في اي سنة حجة الوداع
٠٨:٣٣ ، ١٤ مايو ٢٠٢٠
}
حجة الوداع
تعد حجة الوداع الحجة الأولى والأخيرة التي حجّها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة، وهي الحجّة التي قال فيها الرسول عليه الصلاة والسلام خطبته الشهيرة، والتي سُمِّيت بخطبة الوداع، وسمّيت حجّة الوداع بهذا الاسم؛ لأنّها كانت آخر حجة للرسول قبل وفاته، وقد ودع عليه الصلاة والسلام أصحابه ووصاهم بعدة أمور تفيد دينهم ودنياهم وآخرتهم.
‘);
}
سنة حجة الوداع
كانت حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، فقد خرج الرّسول عليه الصلاة والسلام في الخامس من شهر ذي القعدة بنية الحج، وخرج معه مئة ألف من المسلمين رجالًا ونساءً، وبدأ الرسول عليه الصلاة والسلام حجته بالتّلبية بقوله:” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك”، وظل ملبيًّا حتى دخول مكة، فدخل وطاف بها سبعة أشواط، وصلى عند مقام النبي إبراهيم عليه السلام، ثم شرب من ماء زمزم، وتوجّه إلى منى وبات فيها، ثم توجه إلى عرفة وصلى فيها وخطب خطبة الوداع، وقد بقي عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة عشرة أيام بعد أن أتم مناسك حجته[١].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
أهم مواضيع خطبة الوداع
كانت حجّة الوداع مهمةً للمسلمين لما فيها من تطبيق عملي وفعلي ومباشر لحجّة الرسول، وتعليم للمسلمين بمراسم الحج ومناسكه وبما فيها من سنن كالتّأكيد على إفطار يوم عرفة، كما أنّ خطبة الوداع كانت مهمةً للمسلمين، وفيها رسالة واضحة للشّهود والغياب، وقد تناولت الخطبة أيضًا مواضيع هامّة مثل:
- الدعوة إلى الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيه الكريم في تسيير الحياة، لأنهما مصدران بيّنان.
- التأكيد على حرمة الدماء والأموال في غير حق، كحرمة الشهر الحرام والبلد الحرام.
- التأكيد على وجوب احترام النساء وتقديرهن وعدم حرمانهن من حقوقهن.
- التذكير والتأكيد بحرمة الربا، وحرمة من يسعى له وينشره ويدعمه ويشهد عليه.
- التأكيد على عدم جواز بعض العادات التي كانت منتشرة في الجاهلية، مثل: الثأر، والإبقاء على بعضها مثل: السدانة والسقاية.
- التأكيد على ضرورة وحدة المسلمين وتحالفهم وتعاونهم في الخير لنصرة بعضهم ونصرة الدين.
- التأكيد على سنة الاختلاف، والتحذير من اتخاذها وسيلة للتنازع والتعارك بين المسلمين، فأساس القرب من الله هو التقوى بغض النظر عن العنصرية.
- الإشارة إلى الميراث فى الوصية، وهو المجال الوحيد الذي يمكن التلاعب فيه، والتأكيد على تحديده بالثلث، وعلى ضرورة نسب الابن لأبيه، وأن من خالف ذلك فعليه اللعنة ولا تقبل منه توبة أو فدية.
ونص الخطبة معروف ومتفق عليه، إلا أنّ خلافًا وقع بين طائفتي السنة والشيعة فيما يخص قول الرسول عليه الصلاة والسلام في إحدى الجمل؛ ففي قول جماعة السّنة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال: “..فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت.. “، وذلك تأكيدًا على ضرورة الرجوع لسنة النبي الكريم بعد القرآن كونها مصدرًا للتبيلغ، ويشمل ذلك الصحابة الكرام، أما في قول جماعة الشيعة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال: “..يا أَيها الناس إني تركتُ فيكم الثـقلين، كتاب الله وعترتي، أهل بيتي..”، وبرأيهم أن الخطبة قد حُرِّفت، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد دعا للرجوع إلى أهل بيته وأهل عَمامته، وأنهم هم أولى بالخلافة من غيرهم.
لكن بالنّظر إلى خطبة الرسول عليه الصلاة والسّلام، فإنّ الطائفتين تتفقان على وجوب عدم الفرقة والنزاع بسبب الاختلافات، وأن ما يجمع المسلمين أكثر ممّا يفرقهم، وأن التلاحم والوحدة بينهم أمر ضروري لبقائهم وعزتهم، والله تعالى أعلم.
المراجع
- ↑“السنة التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2020. بتصرّف.