في جنيف

في جنيف أطالع وجهي في مرايا الماء ألتقط سيلفي بعدسة المدينة لم أكن أعرف قبل أن أزور جنيف أن البجعات تنام واقفة كالأشجار أنها تنزلق كما ينزلق قلبي الذي يحتل المقعد المجاور لي بالترامواي ينزلق كلما هممت بالوقوف يتبعني تسبقني خطاه عند شارع السلام عن أي سلامٍ تتحدثين يا جنيف والكرسي المبثور الساق يشهر عجز […]

في جنيف

[wpcc-script type=”685813c36d752643b998871f-text/javascript”]

في جنيف
أطالع وجهي في مرايا الماء
ألتقط سيلفي بعدسة المدينة
لم أكن أعرف قبل أن أزور جنيف أن البجعات تنام واقفة كالأشجار
أنها تنزلق كما ينزلق قلبي
الذي يحتل المقعد المجاور لي بالترامواي
ينزلق كلما هممت بالوقوف
يتبعني تسبقني خطاه عند شارع السلام
عن أي سلامٍ تتحدثين يا جنيف
والكرسي المبثور الساق يشهر عجز المدينة
في وجه سائحةٍ ترتدي حذاء رياضيا كي تلحق بقلبها
في جنيف
في parc des Bastions
يقفز قلبي من عتمته
صوب ضوء ما لا يراه غيره
Post tenebras lux
يقرأ على جدار البارك ويقفز على ساقه الوحيدة
يصير شجرة
في جنيف
كلما بللني مطر الصيف
تخيلت أن الغيمات أعلاك في أفواه السماء
تنفخها تحدث فرقعة تنفجر فيسقط المطر
خشية أن يلتصق شعري
أختبئ تحت أقرب سقيفةٍ
وأنتظر أن تنتهي السماء من مضغ العلك
في جنيف
تتراص الشجرات على جنبات ضفتي النهر
وكأنها تمارس طقوس انتحارٍ جماعي
وكأنها خشيبات في يد المدينة
تعد بها خيباتٍ غريبة تلحق بقلبها
دون أن تمسكه

٭ شاعرة من المغرب
جنيف صيف 2015

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *