الاقتراح بفرض التسعير الموسمي للمياه يخلق الجدل في تولوز
تجد مدينة تولوز نفسها في قلب نقاش محتدم بشأن إدارة الموارد المائية. حيث اقترح جان-لوك مودانس، عمدة المدينة الملقبة بـ”المدينة الوردية”، مؤخرًا تطبيق تعرفة مياه موسمية متباينة. وقد أثار هذا الاقتراح، الذي طُرح دون تشاور مسبق خلال آخر اجتماع للمجلس المتروبوليتاني في 7 ديسمبر، معارضة شديدة من قبل مجموعة إيو سيكور 31.
مشروع يُعتبر مضاد للإنتاجية من قبل مدافعي المياه
ينتقد أعضاء مجموعة إيو سيكور 31 المشروع ويعتبرونه مزدوج الخطأ. إذ يرون أن المقاربة التي اعتمدها العمدة لا تأخذ في الاعتبار الخطوات الأولية الموصى بها وقد تضر بأكثر المستخدمين ضعفًا، بينما تفتقر إلى الفعالية البيئية الحقيقية. ومع ذلك يستند العمدة في خطوته هذه على نصائح من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بالرغم من الثغرات التي أُشير إليها في تقريرهم الأخير.
جزء واحد من رؤية أكثر شمولية
تعبر كلود توشفو، المتحدثة باسم الجمعية، أن جان-لوك مودانس لم يأخذ في الاعتبار سوى واحدة من التوصيات المتعددة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وتشمل الخطوات الأساسية تركيب عدادات مستقلة لكل منزل وتحليل دقيق لعادات استهلاك المياه، وهما عنصران لم يناقشهما العمدة حتى الآن.
تأثيرات سلبية متوقعة بيئياً واجتماعياً
بعيدًا عن التفاصيل التقنية، تختلف الرؤى حول المياه كمورد طبيعي. تدافع مجموعة إيو سيكور 31 عن فكرة أن المياه هي ملكية مشتركة ومحدودة، وأن التركيز على التسعير وحده يحول هذا المورد الحيوي إلى سلعة عادية. وتُصر الجمعية على ضرورة تشجيع توفير المياه على مدار العام، بدلاً من الاقتصار على الفترة الصيفية.
بالنسبة لجان-لوك مودانس، الهدف هو رفع الوعي بترشيد استهلاك المياه خلال أشهر الجفاف، مع تطبيق تعرفة مرتفعة بنسبة 40% خلال الصيف ومخفضة بنسبة 30% في باقي أيام السنة. ويضمن العمدة بذلك للأفراد والشركات فاتورة سنوية متكافئة.
التسعير البيئي المتضامن، البديل المفضل
تنادي مجموعة إيو سيكور 31 بنهج مختلف: التسعير البيئي المتضامن. حيث تتخيل نظامًا تُفصّل فيه الأغراض المنزلية عن غير المنزلية، مع فرض تعرفة متدرجة. تطالب الجمعية بتوفير الـ20 مترًا مكعبًا الأولى من المياه مجانًا لتغطية الاحتياجات الأساسية، وتقترح دعمًا إضافيًا للأسر الأقل حظًا.
تكشف الجدل حول التسعير الموسمي للمياه في تولوز عن القضايا المهمة المتعلقة بإدارة هذا المورد الثمين. وفي الوقت الذي تسعى فيه مدينة تولوز لمواجهة الجفاف المتزايد، تبقى الحاجة إلى إيجاد حلول عادلة وفعالة للحفاظ على المياه تحديًا كبيرًا لصانعي القرار والمجتمع المدني.”