف الله بخلقه ورحمته بعبيده أنه يغفر الذنوب ويتوب على من يتوب. ابن كثير
7ـ ضرورة المبادرة إلى التوبة والاستغفار، والحذر من التسويف والتأجيل فهو من مكايد الشيطان. عبدالكريم زيدان
(قُلنا اهبِطُوا منها جميعاً فَإمَّا يَأتِيَنّكم منّي هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا خَوفٌ عليهِم ولا هُم يَحزَنُونَ) [البقرة: 38].
1ـ أن الجنة التي أسكنها الله آدم أولا كانت عالية لقوله (اهبطوا). ابن عثيمين
2ـ إثبات كلام الله عزوجل. ابن عثيمين
3ـ أن الهدى من عند الله، فلا تسأل الهدى إلا من الله لأنه هو الذي يأتي به. ابن عثيمين
4ـ أن من اتبع هدى الله، فإنه آمن من بين يديه ومن خلفه (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ابن عثيمين
5ـ لا يُتعبد لله إلا بما شرع، ومن تعبد له بغير ما شرع فهو على غير هدى، فيكون ضالا لحديث (فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). ابن عثيمين
6ـ من اتبع هدى الله حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية، والهدى، وانتفى عنه كل مكروه من الخوف والحزن والضلال والشقاء. السعدي
7ـ لما أعلن إبليس عداوته لآدم وذريته، سأل الله الإمهال إلى يوم البعث؛ ليتمكن من إغواء ما يقدر عليه من بني آدم فأجاب الله سؤاله لا كرامة في حقه، وإنما امتحان وابتلاء من الله لعباده، لذلك حذرنا منه غاية التحذير. السعدي
(والذينَ كَفَرُوا وكَذّبوا بآياتِنا أولَئِكَ أصحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ) [البقرة: 39].
1ـ أن الذين جمعوا بين وصفي الكفر والتكذيب هم أصحاب النار مخلدون فيها أبدا. ابن عثيمين
2ـ أن الله عزوجل قد بين الحق بالآيات التي تقطع الحجة وتبين المحجّة. ابن عثيمين
3ـ انحطاط رتبة من اتصفوا بهذين الوصفين الكفر والتكذيب. ابن عثيمين
4ـ إثبات النار وأنها موجودة الآن لقوله (أعدت للكافرين) آل عمران. ابن عثيمين
5ـ انقسام الخلق من الجن والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة. السعدي
6ـ أن الجن كالإنس في الثواب والعقاب، كما أنهم مثلهم في الأمر والنهي. السعدي