قال الله تعالى: “وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ” [القصص:22].
1ـ أن الله يسوق القصص للمؤمنين ليستفيدوا منها ويستنيروا ويعتبروا بها، وأما غيرهم فلا يعبأ الله بهم وليس لهم منها نور وهدى. السعدي
2ـ أنه إذا خاف الإنسان القتل والتلف في الإقامة، فإنه لا يلقي بيده إلى التهلكة، ولا يستسلم لذلك، بل يذهب عنه كما فعل موسى عليه السلام. السعدي
3ـ أنه عند تزاحم المفسدتين إذا كان لابد من ارتكاب إحداهما، فإنه يرتكب الأخف منهما الأسلم، كما حصل لموسى في ذهابه لمدين مع كونه لا يعرف الطريق، وليس معه دليل يدله غير ربه، ولكن هذه الحالة أرجى للسلامة من بقائه في مصر. السعدي
4ـ أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى التكلم فيه إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه الصواب من القولين بعد أن يقصد بقلبه الحق ويبحث عنه، فإن الله لا يخيب من هذه حاله. السعدي.
5ـ خروج موسى من مصر واثقاً بربه متوكلاً عليه مسندًا أمره إليه، حيث لم يكن معه زاد ولا راحلة. عبدالكريم زيدان
“وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ” [القصص:23].
1ـ جواز خروج المرأة في حوائجها وتكليمها للرجال من غير محذور. السعدي
2ـ بيان كمال خلق المرأتين وسمو أدبهما، حيث لم تزاحما الرجال (لا نسقي حتى يُصدر الرعاءُ). ابن عثيمين
3ـ عدم مروءة هؤلاء الناس وبخلهم عن السقي لهاتين المرأتين. السعدي
4ـ لا ينبغي أن نحكم على الأمور إلا بعد أن نعرف الأسباب لقول موسى للمرأتين (ما خطبكما). ابن عثيمين
“فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” [القصص:24].
1ـ أن الرحمة بالخلق والإحسان على من تعرف ومن لا تعرف من أخلاق الأنبياء، لقوله (فسقى لهما) غير طالب منهما الأجر ولا له قصد غير وجه الله تعالى. السعدي
2ـ استحباب الدعاء بتبيين الحال وشرحها، ولو كان الله عالماً بها لأنه تعالى يحب تضرع عبده وإظهار ذله ومسكنته. السعدي
3ـ افتقار موسى لربه وسؤاله إياه. ابن عثيمين
4ـ حاجة الإنسان إلى ربه وشدة افتقاره إليه. ابن عثيمين
5ـ ينبغي تقديم الدعاء بقول (يا رب) والتوسل إليه بأسمائه الحسنى. ابن عثيمين
6ـ إثبات علو الله عزوجل لقوله: (لِما أنزلتَ إليَّ). ابن عثيمين
“فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” [القصص:25].
1ـ أن الحياء خصوصا من الكرام ـ وفي النساء خاصة ـ من الأخلاق الممدوحة، فحياء هذه المرأة يدل على كرم عنصرها وخلقها الحسن. السعدي
2ـ المكافأة على الإحسان لم يزل دأب الأمم السابقة. السعدي
3ـ أن العبد إذا فعل العمل لله تعالى، ثم حصل له مكافأة عليه من غير قصد بالقصد الأول، فإنه لا يلام على ذلك، كما حصل من موسى مع صاحب مدين. السعدي
4ـ ذكاء هذه المرأة واستعمالها الأدب في خطابها لموسى، حيث نسبت الدعوة إلى أبيها دفعا للريبة،وتطميناً لموسى وليكون أدعى لإجابة الدعوة. ابن عثيمين
5ـ ينبغي للإنسان استعمال الأدب في الأساليب التي يخاطب بها الآخرين ليزيل عنهم الوحشة، ويقابلهم بالبشر. ابن عثيمين
6ـ أن الخوف الطبيعي من الخلق لا ينافي الإيمان ولا يزيله. السعدي
7ـ موافقة كلام صاحب مدين لسؤال موسى لربه حيث خرج موسى خائفا فقال له الرجل (لا تخف) ولما سأل موسى ربه (نجني من القوم الظالمين) قال له الرجل (نجوت من القوم الظالمين)!!. وهذا تطمين من الله لموسى. ابن عثيمين
8ـ أن هذا الرجل أبو البنتين صاحب مدين ليس بنبي الله المعروف شعيب، لأنه لم يدل عليه دليل، ولو كان لذكره الله تعالى، ولسمَّته البنتين، فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب!. السعدي
“قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” [القصص:26].
1ـ جواز تكلم المرأة بحضور الأجنبي ما لم تُخشَ الفتنة. ابن عثيمين
2ـ مشورة الأدنى للأعلى، لأنه قد يكون أعلم في بعض الأمور، لقولها (يا أبتِ استأجِره) وهذا للمشورة لا للاستلزام. ابن عثيمين
3ـ مشورة الإنسان على أبيه لا تُعد من التنقص. ابن عثيمين
4ـ تلطف هذه المرأة في مخاطبتها لأبيها بقولها (يا أبتِ)، ولهذا يقولون لا ينبغي للإنسان أن ينادي أباه باسمه، وأما الإخبار عن اسمه فهذا لا بأس به. ابن عثيمين
5ـ اتصاف موسى بصفتي القوة والأمانة، وقد شهدت المرأة على ذلك. ابن عثيمين
6ـ الرجوع في الأعمال إلى هذين الوصفين القوة والأمانة، لذا ينبغي أن يتحرى الإنسان في جميع أعماله من اتصف بهاتين الصفتين، وباختلال أحد الوصفين يختل العمل. ابن عثيمين
7ـ أن خير أجير وعامل يعمل للإنسان أن يكون قوياً وأميناً. السعدي
“قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ” [القصص:27].
1ـ أن خطبة الرجل لابنته، الرجل الذي يتخيره لا يلام عليه. السعدي
2ـ عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح سنة قديمة وقائمة فعلها الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا غضاضة في ذلك. عبدالكريم زيدان
3ـ نصح هذا الوالد لبناته، لأنها لما وصفته بالقوة والأمانة اختاره لبناته. ابن عثيمين
4ـ مشروعية الإجارة، وأنها تجوز على رعاية الغنم ونحوها مما لا يُقَدَّر به العمل، وإنما مرده العرف. السعدي
5ـ أنه تجوز الإجارة بالمنفعة، ولو كانت المنفعة بضعاً. السعدي
6ـ أن من مكارم الأخلاق أن يحسن الرجل خلقه لأجيره وخادمه ولا يشق عليه بالعمل. السعدي
7ـ أن صاحب مدين رجل مؤمن، وأنه على ملة لقوله (ستجدني إن شاء الله من الصالحين). ابن عثيمين
“قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ” [القصص:28].
1ـ أنه قد يطلق الأجل على العمل. ابن عثيمين
2ـ جواز عقد الإجارة وغيرها من العقود من دون إشهاد لقوله (والله على ما نقول وكيل). السعدي
3ـ أن موسى كان عارفاً بالله وعنده فطرة، وإن لم يكن نُبئ، لأن هذا كان قبل نبوته لقوله (والله على ما نقول وكيل) أي حافظ وشهيد. ابن عثيمين