‘);
}
قصائد المدح في الشعر الجاهلي
المدح من المواضيع التي عُرفت قديماً في العصر الجاهلي والعصر الحديث، ويمكن تعريف المدح على أنه : الثناء وحسن الكلام الذي يرفع من قيمة الشخص الممدوح ، حيث ألّف الشعراء قصائد المدح بهدف إظهار سمات وفضائل الممدوح، وقد تزوّد الشعراء من المدح لغايات عدَّة منها كسب المال وكسب الشهرة .[١]
وقد برز غرض المديح في الشعر الجاهلي كأحد الفنون الشعرية الذي يهتم بتمجيد المثل العليا للأخلاق والأفعال التي تعارفوا عليها وتوارثوها عن أجدادهم فكانت قصيدة المدح ميدان التعبير لديهم .[٢]
أنواع المدح
ومن أنواع المدح في الأشعار :[١]
- المدح المكتسب: كان يؤلف الشاعر هذا المدح من أجل كسب المال .
- المدح الصادق: كان الشعراء يبدون فيه حبهم وصدقهم للشخص الممدوح .
- المدح الموجهه الزعماء والقادة .
- المدح الموجه للحكام .
‘);
}
قصائد المدح في الشعر الجاهلي
ومن ضمن القصائد التي قيلت في المدح في العصر الجاهلي :
زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان
يقول زهير بن أبي سلمى : [٣]
بَلِ اِذكُرَن خَيرَ قَيسٍ كُلِّها حَسَباً
-
-
- وَخَيرَها نائِلاً وَخَيرَها خُلُقا
-
القائِدَ الخَيلَ مَنكوباً دَوابِرُها
-
-
- قَد أُحكِمَت حَكَماتِ القِدِّ وَالأَبَقا
-
غَزَت سِماناً فَآبَت ضُمَّراً خُدُجاً
-
-
- مِن بَعدِ ما جَنَبوها بُدَّناً عُقُقا
-
حَتّى يَأُوبَ بِها عوجاً مُعَطَّلَةً
-
-
- تَشكو الدَوابِرَ وَالأَنساءَ وَالصُفُقا
-
يَطلُبُ شَأوَ اِمرِأَينِ قَدَّما حَسَناً
-
-
- نالا المُلوكَ وَبَذّا هَذِهِ السُوَقا
-
هُوَ الجَوادُ فَإِن يَلحَق بِشَأوِهِما
-
-
- عَلى تَكاليفِهِ فَمِثلُهُ لَحِقا
-
الأعشى يمدح هوذة بن علي سيد بني حنيفة
يقول الأعشى :[٤]
إِلى هَوذَةَ الوَهّابِ أَهدَيتُ مِدحَتي
-
-
- أُرَجّي نَوالاً فاضِلاً مِن عَطائِكا
-
تَجانَفُ عَن جُلِّ اليَمامَةِ ناقَتي
-
-
- وَما قَصَدَت مِن أَهلِها لِسِوائِكا
-
أَلَمَّت بِأَقوامٍ فَعافَت حِياضَهُم
-
-
- قَلوصِي وَكانَ الشَربُ مِنها بِمائِكا
-
فَلَمّا أَتَت آطامَ جَوٍّ وَأَهلَهُ
-
-
- أُنيخَت وَأَلقَت رَحلَها بِفَنائِكا
-
وَلَم يَسعَ في الأَقوامِ سَعيَكَ واحِدٌ
-
-
- وَلَيسَ إِناءٌ لِلنَدى كَإِنائِكا
-
سَمِعتُ بِسَمعِ الباعِ وَالجودِ وَالنَدى
-
-
- فَأَدلَيتُ دَلوي فَاِستَقَت بِرِشائِكا
-
فَتىً يَحمِلُ الأَعباءَ لَو كانَ غَيرُهُ
-
-
- مِنَ الناسِ لَم يَنهَض بِها مُتَماسِكا
-
وَأَنتَ الَّذي عَوَّدتَني أَن تَريشَني
-
-
- وَأَنتَ الَّذي آوَيتَني في ظِلالِكا
-
فَإِنَّكَ فيما بَينَنا فِيَّ موزَعٌ
-
-
- بِخَيرٍ وَإِنّي مولَعٌ بِثَنائِكا
-
النابغة الذبياني يمدح الملك الغساني عمرو بن الحارث وقومه بعد هربه من النعمان بن المنذر
يقول النابغة الذبياني :[٥]
كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
-
-
- وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ
-
عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ
-
-
- لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ
-
وَثِقتُ لَهُ بِالنَصرِ إِذ قيلَ قَد غَزَت
-
-
- كَتائِبُ مِن غَسّانَ غَيرُ أَشائِبِ
-
إِذا ماغَزوا بِالجَيشِ حَلَّقَ فَوقَهُم
-
-
- عَصائِبُ طَيرٍ تَهتَدي بِعَصائِبِ
-
وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم
-
-
- بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ
-
الحطيئة يمدح آل شماس في قصيدته الدالية
يقول الحطيئة :[٦]
أَلا طَرَقَتنا بَعدَما هَجَدوا هِندُ
-
-
- وَقَد سِرنَ خَمساً وَاِتلَأَبَّ بِنا نَجدُ
-
أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ
-
-
- وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ
-
وَإِنَّ الَّتي نَكَّبتُها عَن مَعاشِرٍ
-
-
- عَلَيَّ غِضابٍ أَن صَدَدتُ كَما صَدّوا
-
أَتَت آلُ شَمّاسِ بنِ لَأيٍ وَإِنَّما
-
-
- أَتاهُم بِها الأَحلامُ وَالحَسَبُ العِدُّ
-
فَإِنَّ الشَقِيَّ مَن تُعادي صُدورُهُم
-
-
- وَذو الجَدِّ مَن لانوا إِلَيهِ وَمَن وَدّوا
-
يَسوسونَ أَحلاماً بَعيداً أَناتُها
-
-
- وَإِن غَضِبوا جاءَ الحَفيظَةُ وَالجِدُّ
-
أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى
-
-
- وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا
-
وَإِن كانَتِ النُعمى عَلَيهِم جَزَوا بِها
-
-
- وَإِن أَنعَموا لا كَدَّروها وَلا كَدّوا
-
مَطاعينُ في الهَيجا مَكاشيفُ لِلدُجى
-
-
- بَنى لَهُمُ آبائُهُم وَبَنى الجَدُّ
-
عنترة بن شداد يمدح الملك الفارسي كسرى أنوشروان
يقول عنترة بن شداد :[٧]
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
-
-
- قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ
-
يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
-
-
- يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ
-
يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
-
-
- يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ
-
يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
-
-
- لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ
-
ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
-
-
- أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ
-
مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
-
-
- بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ
-
مَولىً بِهِ شَرُفَ الزَمانُ وَأَهلُهُ
-
-
- وَالدَهرُ نالَ الفَخرَ مِن تيجانِهِ
-
وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم
-
-
- مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ
-
ملِكٌ إِذا ما جالَ في يَومِ اللِقا
-
-
- وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّراً في شانِهِ
-
المراجع
- ^أبدعاء العضيبات (20/6/2020)، “أشهر الأبيات الشعرية في المدح”، اي عربي، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“شعر المديح في العصر الجاهلي”، لاينز، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“إن الخليط أجد البين فانفرقا”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“أتشفيك تيا أم تركت بدائكا”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“كليني لهم يا أميمة ناصب”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“ألا طرقتنا بعدما هجدوا هند”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑“يا أيها الملك الذي راحاته”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.