فرح عطيات
عمان ـ أدّى تفشي وباء كورونا في الأردن والعالم، إلى “زيادةٍ مفاجئة في الأبحاث العلمية، خلال الفترة الماضية، والتي تبحث في تأثيرات الجائحة وسبل الوقاية منها، وفي عدة مجالات مثل البيئة والصحة وغيرها”.
جاء ذلك، في تقرير نشرته مجلة نيتشر العلمية أمس، كشفت فيه عن “تفشٍ فيروسي غير مسبوق، نتيجة انتشار كوفيد-١٩ بسهولة أكبر من الإنفلونزا الموسمية، رغم أنه أقل فتكاً من الأمراض الأخرى التي تنتمي الى ذات العائلة”.
تشير تقديرات معدل وفيات مرض كوفي-١٩ الى أنَّ ” كل شخصٍ مصاب سينقل فيروس كورونا إلى ما يتراوح بين شخصين و٢.٥ شخص في المتوسط”، وفق ما جاء في التقرير الذي حمل عنوان “فيروس كورنا بالأرقام”.
وأظهر التقرير أنه” وكما هو الحال مع معدل الوفيات، فإنَّ عدد التكاثر الأساسي للفيروس هو قيمةٌ تقديرية، تتفاوت من وضعٍ إلى آخر على نحوٍ كبير، ومن المحتمل أن تخضع للتنقيح والمراجعة.”
واستندت نتائج التقرير الى مقارنات بين فيروس كورونا مع العوامل المُمْرضة المسببة لأمراضٍ أخرى انتشرت على نطاقٍ واسع، مثل تلك المسببة لـلمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ومرض الإيبولا، لكنْ يبدو أنَّ الفيروس الجديد ينتشر بسهولةٍ أكبر، وفق تقديرات عدد التكاثر الأساسي (R0).
وفي أواخر عام ٢٠١٩، ظهر فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان، الواقعة في مقاطعة خوبي الصينية.
وفي أواخر شهر كانون الثاني (يناير)، وبداية شهر شباط (فبراير)، تزايدت حالات الإصابة المؤكدة في الصين بمعدل عدة آلاف يوميًّا، ومنذ ذلك الوقت، تراجع عدد حالات الإصابة المسجلة يوميًّا هناك على نحوٍ كبير.
ويُعزى ذلك -بدرجةٍ كبيرة-، ووفق التقرير ذاته، إلى جهود احتواء الأزمة، إلا أنَّ تفشي المرض تَحَوَّل الآن إلى جائحةً، مركزها أوروبا.
وبحلول منتصف شهر اذار(مارس) المنصرم، أدّى تفشي الفيروس على نطاقٍ واسع في دولٍ مثل كوريا الجنوبية، وإيران، وإيطاليا، وغيرها إلى زيادة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة خارج الصين على عدد الحالات المؤكدة داخلها.
وفيما يتعلق بمدى لتشابه بين الجائحة الحالية ووباء سارس الذي استشرى في ٢٠٠٣، فإنه” وفي كلتا الحالتين، نشأت فيروسات كورونا جديدة في الصين، وبعدها انتشرت في مختلف أنحاء العالم، مُسببةً حالةً من الفوضى، وكارثةً اقتصادية، إلا أنَّ هناك اختلافاتٍ كبيرة بين تطوُّر تفشي كلٍّ منهما، خاصةً من حيث سرعة الانتشار، ومداه”.
فمرض كوفيد-١٩ ليس فتاكًا مثل سارس، لكنْ تَبَيَّن مع الوقت أنَّه أوسع انتشارًا بكثير، إذ استغرق الأمر أقل من شهرين ليسجل كوفيد-١٩ عددًا أكبر من حالات الإصابة المؤكَّدة، مقارنةً بما سجله سارس على مدار عدة أشهر.
كما أنَّ المرض الحالي تسبب بالفعل حتى الآن في وفاة عددٍ من الضحايا، يزيد عشرين مرةً على عدد ضحايا سارس.
وحول كيف أثرت القيود على السفر على انبعاثات الكربون وجودة الهواء، بين التقرير أن ” التحليل المبدئي يشير الى انخفاض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بعد احتفالات رأس السنة بنسبة ١٠ -٣٠% مما كانت عليه في الفترة نفسها في السنوات الماضية.”
وتُظهِر بيانات الأقمار الصناعية المأخوذة من كلٍّ من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تراجعًا حادًّا على مستوى الصين بأكملها في نسبة ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) الموجود في الغلاف الجوي، الذي يَنتُج عن احتراق الوقود الأحفوري.
ففي كل عام، بحسب ما ورد في التقرير، تُغلَق الشركات والمصانع خلال عطلة السنة القمرية الجديدة، مما يتسبب في تَراجُعٍ وجيز في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين، التي ترتفع من جديد عادةً بعد مرور أسبوع تقريبًا.
على أن المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة إنغر أندرسون حذرت في تصريحات إعلامية سابقة من “اعتبار التحسن في جود الهواء، وانخفاض نسب انبعاثات الغازات الدفيئة، نتيجة الاجراءات التي تتخذها الأردن والدول في مكافحة جائحة فيروس كورونا، على أنها بمثابة نعمة للبيئة”.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

farah.alatiat@alghad.jo