‘);
}

الماء

قال الله تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” [سورة الأنبياء:30]؛ الماء أصل الحياة وسبب استمرارها ومنها خُلق كل شيء ونَمَا، وقد ذَكر القرآن الكريم الماء في مواضع عدةٍ وذَكَر ثلاثاً وعشرين نوعاً من الماء منها على سبيل المثال لا الحصر الماء الطَّهُور، والماء الأُجَاج، وماء الغيض وغيرها، وكما أن الماء هو سبب حياة في الدنيا هو أحد أشكال العذاب في النار فيُسْقى أهلها من ماء المُهل، وماء الصَّديد وغيرها، وهناك نوعٌ من الماء لم يُذْكر في القرآن الكريم وإنما ذُكِر في السَّنة النبوية ألا وهو ماء زمزم.

قصة ماء زمزم

تعود قصة ظهور ماء زمزم إلى عهد سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السَّلام كما جاء في الحديث الطَّويل لابن عباس رضي الله عنهما كما رواه البخاري؛ حيث إنّ إبراهيم عليه السلام أُمِر أن يُنْزِل زوجته هاجر وابنه اسماعيل في وادٍ غير ذي زرعٍ كما وصفه القرآن ويتركهما وحدهما؛ وعندما نَفِدَ ما كانت تحمله هاجر من الماء وبدأ صغيرها بالبكاء أخذت تعلو قمتي الجبلين يمين ويسار الوادي بحثاً عن أناسٍ دونما جدوى وفعلت ذلك سبع مراتٍ – والجبلان هما الصفا والمروة وما فعلته أصبح من شعائر الحج والعمرة لدى المسلمين- وعندما يئست عادت إلى ابنها لتجده يلعب في الماء الذي خرج بضربة من جناح مَلَك؛ ومنذ ذلك الحين وهذا الماء مستمرٌ في التدفق، وسُمِي ماء زمزم بهذا الاسم لأن السَّيدة هاجر من شدة فَرحِها بنبع الماء أخذت تزمه إليها.