في مذكراته الشخصية.. أوباما يكشف أنه أقنع مبارك بالتنحي.. وماذا قال عن بن زايد والسعودية؟
[wpcc-script type=”ae7a45934b9f2dcb5e2206c6-text/javascript”]

لندن- “القدس العربي”:
يقدم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته الشخصية التي صاغها في كتاب بعنوان “أرض الميعاد” روايته للعديد من اللقاءات التي عقدها مع زعماء عرب في الشرق الأوسط، ويرسم صورة قاتمة لهم.
ويتطرق أوباما في مذكراته إلى الربيع العربي، وكيف أقنع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بالتخلي عن الحكم بعد اندلاع الثورة المصرية عام 2011، بينما لم يفعل الأمر ذاته مع البحرين التي شهدت هي الأخرى ثورة شعبية، قمعتها السلطات البحرينية بدعم سعودي. ويستذكر أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، حذره من الضغط على البحرين.
وقال أوباما: “لم تكن لدي طريقة رائعة لشرح التناقض الواضح، بخلاف الاعتراف بأن العالم كان في حالة فوضى؛ وأنه لدى ممارسة السياسة الخارجية، كان علي أن أواصل الموازنة بين المصالح المتنافسة، ولمجرد أنني لم أتمكن في كل حالة من تقديم أجندة حقوق الإنسان لدينا، على اعتبارات أخرى لا يعني أنني يجب ألا أحاول أن أفعل ما بوسعي، عندما يمكنني ذلك، لتعزيز ما اعتبرته أعلى القيم الأمريكية”.
ويتحدث الرئيس الأمريكي السابق عن انطباعاته بعد لقائه مبارك عام 2009 في القاهرة، وقال إنه سيصبح مألوفا جدا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين قائلا: “يعيشون في عزلة في قصورهم، وكل تفاعل لهم يتم بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم؛ لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم”.
وخلال الرحلة نفسها في القاهرة، تكونت لدى أوباما صورة قاتمة عن المملكة العربية السعودية، وفصلها الصارم بين الجنسين وقوانينها الدينية، وقال إن القصر حاول منحه مجوهرات فاخرة.
وكتب أوباما أنه صُدم من الشعور بالقمع والحزن الذي يولده مثل هذا المكان الذي يمارس الفصل، وقال: “كأنني دخلت فجأة إلى عالم أُسكتت فيه كل الألوان”. وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علنا للتنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه لو كان شابا مصريا، لربما كان هناك بين المتظاهرين.
وأضاف: “قد لا أتمكن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأمريكيين؛ لقد زودناهم بالأسلحة وتبادلنا معهم المعلومات وساعدنا في تدريب ضباطهم العسكريين؛ وبالنسبة لي فإن السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفا، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين، أمام أنظار العالم كله، كان ذلك خطاً لم أرغب في عبوره”.
يستذكر أوباما كذلك العلاقات المتوترة التي جمعته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيرام عام 2015. ويقول أوباما إن نتنياهو سياسي بارع تواصل معه بعد انتخابه عام 2004 لمجلس الشيوخ الأمريكي.
ويقول أوباما عن نتنياهو: “لكن رؤيته لنفسه على أنه المدافع الأول عن الشعب اليهودي في وجه المحن، سمحت له بتبرير أي شيء تقريبا من شأنه أن يبقيه في السلطة، كما أن معرفته بعالم السياسة والإعلام في الولايات المتحدة أعطته الثقة، في أنه يستطيع مقاومة أي ضغط يمكن أن تمارسه عليه إدارة ديمقراطية مثل إدارتي”.
وكان أوباما في كتابه صريحا أيضا حيال شعوره بالإحباط من اللوبي المؤيد لإسرائيل، المتمثل في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيْباك)، قائلاً إنها تحولت إلى اليمين تماشياً مع السياسة الإسرائيلية، وتساءل عما إذا كان قد أُخضع لتدقيق خاص باعتباره أميركياً من أصل إفريقي.
حصل أوباما على الأغلبية الساحقة من أصوات اليهود الأمريكيين، وكتب قائلا إنه في نظر العديد من أعضاء مجلس إدارة إيْباك، ظل موضع شك، ورجلا منقسم الولاءات.