إستكمالا للمقال الذي بعنوان: “فوائد قصص القرآن والسنة لأطفالنا بمختلف أعمارهم “الجزء الأول””، والذي تحدثنا فيه عن قصص القرآن وفوائدها للأطفال، وكذلك ذكرنا 6 قصص يمكن أن تسردها الأسرة لأطفالها ثم وضحنا أيضا قصص القرآن التي تخص الأطفال منذ الميلاد حتى سن التاسعة، وكذلك قصص القرآن المفضلة للسن الأكبر من ذلك، والآن سنوضح بعض القصص التي من السيرة النبوية.
الطفل منذ الولادة إلى 9 سنوات و”قصص السنة”:
أما القصص التي من السنة النبوية والتي نقترحها على الوالدين – كما يذكرها د. جاسم المطوع – فللأطفال الصغار إلى سن تسع سنوات نقترح لهم ثلاث قصص مهمة وهي (قصة خشبة المقترض) و(قصة الثلاثة الذين أغلقت عليهم الصخرة بالغار) و(قصة الأعمى والأبرص والأقرع)، ففي القصة الأولى قيمة حسن التوكل على الله ورد الأمانة والصدق في التعامل مع الناس، وفي الثانية التركيز على قيمة الإخلاص في العمل وأن الله ينجي من يلجأ إليه وبركة بر الوالدين، وأما الثالثة ففيها قيمة أن الله يزيد الشاكر لنعمه ويحرم الجاحد.
الطفل بعمر أكبر من 9 سنوات:
أما الأطفال الأكبر من تسع سنوات فنقترح لهم ثلاث قصص من السنة النبوية وهي الأولى (قصة أبو هريرة والشيطان) والثانية (قصة جرة الذهب) والثالثة (قصة قاتل 99).. وفي هذه القصص قيم تتناسب مع أعمارهم، ففي قصة أبو هريرة رضي الله عنه قيمة أن الله يحفظ المؤمن من الشيطان وحبائله، والثانية فيها قيمة الصدق والأمانة والورع، والثالثة فيها أن باب التوبة مفتوح وأن رحمة الله واسعة.
مرحلة البلوغ:
فهذه إثنتا عشرة قصة تعتبر منهجا تربويا قيما – كم يقول د. جاسم المطوع – وهي مجربة عندنا بمكتبة عالمي الممتع للأطفال، وقد رأينا أثرها العظيم عليهم وكيف أنهم تأثروا بالقيم التي فيها، وبقي لنا أن نقترح قصتين لمرحلة البلوغ لتكتمل الباقة وتصبح خمس عشرة قصة تربوية، وهما قصة (حادثة الإفك) و(الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك) وقد ذكرتا بتفاصيلهما في القرآن والسنة والسيرة، وهما من القصص المهمة وفيهما قيم عظيمة، منها إحترام الصحابة رضي الله عنهم وحسن الظن بالآخرين وأن الصدق منجاة في الحياة والآخرة، فالتربية بالقصة من أهم الأساليب التربوية، وقد قال أبو حنيفة رحمه الله (الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم) فلنبدأ بالتربية بالقصة من الآن وفي حالة عدم معرفتكم بالقصص فيمكنكم البحث عنها على شبكة الإنترنت وقراءتها على أبنائكم.
فبدلا من إنشغال الأطفال بمختلف أعمارهم بقراءة أو سماع أو حتى مشاهدة أشياء غير مفيدة بل بالعكس مضرة، يمكن أن تستبدل الأسرة هذه الأشياء الهدامة بالقصص القرآني المفيد، فلا تتركوا أطفالكم يشغلوا أوقاتهم بما هو ضار ثم تشتكوا بعد ذلك من سوء تصرفهم وعدم تخلقهم بالأخلاق والسلوكيات الحميدة، بل ركزوا على بناءهم وتأسيس القيم بداخلهم من خلال القصص المفيدة، وبالتأكيد لن تجدوا أفضل من قصص القرآن والسنة النبوية الشريفة.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.