يحيي أكثر من 260 مليون مسيحي أرثوذكسي في دول عدة عيد الفصح في منازلهم التزاما بتعليمات قادة كنائسهم بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا.
يحتفل المسيحيون الأرثوذكس في أنحاء العالم بعيد الفصح الذي حل هذا العام على وقع تفشي فيروس كورونا، واحتراما لتعليمات القساوسة، يلتزم نحو 260 مليون مسيحي بمنازلهم ويتابعون مراسم إحياء العيد على الإنترنت أو التلفزيون للحد من انشتار الفيروس القاتل. ولكن البعض تجاهل مخاطر الفيروس وحضروا المراسم الكنسية في أهم أعياد التقويم الأرثوذكسي.
جورجيا
في جورجيا شارك بضع مئات من الأشخاص في قداس منتصف الليل في كاتدرائية الثالوث المقدس في تبيليسي بعد أن سمحت الحكومة بالحضور الشعبي على الرغم من إجراءات حظر تجول ليلي لاحتواء الفيروس.
ويحتفل المسيحيون الأرثوذكس، ثالث أكبر طائفة مسيحية في العالم، بعيد الفصح هذا العام بعد أسبوع على احتفال الكاثوليك والبروتستانت، الذين يتبعون تقويما مختلفا، بالعيد.
وجرت مراسم عيد الفصح للكاثوليك الأسبوع الماضي في كنائس فارغة ووجه البابا فرنسيس رسالته التقليدية بالبث التدفقي من الفاتيكان في وقت باتت تجمعات الصلاة تمثل مخاطر كبيرة في ظل الوباء الذي فتك بأكثر من 160 ألف شخص في العالم.
“عائلة كبيرة من المؤمنين الأرثوذكس”
ترأس البطريرك الروسي كيريل الذي تضم كنيسته 150 مليون مؤمن، مراسم في كنيسة المسيح المخلص في موسكو من دون حضور شعبي.
وفي كلمة متلفزة ركز البطريرك على “المرض المروع الذي طال شعبنا” قائلا إن الكنيسة فارغة لكن “نحن مع بعض.. عائلة كبيرة من المؤمنين الأرثوذكس”.
ولم يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قداس الفصح لكنه توجه إلى كنيسة صغيرة مقامة ضمن مجمع مقره قرب موسكو.
وقال في رسالة بالفيديو جالسا قرب طاولة وضعت عليها حلوى العيد التقليدية “هذا العام يحل العيد مع قيود فرضت علينا. إنها ضرورية لمحاربة انتشار المرض”.
روسيا
في موسكو ومحيطها حيث تتركز معظم الإصابات بوباء كوفيد-19 في روسيا، أقامت الكنائس مراسم العيد خلف أبواب مغلقة تم بثها على الإنترنت أو التلفزيون.
وحمل بعض المؤمنين الشموع وتابعوا المراسم من خلف أسوار الكنائس فيما أحيا الكهنة الزياح الذي يجري كل عام في باحاتها.
وبقيت المراسم مفتوحة في معظم أنحاء روسيا التي سجلت قرابة 36800 إصابة بالفيروس وأكثر من 300 وفاة.
وفي معظم المنطقة الأرثوذكسية الأوسع، لم تفتح الكنائس أبوابها أمام العامة.
إسطنبول وقبرص واليونان وصربيا ومقدونيا الشمالية ومصر
وأمرت بطريركية القسطنطينية ومقرها إسطنبول بإجراء المراسم خلف أبواب مغلقة وبثها على الإنترنت.
والقرار نفسه اتخذ في قبرص واليونان وصربيا ومقدونيا الشمالية وكذلك في مصر حيث يشكل الأقباط الأرثوذكس ما بين 10 و15 بالمئة من عدد السكان.
أما البلدة القديمة في القدس والتي عادة ما تكون مكتظة في الفصح الأرثوذكسي فكانت شبه مقفرة في عطلة نهاية الأسبوع وسط إجراءات الإغلاق الصارمة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
وأقيمت مراسم شعلة النور المقدس السنوية خلف أبواب مغلقة في كنيسة القيامة في القدس. ونقلت الشعلة في ما بعد إلى دول أرثوذكسية في مختلف أنحاء العالم.
وطبقا للمعتقدات فإن كنيسة القيامة مبنية في الموقع الذي صُلب فيه المسيح ودُفن.
رومانيا
في رومانيا وفيما أغلقت الكنائس أبوابها، توجه المتطوعون ورجال الدين إلى منازل الأهالي لتوزيع أرغفة الخبز المكرس ونار الشعلة المقدسة.
بلغاريا
عارض عدد من الكنائس الأرثوذكسية فرض تدابير إغلاق على أهم أعيادهم.
في بلغاريا، سمحت الكنيسة الأرثوذكسية للجميع حضور المراسم لكن اشترطت على المصلين وضع الكمامات والوقوف على بعد المسافة المحددة عن بعضهم البعض.
ورضخت جورجيا لضغوط السلطات الدينية وسمحت بإقامة المراسم في أكبر الكنائس بالرغم من حظر تجول وإغلاق عام في الدولة المطلة على البحر الأسود والتي سجلت 385 إصابة مؤكدة.
أوكرانيا
وفي أوكرانيا برزت خلافات مشابهة في الآراء إذ حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي المواطنين على البقاء في منازلهم، فيما شجعت الكنيسة الأرثوذكسية الموالية لبطريركية موسكو المصلين على المشاركة في المراسم في الهواء الطلق.
غير أن الكنيسة سجلت إصابة 93 شخصا في دير كييف-بيشيرسك التاريخي حيث قضى ثلاثة نساك بالفيروس.
بيلاروسيا
وفي بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة والتي سجلت عددا مرتفعا نسبيا من الإصابات، حض رئيس الكنيسة البيلاروسية المتروبوليت بافل المؤمنين على لزوم منازلهم قائلا إن “الطقوس ثانوية فيما حياة الإنسان أكثر قيمة بكثير”.
وشارك في مراسم إحياء العيد هذا العام ثلث العدد الطبيعي من المؤمنين، لكن الرئيس ألكسندر لوكاشنكو المشكك في مدى تفشي الوباء، أكد أنه سيحضر المراسم في الكنيسة الأحد قائلا “سأكون في الكنيسة. هذه عادتي”.
فرانس24/ أ ف ب