فوائد ومخاطر الصوم خلال شهر رمضان المبارك

Share your love

سيصوم حوالي نصف مليون مسلم أسترالي في شهر رمضان الذي يستمر شهراً, مما يعني عدم شربهم للسوائل (بما في ذلك الماء) وعدم تناولهم للطعام والتبغ خلال ساعات الصيام.

تناولت عدة دراسات فوائد الصيام المتقطع خلال السنوات الأخيرة، سنبين ما الذي يحدث عندما نصوم لفترات طويلة (كما هو الحال في شهر رمضان) وكيف يؤثر الصيام على أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية؟

إن صيام شهر رمضان لا يشكل خطراً على الأشخاص الأصحاء (بغض النظر عن حدوث صداع جراء عدم تناول الكافيين مثلاً)، ولكن يمكن أن يكون الصيام محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالات مرضية مثل داء السكري. توضح اختصاصية التغذية ميلاني ماكغريس Melanie McGrice: “يرتبط صيام شهر رمضان بزيادة في مستويات الكوليسترول الجيد HDL، وتخفيض نسبة الكوليسترول الضار LDL والكوليسترول الكلي ومن الطبيعي أن يساهم الصيام في تخفيض وزن الجسم ونسبة الدهون في الجسم ومؤشر كتلة الجسم (BMI) على المدى القصير، أما بالنسبة لآثار الصيام على المدى الطويل فهي غير مؤكدة وبحاجة لمزيد من الدراسات. وبشكل عام يمكن أن يتسبب الصيام باختلال في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري لذلك ينصح بمراقبة مستوى السكر بشكل دوري.

إن صيام شهر رمضان من الممكن أن يكون مفيدًا بشرط ادارة الصيام بشكل صحيح. تعتبر خبيرة التغذية فانيا خوري Vania Khoury أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون أكثر إفادة للصائم ولنسبة السكر في الدم من خلال التحضير المسبق وتنظيم ساعات الصيام بما يتلاءم مع مواعيد الأدوية. تقول خوري إن المسلمين الأستراليين المصابين بمرض السكري يمكن أن يعرضوا أنفسهم لخطر المضاعفات المرضية الخطيرة (بما فيها ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم والجلطات الدموية) عن طريق الصوم دون تحضير مناسب. ويعاني حوالي ثمانية في المائة من الأستراليين من داء السكري، حيث يعاني ما نسبته 21 بالمائة منهم من النوع الأول ويعتمدون عل الأنسولين بشكل يومي بينما غالبية المصابين وما نسبته 79 بالمائة يعانون من النوع الثاني لمرض السكري، ومع ذلك، فإن العديد من المصابين بداء السكري يختارون الصوم حتى عندما ينصح بعدم الصوم نتيجة لضغط أسري أو اجتماعي وبدون استشارة الطبيب.

إن الذين يعانون من مرض ما، والحوامل، وحتى المسافرين فهم معفيون من الصيام ويقترح القرآن الكريم التبرع بما ينفقونه عادة على الطعام للجمعيات الخيرية، وبالتالي فأن أولئك الذين يرغبون في الصيام يمكنهم الحد من مخاطر حدوث مضاعفات مرضية عن طريق التحضير المسبق.

توضح خوري: “إن طبيعة التغيرات في انماط الطعام في شهر رمضان يمكن أن تغير مستويات الغلوكوز في الدم وهذا بسبب طول الفترة بين الوجبات وكثرة كمية الغذاء في الوجبة الواحدة”.

تنصح خوري بعدم الإفراط في تناول كميات كبيرة من الطعام وعدم الاكثار من الأطعمة الدهنية والمقالي على أنواعها خلال الافطار ويفضل تناول أطعمة قليلة الدهون و خفيفة وتاريخيا كان الافطار عبارة عن  كوب من الماء وحساء كما هو معروف في التقليد النبوي مما يعطي الجسم طاقة فورية وتساعد على تخفيف الجوع فالهدف من الصوم إفادة الجسم وتهذيب الروح ، لذا فإن تناول الوجبات السريعة ليس هدفا مرغوبا لصيام شهر رمضان, و تقترح خوري التمسك بـ “نموذج الطبق الصحي” في أوقات الإفطار فعادة ما نقول للناس أن الكربوهيدرات يجب أن تشكل ربع الوارد الغذائي و البروتين الربع الآخر اما الخضروات يجب أن تشكل نصف الوارد الغذائي، كما أننا ننصح المصابين بداء السكري باستشارة طبيب مختص والقيام  بالتخطيط لمحتويات الوجبات اليومية  ومعرفة وقت تناول الأنسولين وبقية الأدوية التي ينبغي توقيتها حسب أوقات الوجبات.

تشدد خوري على أهمية احترام رغبات المرضى في قيامهم بواجباتهم الدينية ولكنها تعتبر أن الأطباء ملزمون بمراعاة صحة المريض بشكل أساسي وما يمكن أن يعرض حياته للخطر.

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!