في مَوعِدِ الغيوم
[wpcc-script type=”1ff579f862d963cce8b5db7c-text/javascript”]
تقابَلا
في موعدِ الغيومِ ..
بُرْعُما وجَدوَلَا
تقابَلا.. ففاضَ في عَيْنَيْهِمَا الحَنينُ
راحِلا ومُقبِلا
تَكَلَّما كأنَّما تَعَندَلا
تفجَّرَ الحنينُ فيهِما واسترسلا
تبادَلا..
شوقا يقرُّ في العيونِ هائِلا
تَلاَمَسَا.. كَأنَّما تَداخَلا!
وغَابَ لَيْلٌ مُعْتِمٌ
لِضوءِ سِرٍّ انجلَى
تَرَاقَصَا.. كنَجمَتَيْنِ تومِضانِ فَرْحة
كَنَغْمَتَيْنِ في الهواءِ مرَّتا لتَرْحَلا
تَعانَقا..
وسَافَرَ النَّعيمُ في روحَيْهِمَا فَمَا تَمَهَّلا
تَساءَلا: وهل يدومُ ذلكَ الحنينُ سَرْمدا
يدومُ ما قد أمِلا؟
تأمَّلا.. نَهرَا يُرقرِقُ الغِناءَ في قَلبَيْهِمَا
ومَوعِدَيْنِ للشُّروقِ في العيونِ أقبَلا
تَضَاحَكا..
وأفسَحَ النعاسُ في روحيهما مدى
فسافرا للحُلمِ نائِمَيْنِ في حدائق الربيعِ
زهرة وبُلْبُلا
٭ ٭ ٭
استيقَظَا
كَأَنَّمَا تَبَدَّلا!
ورَاحَت العيونُ تَلتقي
كَأنما الأَسى يلُفُّها..
كأنَّما تساؤُلا
يقرُّ في العيونِ جَارِحَا وقاتِلا
تَنهَّدا..
تَمَلمَلا
تَكَلَّما.. فأُضرِمَ الحوارُ مُشْعَلا
تَغَيَّرَا..تَحَوَّلا
تَبادَلا الجَفاءَ والخِصَامَ في قساوةٍ
وردَّدَ الصَّدَى
لحنا يغيبُ في السُّكونِ بعدَما علا
تَبَاعَدَا..
خبا النَّهارُ في العيونِ
والرَّبِيعُ عادَ ذابِلا
تَبَاعَدا
تلاشيا هُناكَ في متاهةِ الغياب
نَجمَتينِ مرَّتا لِتَرْحَلا
لم يَبقَ من صَدى لِقَاهما في مَوعِدِ الغيومِ
غيرَ طيفهِ الشَّفيف
وعَبْرَتيْنِ تأمَلانِ عودةَ الحنين
دونَ أن تُؤَمَّلا .