‘);
}

يعتبر الماء من أهمّ مقوّمات الحياة على سطح الأرض، فكلّ الكائنات الحيّة يدخل الماء في تركيبها كما في قوله عزّ وجل : “وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيّ”، والماء منتشر بأشكال وأنواع متعدّدة، فمنها مياه البحار، والمحيطات المالحة، ومنها مياه العيون والينابيع، ومياه الأنهار، أمّا بالنسبة للإنسان فهنالك مياه الصنبور والمياه المعدنيّة، ومياه الآبار، ومن أشهر الآبار وأكثرها أهميةً حول العالم هي بئر زمزم، الموجودة في مدينة مكّة المكرمة، وتعتبر مياه زمزم من أحسن وأفضل أنواع المياه على وجه الأرض، كما جاء في قول رسولنا الكريم : “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ّماء على وجهه الأرض بوادي برهوت”.

وبئر زمزم تحتلّ قداسة خاصّة في نفوس المسلمين؛ فهي المعجزة الإلهية التي أنقذ بها الله جلّ وعلا سيّدنا إسماعيل وأمّه هاجر، عندما تركهما سيّدنا إبراهيم عليه السلام في وادٍ غير ذي زرع، في منطقة الكعبة المشرّفة، فقد عانى سيّدنا إسماعيل من العطش الشديد بعد نفاد الماء الموجود معهما، وذهبت أمّه للبحث عن الماء بين جبل الصفا والمروة سبع مرات، إلى أن يئست ورجعت إلى سيّدنا إسماعيل لترى عيون الماء قد تفجّرت حوله، فأخذت هاجر تزم (تجمع) المياه وتسقي سيّدنا إسماعيل منها، ومن هنا سمّيت زمزم بهذا الاسم، ومنذ ذلك اليوم وبئر زمزم باقٍ بمياهه الوفيرة والمفيدة والتي لا يوجد مثلها في العالم أجمع.

وتتميّز مياه زمزم بخصائص ليس لها مثيل في مياه العالم بأسره؛ فهي المياه الوحيدة التي لا يحدث فيها أي نموّ بيولوجي للكائنات الحيّة الدقيقة والميكروبات والجراثيم والطحالب، ممّا يجعل منها مياهً صالحةً للشرب طوال الوقت، ونجد المياه العادية تحتوي على بعض العناصر السامّة والضارة بجسم الإنسان؛ كالزرنيخ، والرصاص، والسيلينيوم، والكادميوم، بينما مياه زمزم لا تحتوي على أيٍّ منها، وما يميّز ماء زمزم أيضاً عن غيرها من المياه أنّ خصائصها لا تتأثر ولا تتغيّر عند تعرضها للظروف الجوية الخارجية.