فيروس كورونا: أكثر من 110 آلاف وفاة بأوروبا وسط تهديدات أجنبية بالاستحواذ على مختبراتها

وتبدي الحكومة الألمانية، التي بذلت قصارى جهدها في آذار/مارس للحد من المطامع التي تحوم حول شراء مختبر "كيور فاك"، وهو من أبرز المختبرات التي تعمل في العالم على تطوير لقاح ضد كوفيد-19 وبخاصة من قبل الولايات المتحدة، يقظة كبيرة لمراقبة الوضع.

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، بلجيكا، 10 أبريل/ نيسان  2019.

تبدو أوروبا القارة الأكثر تضررا بجائحة كوفيد-19 التي حصدت أرواح 110 آلاف شخص فيها في حصيلة قابلة للارتفاع. وتمثل حصيلة الأربعاء نحو ثلثي الوفيات بفيروس كورونا حول العالم. كما كشفت الجائحة التي فتكت بالعالم المطامع الأجنبية في المختبرات الأوروبية، حيث كاد مختبر “كيور فاك”، وهو من أبرز المختبرات التي تعمل في العالم على تطوير لقاح ضد كوفيد-19 أن ينتقل إلى ملكية أمريكية، لولا تدخل الحكومة الألمانية.

أدى فيروس كورونا إلى وفاة 110 آلاف شخص في أوروبا، أي نحو ثلثي الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في العالم. وفي المجموع، تبدو أوروبا القارة الأكثر تضررا بالوباء الذي أودى بحياة 110 آلاف و192 شخصا فيها، من أصل مليون و246 ألفا و840 إصابة، ومن 177 ألفا و368 وفاة في العالم. والبلدان الأكثر تضررا هما إيطاليا (24 ألفا و648) وإسبانيا (21 ألفا و717) تليهما فرنسا (20 ألفا و796) وبريطانيا (17 ألفا و337).

المختبرات الأوروبية في خطر

وتبدي الحكومة الألمانية، التي بذلت قصارى جهدها في آذار/مارس للحد من المطامع التي تحوم حول شراء مختبر “كيور فاك”، وهو من أبرز المختبرات التي تعمل في العالم على تطوير لقاح ضد كوفيد-19 وبخاصة من قبل الولايات المتحدة، يقظة كبيرة لمراقبة الوضع.

كما أن أوروبا برمتها، التي تضررت بشدة من وباء كوفيد-19، تعزز تدابيرها لمواجهة مشاريع الاستحواذ على المؤسسات الاستراتيجية التي تنوي شركات أجنبية القيام بها بحثا عن أرباح عالية.

المفوضية تحث الدول الـ27 على “حماية نفسها”

وحثت المفوضية الأوروبية مؤخرا دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 على “حماية نفسها” من هذا التهديد. 

كما دعا المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بروتون الثلاثاء هذه السوق إلى “حماية نفسها، وبخاصة من مشاريع الاستثمار من دول غير أوروبية قد ترى في الأزمة الحالية فرصة للحصول على الجوهرة الأوروبية بسعر بخس”.

وإذ أدرجت الآلية الأوروبية، التي تم تبنيها في نيسان/أبريل 2019، مراقبة أفضل لهذا النوع من الاستثمار، فإن صوغها وفقا للقانون الوطني أصبح له طابع عاجل الآن.

وصرح المحامي في شركة لينكلاترز في فرانكفورت أولريخ وولف لوكالة الأنباء الفرنسية أن أوروبا “تريد منع الشركات ذات الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بالتقنيات الرئيسية أو بأهمية بالنسبة للاقتصاد الوطني والتي يكون تقييمها منخفضا في الوقت الحالي، من أن تنهض”.

ألمانيا تتصدر السباق 

واستبقت ألمانيا هذه الخطوة وتريد في المستقبل التحقق مما إذا كان مشروع الاستحواذ من قبل جهة أجنبية في قطاع حساس له وزن على أراضيها، ولكن هذا الأمر سيتم أيضًا في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وفقًا لمشروع تم اعتماده في مطلع نيسان/أبريل. 

وطرح الاقتصاد الرائد في أوروبا كذلك قاعدة “شارة البداية” التي، على غرار معاقبة المتسابق الذي ينطلق قبل إطلاق الإشارة، تمنع المشترين والبائعين من بدء أي تحويل للأصول “قبل أن يسمح الوزراء المعنيون بذلك”.

فرنسا: يجب تقديم ملف الاستحواذ إلى الدولة للحصول على إذن

خفضت فرنسا عتبة الاستحواذ من 33 بالمئة إلى 25 بالمئة، مع وجوب تقديم ملف الاستحواذ إلى الدولة للحصول على إذن، وكانت ألمانيا قد خفضته إلى 10 بالمئة في عام 2018. وتمت إضافة قطاعين جديدين صنفا استراتيجيين، هما الأمن الغذائي والصحافة.

كما تريد باريس حماية شركاتها من الاستحواذ من قبل شركات مقيمة في الاتحاد الأوروبي وذلك عبر رفع قيمة هذا الاستحواذ، وليست برلين بعيدة عن ذلك.

إسبانيا: تحسين مراقبة الحوالات القادمة من الخارج

وأقرت إسبانيا تشريعات مرتين في آذار/مارس لتحسين مراقبة الحوالات القادمة من الخارج، وأعلنت إيطاليا في أوائل نيسان/أبريل تمديد آلية “غولدن باور” السارية منذ عام 2012.

ويسمح ذلك للسلطات التنفيذية بمراقبة قطاعات جديدة تعد استراتيجية إلى جانب التقليدية كالدفاع أو الاتصالات.

وقال رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أن القطاعات التي باتت مشمولة بالإجراء هي “المالية والتأمين والطاقة والنقل والمياه والصحة والأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي والروبوتات”.

الصين والشرق الأوسط

يرى ميكو هووتاري، الذي يرأس برنامج العلاقات الصينية في معهد ميريكس في برلين أن الاتحاد الأوروبي عليه توخي الحذر من “الدول، وبينها الصين، التي تعمل بشكل مختلف من الناحية الاقتصادية وليست شريكة في السياسة الأمنية”.

وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية “استمر الاهتمام بالوصول الاستراتيجي للتقنية” وإن انخفضت الاستثمارات الصينية  في الاتحاد الأوروبي بشكل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ورفع التكتل الصيني سيتيك حصته من 30 بالمئة إلى 57 بالمئة في ميديا، إحدى أبرز المجموعات الإعلامية في جمهورية تشيكيا.

وليست الصين وحدها من لديه مطامع في أوروبا. فقد قفز سعر سهم شركة نوكيا مؤخرًا إثر شائعات تفيد عن مساع سعودية. 

وذكرت صحيفة فايننشل تايمز أن الصناديق السيادية الخليجية، بينها صندوق الاستثمار العام السعودي وصندوق مبادلة من أبوظبي، تسعى للتمدد في القطاعات الصحية والتقنيات والخدمات اللوجستية.

فرانس24/ أ ف ب

Source: France24.com/

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *